تعرف على وسائل الضغط العربية على إسرائيل لوقف الحرب وسر رفض السعودية استخدام النفط

مع استمرار القصف الإسرائيلي واشتداد الحصار على قطاع غزة، لفترة تجاوزت 35 يوما منذ بدء الحرب، وذلك رغم الضغوط المصرية المتواصلة لوقف عملية إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى القطاع بشكل مستمر، وحماية المدنيين، إلا أن الانتهاكات الإسرائيلية ما زالت مستمرة رغم انعقاد القمة العربية الإسلامية، أمس، بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، وهو ما يثير تساؤلات حول ما هي وسائل الضغط العربية على إسرائيل لوقف الحرب على غزة؟، ولماذا لم تلجأ السعودية لاستخدام ورقة النفط للضغط على إسرائيل، وهو ما أوضحه خبراء ومحللين في الشأن السياسي.

الدور المصري هو الثابت في القضية الفلسطينية

وفي هذا السياق أكد اللواء رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية، أن الدور المصري الوحيد هو الذي كان ثابتًا منذ بدء عملية طوفان الأقصى ولم يتغير، لافتًا إلى أن هذا ما يميز مصر ويميز السياسة الخارجية المصرية في الأزمات، لافتًا إلى أن مصر طالبت بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وحل الدولتين ورفضت التهجير القسري وعدم تبرير الاعتداءات الانتقامية التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في غزة.

وأضاف "فرحات" في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن الدول العربية بخلاف مصر لم يظهر لها دور واضح على إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما ظهر جليا في البيان الختامي للقمة الإسلامية التي عُقدت أمس بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، لافتا إلى أن البيان الصادر عن القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية رغم ما به من بنود إلا أنها لم تضيف جديد بشأن القضية الفلسطينية أو وقف الحرب على غزة.

وتابع قائلًا: لم يتضمن البيان على آليات تُلزم إسرائيل لوقف الحرب أو عملية الهدنة الإنسانية، مشيرًا إلى أنه كان من المفترض أن يترجم داخل قرارات القمة أن يكون هناك آليه للضغط على المجتمع الدولي والكتلة المؤيدة والمساندة لإسرائيل، وأهمها الولايات المتحدة الأمريكية، وهي التي تستطيع إيقاف الحرب العنيفة والانتقامية التي تقوم بها إسرائيل بعيدًا عن أي قواعد خاة  بالقواعد الدولية أو القانون الدولي الإنساني أو حتى الحرب العادية، لافتًا إلى أن إسرائيل خرجت عن إطار الحرب العادية وأصبحت تُمارس جرائم الحرب الصريحة.

المقايضة لمصالح الولايات المتحدة مع الدول العربية

وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن القمة كان ينقصها فكرة كيف سيتم الضغط على إسرائيل، والتي تتلقى الدعم الكامل من أمريكا وبريطانيا، مضيفًا: كان لا بد حدوث نوع من المقايضة للولايات المتحدة الأمريكية على مصالحها مع الدول العربية، ومنها التهديد بإيقاف التطبيع، والتهديد بوقف الاستثمارات.

وأشار إلى أن تواجد مصر في هذه القمة ومحاولة الرئيس إيصال رسائل من خلال اللقاءات التي تمت على هامش القمة ولقاء الرئيس مع الرئيس السوداني وأمير قطر والرئيس التركي، ورؤساء الدول الإقليمية  التي تملك محاور الضغط وتملك بعض آليات التحرك ولها علاقات تربطها بإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لإعطاء إيحاء بأن مصر تحاول في سياق إقليمي من خلال تبني وجهة النظر المصرية بشأن القضية الفلسطينية.

لأمور تتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية وتغلب المصلحة

وحول رفض السعودية لاستخدام النفط كوسيلة لوقف تصعيد الحرب في غزة، قال اللواء رضا فرحات، لكل دولة اعتباراتها ومصالحها في هذا الشأن، ويمكن من وجهة نظر المملكة العربية السعودية أن يكون تأثير هذا السلاح ضعيف أو يكون له آثار اقتصادية بالتبادل على المملكة، لافتًا إلى أن هناك بعض الأمور يتم حساباتها ومتعلقة بالسياسة الخارجية والداخلية الخاصة بها، وتغلب مصالحها على بعضها الأمور التي قد تضر مصالحها الخارجية وهذا بعكس مصر، فقد حاربت من أجل القضية الفلسطينية وضحت بدماء أبنائها، مؤكدًا أن موقف مصر ثابت في القضية الفلسطينية ولم يتغير.

فيما قالت الدكتورة نادية حلمي، أستاذ العلوم السياسية، إنه مع إستمرار القصف الإسرائيلى المستمر على قطاع غزة، تواصل الدول العربية الضغط على المجتمع الدولي والقوى الدولية الفاعلة، لوقف الحرب على غزة، وإدخال المساعدات إلى القطاع بشكل مستمر وحماية المدنيين، والتأكيد العربى على ضرورة مواصلة التنسيق سويًا، للحديث بصوت واحد مع المجتمع الدولى حول التطورات الخطرة داخل قطاع غزة.

السبيل الوحيد هو حل سياسي

وأضافت في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن كافة الدول العربية وعلى رأسها مصر، عملت على مواصلة دعم المنظمات الدولية العاملة في القطاع، خصوصًا وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، مؤكدة بأن الحل العسكري أو الأمني لن ينجح في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل إن السبيل الوحيد هو حل سياسى، لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، وذلك تزامنًا مع إعلان الرفض الكامل لمحاولات الفصل الإسرائيلى بين الضفة الغربية وقطاع غزة، كإمتداد حقيقى للدولة الفلسطينية الواحدة.    

وتابعت قائلة: صعَّدت جميع الدول العربية إنتقاداتها لإسرائيل، وإستدعت دول أخرى سفراءها أو قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب، موضحة أن إسرائيل ومن يدعمها لن يجازفوا كثيرًا بإطالة أمد الحرب الدائرة فى قطاع غزة، وذلك خوفًا من إستخدام الدول العربية ولا سيما الخليجية لورقة ضغط سلاح الغاز والنفط بشكل يؤثر عليها وعلى الدول الداعمة لها، خاصةً في ظل ما حدث مع بداية الأزمة الأوكرانية والتي أثرت تأثيرًا كبيرًا على أمريكا وأوروبا فى هذا الجانب.

وأشارت أستاذة العلوم السياسية، إلى أن ما سيحدث سيتمثل فى حدوث ركود كبير يؤثر بشكل سلبى على أسعار النفط عالميًا، فضلًا عن إرتفاعها سلبيًا بالنسبة لهذه الدول الداعمة لإسرائيل، وهنا تتمثل وجهة النظر الرسمية السعودية والخليجية بشكل عام، فى مبدأ "عدم تسييس سلعة النفط" من أجل استخدامها سياسيًا للضغط على إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.

لن يضر إسرائيل والدول الداعمة فقط

وحول ورقة الضغط المتعلقة باستخدام السعودية لسلاح النفط، أوضحت قائلة: قد تكون مطروحة في حال استمر التعنت الإسرائيلي، ولكن تسعى السعودية والدول الخليجية والعربية في الوقت الحالي إلى حل هذا الصراع بالطرق السلمية، وهم يعلمون أن استخدام هذه الورقة ربما لن يضر فقط بإسرائيل والدول الداعمة لها، لكنه أيضًا سيضر بشكل سلبى على دول أخرى كالصين وغيرها.