قصة أصحاب الفيل..زمن وسبب الحادثة
تعود قصة أصحاب الفيل إلى العام الذي وُلد فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. يُذكر في القرآن الكريم في قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ"، حيث حدثت هذه الواقعة الفريدة والمُثيرة.
سبب وقوع هذه الحادثة كان في تمرد أبرهة الأشرم، وهو جد النجاشي والذي كان واليًا على اليمن. قام ببناء كنيسة تُدعى القليس وأراد تحويل الحج إليها بدلًا من الكعبة. عندما شُعِر بتحدٍّ من رجلٍ من قوم كنانة، قرر هدم الكعبة وتهديم مكة. وهكذا، برزت خطة أبرهة لفتح مكة وربط اليمن ببلاد الشام لتصبح كلها بلادًا نصرانية.
أرسل أبرهة جيشًا ضخمًا مع فيلة لتنفيذ هذه الخطة الشريرة. لكن أهل مكة، بقيادة عبد المطلب الذي كان يتمتع بحكمته، علموا أنهم غير قادرين على مواجهة هذا الجيش، ولكنهم عرفوا أن الله سيحمي بيته الشريف.
عند وصول أبرهة وجيشه إلى مكة، استمرّ أهل مكة في الدعاء والتضرع إلى الله لحماية الكعبة. رفض الفيل دخول الحرم، وسط إصرار أبرهة، فأبى الفيل دخوله. في هذه اللحظة الحاسمة، أرسل الله طيورًا صغيرة حاملة حجارة صغيرة، فأظلت فوقهم، وبدأت ترميهم بالحجارة وتسببت في تدميرهم. وفي الوقت نفسه، أُصِيبوا بالجدري، حيث كلما حاولوا خدش أجسادهم تساقط الجلد.
**حفظ الله البيت الحرام وجزاء أصحاب الفيل**
خلال أحداث قصة أصحاب الفيل، أظهرت قوة الله وعظمته في حماية الكعبة المشرّفة. عبد المطلب، وهو من أهل مكة، شاهد طيورًا غريبة تحمل حجارة، وفور اقترابها بدأت برمي الحجارة على جيش أبرهة. كان النجاشي وجنوده يموتون عندما يلامسهم الحجر، وأبرهة ضربه الجدري، وكلما حاول أحدهم حكّ جلده تساقط.
ما نستفيده من هذه القصة:
- توضيح لقوة الله في القضاء على أعدائه، حيث أرسل طيورًا لتدمير جيش أبرهة الذي أراد هدم بيت الله.
- رسالة تمهيد لبعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إذ كانت هذه الحادثة معجزة في العام الذي ولد فيه النبي.
- التأكيد على حرمة الكعبة وحفظ الله لها، مُظهرًا أن الله يحمي بيته الشريف ويُعاقِب من يتعدى عليه.
- إظهار نعمة الله على قريش، حيث رُزقوا ونُصِروا، مما يستدعي شكرهم لله وعدم الشرك به.
- تقديم عبرة للمؤمنين بمواصلة الثقة بالله والاعتماد عليه في الظروف الصعبة.