عاجل-هل اقتربت صفقة تبادل الأسرى بعد زيارة رئيس "الشاباك" إلى مصر؟
في إطار الجهود المبذولة لإطلاق سراح الرهائن الذين يحتجزهم حركة حماس منذ السابع من أكتوبر الماضي، أجرى رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي، رونين بار، زيارة إلى القاهرة يوم الثلاثاء. تزامنت هذه الزيارة مع توقعات من مراقبين وتقارير غربية بأن صفقة تبادل الأسرى قد اقتربت من التنفيذ.
وفقًا لهيئة البث الإسرائيلية، التقى رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" في القاهرة مع مسؤولين مصريين، ضمن سياق المحادثات حول صفقة إطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين، ولكن لم تُكشف المزيد من التفاصيل حول ذلك.
من جهة أخرى، أفادت مصادر مصرية رسمية بأن زيارة رئيس "الشاباك" اقتصرت على محادثات لتنفيذ هدنة إنسانية ولمناقشة ملف تبادل الأسرى.
عدد الأشخاص المحتجزين في قطاع غزة:
تُقدر السلطات الإسرائيلية أن نحو 240 شخصًا ما زالوا محتجزين في قطاع غزة منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر. يشير هذا الهجوم غير المسبوق إلى وقوع نحو 1200 قتيل.
حتى الآن، أطلقت حركة حماس سراح أربعة رهائن فقط. وفي سياق متصل، أفاد دبلوماسي إسرائيلي لموقع "سكاي نيوز عربية" بأن الحكومة الإسرائيلية ما زالت تتعرض لضغوط داخلية مستمرة لتقديم تنازلاتها بأسرع وقت ممكن من أجل الإفراج عن الرهائن، يأتي هذا في سياق محاولة تفادي قتلهم في ظل التطورات العسكرية المتسارعة داخل قطاع غزة.
أفادت وكالة "رويترز" بأن حركة حماس قامت بإبلاغ وسطاء بجاهزيتها لإطلاق سراح نحو 70 طفلًا وامرأةً كانوا محتجزين في قطاع غزة، وذلك في إطار اتفاق لهدنة مدتها خمسة أيام.
حركة حماس تفرض شروطًا لإطلاق سراح المخطوفين لديها:
وفقًا لهيئة البث الإسرائيلية، ونقلًا عن مصادر مقربة من حركة حماس، يُفيد الأمر بأن الحركة تفرض شروطًا لإطلاق سراح المخطوفين لديها. ومن بين هذه الشروط، تتضمن مطلبًا بإدخال 7000 شاحنة محملة بالمساعدات والوقود إلى قطاع غزة قبل تحقيق أي إفراج.
وفي تفاصيل أخرى، أوضحت المصادر أن حماس تتطلع للإفراج عن 35 امرأة كانت مختطفة لديها، مقابل إطلاق سراح 35 سجينة فلسطينية أمنيًا في السجون الإسرائيلية. كما أشارت إلى استعداد الحركة لتحرير المخطوفين المدنيين الأحياء الذين يحملون جنسية أجنبية، بدورها تعتزم إطلاق سراح 140 فلسطينيًا تم اعتقالهم في إسرائيل لأسباب غير مرتبطة بأنشطة مسلحة.
من جانبه، ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأميركية، إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
اقرأ ايضًا..تجمع لمئات المتظاهرين في مطار أمستردام دعما لفلسطين
تل أبيب وحركة حماس تقتربان من التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى:
وفقًا لمراسل "سكاي نيوز عربية"، يظهر أن هناك "كثيرًا من الضبابية" حول الصفقة في إسرائيل، حيث تتسارع التسريبات، وكثيرًا ما تظهر تفاصيل متضاربة وحتى متناقضة.
وقد صرح مسؤول إسرائيلي بأن تل أبيب وحركة حماس تقتربان من التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى، حيث سيتم إطلاق سراح النساء والأطفال الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة. ويأتي ذلك مقابل الإفراج عن نساء فلسطينيات وأسرى مراهقين محتجزين في السجون الإسرائيلية، مع "وقف مؤقت" لإطلاق النار لمدة خمسة أيام.
وفي تقرير آخر، أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية بأن تل أبيب وحماس تقتربان من التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى، حيث سيشمل الإفراج عن النساء والأطفال الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، مع الإفراج عن فلسطينيات وأسرى مراهقين محتجزين في السجون الإسرائيلية، وسيصاحب ذلك "وقفًا مؤقتًا" لإطلاق النار لمدة خمسة أيام.
تأتي هذه التطورات في سياق حث قطر لكل من إسرائيل وحماس على التوصل إلى اتفاق بشأن الإفراج عن الرهائن، حيث حذرت من تدهور الوضع في غزة بشكل يومي.
يوسي يونا:
عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، يوسي يونا، أشار إلى وجود "مفاوضات والكثير من الكواليس التي لم يتم الكشف عنها بعد" حول صفقة إطلاق الرهائن. ورغم وجود ضغط من العائلات الإسرائيلية، يظهر أن الحكومة الإسرائيلية ملتزمة ببذل كل الجهود لتحقيق صفقة إطلاق الرهائن، وتُعتبر هذه القضية أولوية رئيسية للسلطات الإسرائيلية منذ الهجوم الذي نفذته حماس. يُشير يونا إلى وجود حالة من الارتباك حول تفاصيل الصفقة، ولكنه يُؤكد أن التفاصيل الرسمية ستُعلن فقط عند تنفيذها على أرض الواقع.
مستشار الرئيس الإميركي:
في الوقت الذي تتوارد فيه هذه الأنباء والزيارات، باشر كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، جولة في المنطقة يوم الثلاثاء، حيث تضمنت زيارة إلى تل أبيب وعدة دول أخرى.
بالنسبة للزيارة وعلاقتها بملف الأسرى، صرّح نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط، مايك ملروي، في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، أن "الرهائن الأميركيين سيكونون على الأرجح أبرز الأولويات في جدول أعمال ماكغورك". وأوضح ملروي أن الحكومة الأميركية تتحمل المسؤولية الرئيسية عن حماية مواطنيها، مشيرًا إلى أن هذا لا يقلل من أهمية كل القضايا الأخرى، ولكن يظل إطلاق سراح الرهائن أمرًا يحظى بأهمية خاصة ويمثل أحد الأولويات الرئيسية.
وأضاف "ملروي" أن المستشار الأميركي سيكون مهتمًا بالعمل على إطلاق سراح الرهائن، وسيؤكد على أهمية إقامة ملاذ آمن للمدنيين في قطاع غزة، بالإضافة إلى الحاجة الملحة لتوجيه مساعدات إنسانية مستمرة للمنطقة.