«الفخراني والسنان ومستخدمو الجريد».. مثلث مهن مهدده بالاندثار بالمنيا "صور"
تنتشر مهن شعبية في محافظة المنيا، عديدة يتوارثها الأجيال، ولكن مع مرور الوقت، ينخفض عدد العاملين في تلك المهن البسيطة والتي تعتبر موروثًا ثقافيًا.
وفي السنوات الأخيرة، شهدنا اندثار العديد من الحرف اليدوية والصناعات التاريخية التي تمثل تراثًا اجتماعًا داخل عروس صعيد مصر.
«موقع وبوابة الفجر»، يسلط الضوء على المهن المهددة في محافظة المنيا.
مهنة جريد النخل بالمنيا
تُعد مهنة جريد النخل واحدة من الصناعات الريفية الشهيرة التي تعتمد على أشجار النخيل. يُستخدم جذوع النخيل لصنع الأبواب والمكانس الناعمة والحبال، بينما يُستخدم الخوص لصنع السفرة والمفارش واقفاص الطيور والمقاصف وأطباق الفاكهة والكراسي وسراير الأطفال.
قال إسماعيل، الرجل السبعيني وصاحب إحدى ورش جريد النخل في المنيا، إنه تعلم هذه المهنة عندما كان عمره 6 سنوات من خلال عمامته، وصف هذه المهنة بأنها شاقة وتتطلب الجلوس والانحناء لفترات طويلة، وتستخدم أدوات بسيطة مثل المنجل والساطور وشاكوش خشبي ومقياس خشبي لجريد النخل، ومع ذلك، أصبحت هذه المهنة من المهن المهددة بالإندثار.
مهنة سنان السكاكين في محافظة المنيا
يعتمد سنان السكاكين على حجر الصوان وحبيبات الرمال وحوض الماء والمطارق لعمله، ويعد "مصطفى علي"، الذي يبلغ من العمر 100 عام، واحدًا من أقدم سنان السكاكين في المنيا
حيث تعلم مهنته هذه عندما كان عمره 9 سنوات، حيث ورثها من والده وجده، وتعتبر هذه المهنة صعبة وتتطلب جهدًا كبيرًا لتحصيل حافة حادة للسكين عن طريق حجر الصوان، بالإضافة إلى قواعد ودرجات لا يمكن تجاوزها.
ويشير إلى أن هناك تدرجًا في عملية السن للوصول إلى أعلى درجات الحدة، حيث يتم تلطيف السكين بالماء لتجنب تشقق الشفرة، والآن أصبحت تلك المهنة في جدول المهن المهددة بالاختفاء.
صناعة الفخار في المنيا
تعتبر صناعة الفخار من أقدم الحرف التقليدية، ويُعتبر محمود مخيمر واحدًا من أقدم صناعي الفخار، ويروي محمود أنه ورث هذه المهنة عن أجداده ويعمل بها منذ طفولته. يستخدمون الردم الزراعي ويحوّلونه إلى طين، ويقومون بتنقيته من الشوائب.
ويتم صنع مجموعة متنوعة من المنتجات مثل القلايات، وأطباق السمك، والأواني الزراعية، والأزيار، وقلاع مياه الشرب، وزهور الورد والتحف، وأواني الحلبة، وغيرها من المصنوعات الصحية.
و تعتبر هذه المنتجات صحية وغير مضرة كالأواني المصنوعة من النحاس والألمونيوم والبلاستيك.. لذلك يقصد الكثيرون من الأجانب هذه الورشة لشراء تلك المنتجات، نظرًا لاعتقادهم بأنها صحية، ومع ذلك، فإن هذه الصناعة تعتبر من الحرف التي تواجه خطر الاندثار في العصر الحديث، حيث يتم استبدالها بالثلاجات ومبردات المياه.
أهمية الحفاظ على المهن المهددة
تحمل المهن المهددة تاريخًا وثقافة ومهارات تراثية قديمة. إن اندثار هذه المهن يؤدي إلى فقدان جزء كبير من تراث وثقافة المجتمع، ويعتبر الحفاظ على هذه المهن وتشجيع حامليها أمرًا مهمًا للحفاظ على التنوع الثقافي والحفاظ على الهوية الثقافية للمنطقة.
تتطلب الحفاظ على المهن المهددة تعاونًا من جميع أفراد المجتمع، بدءًا من الحكومة والمؤسسات الثقافية إلى الأفراد الذين يمكنهم دعم هذه المهن بشراء المنتجات المحلية والترويج لها.
و يمكن تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لتعليم الشباب هذه المهارات التراثية وتشجيعهم على ممارستها.
باختصار، ينبغي على المجتمع أن يدرك قيمة المهن المهددة وأن يعمل على المحافظة عليها ودعمها للحفاظ على تراثه وثقافته.