ولا تحريك لساكن
في يوم الطفل العالمي.. أطفال غزة أشلاء قتلهم الاحتلال
في يوم الطفل العالمي.. أطفال غزة أشلاء قتلهم الاحتلال.. في نص بعنوان الصغيران للكاتب مصطفى صادق الرافعي، كتب: "وليس على الأرض أهنأ من ليل الطفل النائم، فهل يكون فيها أشقى من ليل الطفل الضائع؟". هذا حالنا وأفظع مع أطفال غزة، أشلاء قتلهم الاحتلال بدم بارد، لم يراعوا قدسيةً ولا منسيَّة في كتاب، بكل حقد وغلِّ. هكذا حالهم البائس في غزَّة بل في فلسطين الاسيرة بأكملها، حالنا أيضًا كمشاهدين مكتوفي الأيدي.
إن الوضع في قطاع غزة موضوع يثير الكثير من الغضب، ففي وقت يجري فيه التشديد على إيجاد حل سياسي، وحوار حول الدبلوماسية والتفاهم، تستشري همجية العدو الصهيوني ببشاعة تخالف حقوق الإنسان وكل المواثيق الدولية الداعية للاستقرار. فتعرض غزَّة لحرب شعواء لا تستهدف سوى المدنيين والأطفال، في مشهد يلقى الكثير من التنديد والرفض، دون تحريك ساكن، أو احترام من جانب العدو للعالم بأسره.
أطفال غزة.. في يوم الطفل العالمي، تستعرض الفجر، في سطور صحفية، تنزف الألم وترجو السبيل الملائم لعرض بقيَّة من رحمة في مجتمع دولي، تنهشُ فيه القذائف أجساد الأبرياء لترسلهم إلى رحمات الله.
لقد توعّدت إسرائيل حماس، على لسان رئيس وزرائها بينيامين نتنياهو، بـالقضاء عليها، فشنَّت قصفًا جوّيًأ ومدفعيًا غاشمًا، وبدأت عمليّات برّية اعتبارا من 27 أكتوبر، حصدت فيه أرواح أكثر من 12300 إنسان داخل قطاع غزّة غالبيّتهم مدنيّون. فوفق الأرقام الصادرة عن حكومة المقاومة الإسلامية حماس، فإنَّ أكثر من خمسة آلاف طفل و3300 امرأة استشهدوا في عمليات غاشمة قادها الكيان الغادر دون رحمة أو اعتبار.
الجثامين في الشوارع.. وأطفال في عداد المفقودين
وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية، في تقريرها اليومي حول العدوان، أنها تواجه صعوبات كبيرة في الحصول على معطيات محدّثة، بسبب انقطاع خدمات الاتصالات في قطاع غزة، وانهيار الخدمة والاتصالات في مستشفيات شمال القطاع.
وبينت الصحة الفلسطينية أن عدد الشهداء في قطاع غزة بلغ حتى مساء السبت الموافق 18 نوفمبر 2023، أكثر من 12،200 شهيد، بينهم نحو 5000 طفل و3250 امرأة و690 مسنًا، فيما بلغ عدد المصابين أكثر من 29500 مصاب.
وأفاد النازحون من الشمال بوجود جثامين في الشوارع، وحتى 15 نوفمبر الجاري، لا يزال أكثر من 4000 مواطن في عداد المفقودين، منهم 2000 طفل.
ولادي ماتوا وهذي أشلائهم.. مأساة على أرض الواقع
في يوم الطفل العالمي.. أطفال غزة أشلاء قتلهم الاحتلال.. لعلَّ القارئ العربي، وكذلك المشاهد، لم يكد نسى ذلك المشهد الذي لم يمر عليه الشهر، حمل طفليه بين يديه وهما أشلاء داخل أكياس، جراء قصف مستشفى الأهلي المعنداني داخل غزة، ليهرول نحو الخارج، جامعًا ما تبقى منهما.
ستعسعفه الذاكرة، بعدما رأى قدرة الهمجيِّة على طفل أعزل من كلِّ حطام الدنيا البالية، أبناءَ القتلة الذي قصفوا البراءة في مهدها، وما عسانا سوى أن نلملم أشلاء البراءة في مقبرة، نواريها عن حسرة وضعف يتجسدان شبحًا على قمة عربية تشجب وتندد.
فليحتفل أطفال العالم، بيومهم، دون هدايا وأُعطيات، وليستبدلوا جرائدًا خضراء بزهور الياسمين على قلوب احترقت من صمت لم يزدنا سوى وهنًا فوق الوهن.
اقرأ أيضًا:
عاجل - في يوم الطفل العالمي.. مشاهدة فيديو صوت صراخ وبكاء أطفال غزة من تحت الركام (فلسطين الآن)