يحيى السنوار رجل حماس الأول الذي تخشاه إسرائيل
يحيى السنوار..مجرد سماع اسمه داخل إسرئيل يبث الرعب والريبة في نفوس قادة الاحتلال الإسرائيلي، لذلك دأب بنيامين نتنياهو على وصفه بالرجل الميت، كذلك هددت إسرائيل بـ "اصطياد" القيادي في حركة حماس يحيى السنوار، محمّلة إياه مسؤولية تدمير قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، إن السنوار قاتلٌ "أثبت للعالم أن حماس أسوأ من تنظيم الدولة الإسلامية عندما نفذّت مذبحة السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري" – على حد تعبيره، إلا أن يحيى السنوار أثبت للعالم أن حياته ثمنًا غاليًا تريده إسرائيل حيًا أو ميتًا، فأصبح يحيى السنوار شبح خفي لا تراه أعين الإسرائيليين، والعقل المدبر لحماس، والرجل الميت على حد وصف نتنياهو.
يحيى السنوار طفل المخيمات الذي أصبح شبحًا يطارد إسرائيل
يحيى السنوار كان مجرد طفل يعيش في المخيمات ويدرس في مدارس المخيمات الفلسطينية، كبر وسط حالة غضب وكره كبير للكيان الذي اغتصب أرضه، فقد ولد السنوار في مخيم الشاطئ بقطاع غزة عام 1961. شغل العديد من المناصب القيادية في حماس، بما في ذلك منصب رئيس المكتب السياسي للحركة، وهو المنصب الأعلى في التنظيم.
السنوار يعتبر أحد القادة البارزين في حماس، وهو معروف بدوره في القضية الفلسطينية ومقاومته للقوى الإسرائيلية. يعتبر السنوار من الأصوات الرئيسية في حماس وشخصية سياسية قوية في الساحة الفلسطينية. وقد قاد عدة مفاوضات سياسية وجهود للتوصل إلى تسوية في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
السنوار قضى نصف عمره بالسجون الإسرائيلية
يبلغ السنوار 61 عامًا، ومن هذه السنوات الـ61، قضى السنوار في السجون الإسرائيلية 24 عاما هي معظم سنوات شبابه.
وفي الأصل، ينحدر السنوار عن عائلة كانت تعيش في مدينة المجدل عسقلان – قبل إعلان دولة إسرائيل عام 1948.
وترعرع يحيى السنوار في مخيم خان يونس الذي ما لبث أن وقع أيضًا تحت الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967.
وتلقى السنوار تعليمه في مدارس المخيم حتى أنهى دراسته الثانوية، ليلتحق بالجامعة الإسلامية في غزة لإكمال تعليمه الجامعي، ويحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية.
وفي عام 1982 أُلقي القبض على السنوار ووضع رهن الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر بتهمة الانخراط في "أنشطة تخريبية".
وفي عام 1988، قضت محكمة إسرائيلية على السنوار بالسجن مدى الحياة أربع مرّات (مدة 426 عاما)، أمضى منها 24 عاما في السجن.
نقطة تحول في حياة السنوار..صاحب النفوذ الأكبر بحماس
يوصف السنوار بأنه الرجل صاحب النفوذ الأكبر في الأراضي الفلسطينية، حسب مجلة الإيكونوميست البريطانية.
وهو من أعضاء حركة حماس الأوائل، وقد أسهم في تشكيل جهاز أمنها الخاص المعروف اختصارا بـ (مجد).
وكانت نقطة التحول في مسار السنوار، عندما تفاوضت إسرائيل على صفقة لتبادل الفلسطينين المعتقلين لديها مقابل الجندي جلعاد شاليط الذي أسرته حماس عام 2011.
حينئذ، استخدمت إسرائيل السنوار كمحاور، حسب الإيكونوميست، حيث كان مسموحا له بالتحدث إلى قياديّي حماس الذين أرادوا استبدال أكثر من 1000 معتقل فلسطيني مقابل شاليط.
وقد اعترضت إسرائيل على عدد من الأسماء التي اقترحتها حماس، ولم يكن السنوار من بين هؤلاء المعترَض عليهم. وبالفعل في 2011، أُطلق سراح السنوار وأصبح قياديا في كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحماس.
واستفاد السنوار من معرفته بالسجون الإسرائيلية، التي حصل عليها خلال السنوات الطويلة التي قضاها في زواياها، مما أعطاه نفوذا بين القيادات العسكرية في حماس.
دور السنوار السياسي في حركة حماس
وعلى الصعيد السياسي في حماس، في عام 2017، انتُخب السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة.
وفي العام نفسه، لعب السنوار دورا دبلوماسيا رئيسيا في محاولة إصلاح العلاقات بين السلطة الفلسطينية بقيادة حركة فتح في الضفة من جهة، وحركة حماس في غزة من جهة أخرى، ولكن لم يُكتب لهذه المحاولة النجاح.
كما عمل السنوار في مجال إعادة تقييم لعلاقات حماس الخارجية، بما في ذلك تحسين العلاقات مع مصر.
وفي سبتمبر/أيلول 2015، أدرجت الخارجية الأمريكية يحيى السنوار على لائحتها السوداء "للإرهابيين الدوليين".
إسرائيل تريد السنوار حيًا أو ميتًا
هناك خطة محكمة وضعها رجلان ترى إسرائيل أنهما وراء هجوم حماس المدبر في 7 أكتوبر الماضي، وهما يحيى السنوار زعيم حماس في غزة، ومحمد الضيف رئيس هيئة أركان كتائب عز الدين القسام، وهما شخصان مقربان للغاية.
السنوار شبح إسرائيل الخفي الذي لا تستطيع الوصول إليه، قالوا عنه إنه العقل المدبر لشن الهجوم على تل أبيب، يصنع حالة من التوتر لدى قادة إسرائيل، ومؤخرًا أعلنوا أنه هدف رئيسي في عمليات إسرائيل العسكرية لتصفيته الآن.