وشم صليب العذراء مريم بـ 50 جنيها.. "الفجر" ترصد راسمي الصور الدينية في احتفالات مارجرجس بالمنيا
وسط السرادق المنصوب بجوار كنيسة المارجرجس بقرية البياضية التابعة إداريًا لمركز ومدينة ملوي جنوب محافظة المنيا، للباعة والتجار، كان "جرجس نجم"، يجلس ويضع طاولته الصغيرة التى تتضمن بعضًا من صور القديسيين.
«قطن وحبر وآلة مدببة» والشاب العشريني ينادي «أرسم صور مريم العدرا ومارجرجس بـ50 جنيا".. ذاك الصوت الذي يجلب العديد من الشباب والأطفال والنسوة إليه راغبين في وشم الصور الدينية، بعد خروجهم من قداس المار جرجس.
وفى هذا السياق، يقول كيرلس هاني، إبن مركز ملوي، إن هذا الوشم له قيمة كبيرة لديه لأنه رسمه في مولد المار جرجس بالمنيا، ويحرص على زيارته بشكل متكرر، وهذا هو الوشم الثاني له بعد وشم علامة الصليب في ذراعه الأخرى.
وأضاف، البيرت هاني، إبن قرية البياضية، قائلًا: بالطبع أشعر بالألم مهما وضعت مخدر موضعي لكني أحب الوشم، وكلما ذهبت إلى أي مولد شعبي "أدق" وشمًا جديدًا، خاصة في مولد المار جرجس بقرية البياضية.
ويعاود "جرجس نجم"، رسام الوشوم على الايدي، قائلًا في حديثه مع الفجر، اقوم بتعقم الايدي قبل الوشم، وإذا كان طفلا من سيتم رسم الوشم له لا بد أن يؤكد علي والديه بأن ذاك الطفل قد تم "تعميده"، لكي اقوم بوسم الصليب على يداه.
وبعد عملية التعقيم اقوم بوضع مخدر بسيط على اليد حتى لا يتلم كثيرًا رجل كان أو سبدة أو طفل لا في بعض الأحيان يكون الوشم مؤلم بعض الشي.
وتابع: سنويًا أقوم بنصب أدواتي بالقرب من الكنيسة بالبياضية، لكي استقبل الخارجين منهم واقوم بهذا العمل بمقابل مادي، يختلف بين صورة وأخرى.
ولفت الشاب العشريني قائلًا: يوجد بعض الصور اقوم بوشمها على اليد بمقابل مادي ما بين 50 جنية إلى 100 جنية، وقد تصل صور أخرى الي200 جنية و250 جنية على حسب نوع الرسمة وصعوبتها.
وجدير بالذكر، تشهد محافظة المنيا احتفالًا جماعيًا يجمع بين المسلمين والأقباط للاحتفال بذكرى بناء أول كنيسة في مولد القديس مار جرجس.
حيث يتم إقامة هذا الاحتفال سنويًا في هذا الوقت من العام، ويشارك فيه آلاف الأقباط ومئات المسلمين، بالإضافة إلى بعض القادة الأقباط.
تتم الاحتفالات في ثلاث قرى في مركز ملوى، وهي "البياضية" و"دير أبو حنس" و"عزبة الملكية الشرقية". ويشارك في هذه الاحتفالات نحو 25 ألف محتفل على مدار أسبوعًا تقريبًا.
تتضمن الفعاليات الروحية للحفل صلوات مسائية تُقام في الكنائس التي تحمل اسم مار جرجس، وتتمتع بتدابير أمنية مشددة.
وفى هذا السياق، ينوه موقع الفجر، بأن ما تتميز به قرية "البياضية" التابعة إداريًا لمركز ومدينة ملوي، والواقعة جنوب محافظة المنيا، بأنها تحتفل بشكل أكبر من القرى الأخرى، وتعد واحدة من القرى التي يعيش فيها الأقباط بكثرة في محافظة المنيا.
وعلى الرغم من ذلك، يشارك مئات المسلمين في هذه الاحتفالات، نظرًا للطابع الشعبي الذي تتمتع به والفرصة التي توفرها للتعبير عن التضامن مع إخوتهم الأقباط.
يجب أن نشير إلى أن احتفال مار جرجس هو احتفال ديني يُقام في العالم القبطي الأرثوذكسي للاحتفال بذكرى حياة وتضحية القديس جرجس.
ويُعتبر القديس جرجس أحد القديسين البارزين في التقاليد المسيحية ويُعتبر رمزًا للشجاعة والإيمان.
وتُحتفل بمار جرجس في العديد من البلدان، وخاصة في مصر حيث يُعتبر القديس جرجس القديس الوطني للبلاد، تُنظم العديد من الفعاليات والاحتفالات في هذا اليوم، بما في ذلك الصلوات والقداديس في الكنائس التي تحمل اسم القديس جرجس.
يحضر الأقباط هذه الصلوات والقداديس للتعبير عن تقديرهم واحترامهم للقديس مار جرجس وللتعبير عن إيمانهم الديني.
أما بالنسبة لتدشين أول كنيسة، فإنه يشير إلى حدث تدشين كنيسة جديدة وتكريسها للعبادة الدينية، وعادةً ما تتضمن هذه المناسبة مراسم دينية واحتفالية، حيث يجتمع الأقباط والكهنة للصلاة وإقامة القداديس في المبنى الجديد، ويتم تدشين المبنى بصلاة خاصة وتكريسه للعبادة.
تدشين أول كنيسة يعتبر حدثًا مهمًا، حيث يتم إنشاء مكان جديد للعبادة والتجمع الديني للمؤمنين.