بعد تدمير جسر جبل أولياء.. الحرب إلى أين في السودان؟
مر على بدء الحرب في السودان ما يقرب من 8 شهور، حيث بدأت الاشتباكات في 15 من أبريل الماضي، وما زالت مستمرة حتى الآن، وتخلف كل يوم عدد كبير من الضحايا، فضلًا عن نزوح عدد ضخم من السكان، وتفاقم الوضع الإنساني.
بدأت الحرب في السودان بين القوات المسلحة بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع تحت قيادة حميدتي من العاصمة الخرطوم، خاصة في محيط القصر الرئاسي، ومطار الخرطوم الدولي، وانتقل النزاع بعد ذلك إلى الولاية الشمالية، وولايات دارفور.
سبب اندلاع الحرب في السودان
اختلف حميدتي مع البرهان على طريقة دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة، فأراد البرهان أن تتم عملية الدمج خلال عامين، وتعتمد فيها معايير التجنيد في الجيش، ولكن أراد حميدتي امتداد عملية الدمج لعشرة أعوام، على أن يحتفظ المقتلون برتبهم بعد الدمج، وبناءً على ذلك اندلع الخلاف بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة.
آخر مستجدات الحرب في السودان
وصلت آخر مستجدات الحرب في السودان إلى قصف جسر خزان جبل أولياء أمس السبت الموافق 18 من نوفمبر الجاري، وتبادل طرفي النزاع الاتهامات فيما بينهما، حيث أكد الناطق باسم الجيش أن القصف المدفعي من قبل الدعم السريع على مواقعهم بجبل أولياء فجر السبت تسبّب في تدمير الجسر، في حين حمّلت قوات الدعم السريع الجيش مسؤولية تدميره.
تبادل الاتهامات بين الطرفين يجعل انتهاء الحرب في السودان محال
أوضح الدكتور رمضان قرني أستاذ العلوم السياسية أن الحرب الدائرة في السودان لن تتوقف لعدة أسباب أهمها استمرار طرفي الصراع في توجيه الاتهام إلى الطرف الآخر، هذا فضلًا عن محاولة كلاهما المتاجرة بالعملية السياسية، والتأكيد أن الحرب الدائرة تأتي لصالح الدولة السودانية، من خلال التكريس لبناء دولة سياسية جديدة.
وأشار قرني في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، إلى أن استمرار تلك السياسات يؤكد استمرار الحرب، ويجعل الأمر صعب أمام المنظمات الدولية في التدخل لفض النزاع وحل الأمر سلميًا، ما يجعل أمر وقف اطلاق النار في السودان محال.
وأكد، أن الصراع في السودان لم يثبت على قصف القصر الرئاسي فقط بل اتجه إلى تدمير البنية التحتية وأبرز مثال على ذلك هو تدمير جسر خزان جبل الأولياء.
وشدد أنه في حالة انتهاء الحرب ستحتاج السودان المليارات لإعادة إعمار الدولة وإصلاح ما تم تدميره، خلال تلك الجرائم.
ويعتقد أن اقتراب النزاع من منطقة خزان جبل الأولياء والذي يعتمد عليه سكان بدرجة كبيرة، قد يتسبب في انهياره، وبذلك تكون السودان أمام كارثة كبيرة وهي غرق مدبنة الخرطوم بشكل كامل.