سفير أنجولا في القاهرة: مصر أول دولة دعمت تحررنا ضد الاستعمار البرتغالي
قال السفير نيلسون كوزمى، سفير أنجولا بالقاهرة، إن العلاقات بين جمهورية أنجولا وجمهورية مصر العربية متميزة وتاريخية وتمتد لعقود عديدة.
وأضاف السفير خلال كلمته في الحفل الوطني لجمهورية أنجولا، والذي أقيم بالقاهرة، أن العلاقات بدأت عام 1965، بافتتاح أول تمثيل إقليمي بالقاهرة.
وأكد السفير أن ذلك جاء في إطار الدعم المصري لحركات التحرر الأنجولية ضد الاستعمار البرتغالي، ضمن رؤية مشتركة بين الرئيس جمال عبد الناصر والقادة الأنجوليين، والتي كانت ضرورة التخلص من البدع الاستعمارية وتعزيز التعاون بين البلدان الأفريقية من أجل تحرير شعوبها وتنمية بلدانها.
ولفت السفير إلى أن أنجولا ومصر تعززت علاقاتهما الثنائية، كما تم تعزيز روابط الصداقة بين البلدين والشعبين، فضلًا عن الشراكات التجارية والتجارية، مع استمرار التنسيق والتشاور حول القضايا السياسية الإقليمية ذات الاهتمام المشترك على مختلف المستويات، بدءًا من الفنية والوزارية والرئاسية.
وأوضح السفير أن البلدان التزما بمواصلة التنسيق والمشاورات حول القضايا السياسية الإقليمية ذات الاهتمام المشترك على مختلف المستويات.
وأضاف السفر: نؤكد على تطور العلاقات بين بلدينا خلال السنوات القليلة الماضية على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي، والتي توجت بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى جمهورية أنجولا، في يونيو من هذا العام، وتبادل الزيارات الثنائية رفيعة المستوى، بما في ذلك زيارات وزراء الخارجية والأشغال العامة والإسكان والعمران، في مارس الماضي.
وأردف: كما نرحب بالعلاقات العميقة بين البلدين والتي أسفرت عن التوقيع على ثماني اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدة مجالات مهنية كان لها أكبر الأثر في تعزيز التعاون الثنائي وتنفيذ الخطة الاستراتيجية الوطنية 20-50، خاصة في مجالات البناء والبنية التحتية للطاقة، ودخول الشركات المصرية السويدي إليكتريك والمقاولون العرب وأوراسكوم وغيرها إلى السوق الأنجولية، مما ساهم في هذا القطاع البالغ الأهمية في زيادة حجم مبيعات الشركات المصرية في أنجولا، مع اتجاه نمو قوي.
وقال السفير الأنجولي إن الاحتفال يأتي إحياءا للذكرى الثامنة والأربعين لاستقلال جمهورية أنجولا، الذي أعلنه الرئيس الأنجولي الراحل الدكتور أنطونيو أغوستينو نيتو، في 11 نوفمبر 1975.
وأكد أن الاحتفال يتم في لحظة خاصة بالنسبة لأنجولا، التي تتميز بالعديد من التحديات الاجتماعية والاقتصادية، والتي يمر طريقها عبر التنويع الاقتصادي والتدريب المستمر لرأس المال البشري، والتصنيع، وجذب استثمارات جديدة.
وقال السفير إن بلاده تجربتها العظيمة في مجال السلام، وفي هذا السياق، بذلت الجهود لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة وسط وجنوب إفريقيا، والمؤتمر الدولي المعني بمنطقة البحيرات الكبرى، وخاصة في جمهورية إفريقيا الوسطى، وفي الوساطة في الصراع، وخاصة بين جمهوريتي إفريقيا الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى والكونغو ورواندا.
وأضاف أنه وفي نطاق مجموعة التنمية للجنوب الأفريقي "سادك"، شاركت أنجولا بإرسال أفراد عسكريين لمكافحة الإرهاب في موزمبيق.
ومع ذلك، أكد السفير أن بلاده عززت سياسة حسن الجوار واحترام سيادة الدول الأخرى، متابعا: وسوف نعزز هذا الاتجاه ونواصل استراتيجية توسيع العلاقات مع الدول الأخرى والمنظمات الدولية، سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد الأطراف، في المنتديات المختلفة التي نجد أنفسنا فيها لتقاسم الفرص.
ولفت السفير إلى أن أنجولا تتولى حاليا رئاسة مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي، والمؤتمر الدولي لمنطقة البحيرات الكبرى، كما أنها مرشحة لرئاسة الاتحاد الأفريقي، لعام 2025.
وأضاف: لعبت أنجولا أيضا دورا أساسيا في الدبلوماسية البرلمانية العالمية واستضافت، في أكتوبر المنقضي، الجمعية السابعة والأربعين بعد المائة للاتحاد البرلماني الدولي، وهو منتدى متميز لبرلمانات العالم، مما يدل على قدرة قارتنا على استضافة المنتديات الدولية المرموقة.
وأردف: كما يعكس ذلك إرادة أنجولا والبرلمان الأنجولي بشكل خاص في الدفاع عن قيم العدالة والسلام والتنمية، فضلا عن الأهمية التي توليها أنجولا لبناء مؤسسات قوية، تنبثق من قوة المواطنين، مع بهدف مكافحة الفقر وتعزيز التنمية المستدامة لبلداننا.
وتابع السفير: اعتمدت السلطة التنفيذية الأنجولية بقيادة الرئيس جواو مانويل غونسالفيس لورنسو، سياسات تهدف إلى تعميق التجربة الديمقراطية، وتطبيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية، وتحسين بيئة الأعمال لتشجيع الاستثمار والسياحة، وتحسين البنية التحتية، ومكافحة الفساد، مما يجعل من أنجولا وجهة استثمارية للعديد من الشركات الأجنبية ووجهة سياحية وثقافية جيدة.
وأضاف أنه وفي هذا السياق ستستضيف أنجولا الاجتماع الثالث لبينالي لواندا، النسخة الثالثة للمنتدى الإفريقي لثقافة السلام، تحت شعار "التعليم والثقافة والسلام".