بركان مونا لوا..عملاق البراكين في عالمنا
يتسامى بركان مونا لوا في سماء هاواي كأكبر بركان نشط في العالم، حيث يرتقي إلى ارتفاع يُقدّر بنحو 4 كم فوق سطح البحر، مع قاعه يمتد لنحو 5 كم تحت الماء. يمتد هذا العملاق البركاني على نصف مساحة جزيرة هاواي، وهو قد بدأ تشكيله منذ مليون سنة، شاهدًا على ثورانات عديدة، آخرها كان في عام 1984 حيث غمرت الحمم البركانية مناطق قريبة من بلدة هيلو.
تاريخ نشاط بركان مونا لوا
عبر آلاف السنين، عاش بركان مونا لوا مراحل متعددة من الثورات المتكررة، تارة كانت في قمته وتارة أخرى عند تدفق الحمم من فتحات التهوية. شهد هذا العملاق البركاني 33 ثورانًا منذ عام 1843، يُظهر أنّ البراكين ليست فقط قوة طبيعية، بل أيضًا سجلًا حي لتكوين الأرض.
تركيب هندسي استثنائي
تمتاز براكين هاواي، بما في ذلك مونا لوا، بتركيب هندسي فريد. يتبلور هذا في شكل "البراكين درعية" التي تتدفق ببطء، وتتسم بميل طفيف على جوانبها. تشكّل هذه البراكين على نطاق واسع، وتظهر ثوراناتها بلطف، مما يتيح للمراقبين استكشاف جمالها دون الخطر المفاجئ.
رحلة بركانية في تشكيل الأرض
تعكس ثورانات بركان مونا لوا، على مدى آلاف السنين، تغيّرات جذرية في سطح الأرض. تغطي تدفّقات الحمم نحو 90% من سطح البركان، مساهمة فريدة في تشكيل المنطقة وتحديد ملامحها.
فهم بركان مونا لوا لا يقتصر فقط على قوته وثوراته المتكررة بل يمتد لتفاصيل هندسية استثنائية. يبلغ طول بركان مونا لوا 97 كم وعرضه 48 كم، ويرتفع إلى 9 كم فوق سطح المحيط. يتشكل من فوهة رئيسية تُدعى "Moku‘āweoweo"، ويمتد عبر ثلاثة نطاقات: الشمال الشرقي، والشمال الغربي، والجنوب الغربي.
تمثل الطبيعة الدرعية لبركان مونا لوا تدفق الحمم البطيء من شقوق في جذع البركان أو من القشرة الأرضية، مما يخلق بنية مستمرة ومائلة. تعد ثوراناته لطيفة مقارنة بالبراكين الأخرى، حيث يعتقد العلماء أن بركان مونا لوا تكون قد تشكلت قبل مليون سنة على نحو طبيعي، حيث تدفقت الحمم الساخنة عبر صدع في قشرة المحيط.
إنّ هذا البركان الضخم ليس فقط معلمًا طبيعيًا بل درسًا حيّا في تطور الأرض وقدرتها على تشكيل المناظر الطبيعية. يظل بركان مونا لوا لغزًا حيث يكشف للعلماء والباحثين عن أسرار تاريخ الأرض وطريقة تكوّنها.