جائزة السلطان قابوس.. وقوة عُمان الناعمة
أعلن أمس مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم نتائج الدورة العاشرة لجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب والتي فاز بها عن فرع الثقافة الدكتور عبدالله بن خميس الكندي نظير أبحاثه ودراساته في مجالي الإعلام والاتصال، كما فاز في فرع الآداب الروائي الجزائري واسيني الأعرج حيث خصص هذا الفرع في الدورة العاشرة لمجال الرواية، وحجبت لجنة التحكيم جائزة فرع الفنون والذي خصص في هذه الدورة لمجال الإخراج.
استطاعت جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب وبعد أن أكملت دوراتها العشر أن ترسخ حضورها في المشهد الثقافي العربي لأسباب كثيرة من بينها أنها تُمنح من عُمان الدولة صاحبة التاريخ العريق والمنجزات الحضارية عبر القرون، الأمر الذي ينعكس على قوة الجائزة ومقدار قيمتها المعنوية بين الجوائز في العالم العربي. كما أن الجائزة تكتسب قيمتها المعنوية، أيضا، من اسم السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- وهو شخصية محورية ومهمة ليس فقط في العالم العربي وإنما في المشهد العالمي ولذلك فإن الجائزة تكتسب قوة إضافة إلى قيمتها المادية التي تبلغ في الدورة التقديرية كما هو هذا العام ١٠٠ ألف ريال عماني.
وما يؤكد على أن الجائزة رصينة جدا ذهابها في أكثر من مرة لحجب الفرع؛ كون الأعمال المقدمة للتنافس دون مستوى الجائزة ما يعني أن معايير التقييم عالية وهذا في حد ذاته يعطي مؤشرا مهما أن القيمة المعرفية والفنية للأعمال الفائزة عالية جدا.
ومن المهم أن نتعامل مع هذه الجائزة وغيرها من الجوائز التي يمكن أن تظهر خلال المرحلة القادمة بمستويين: المستوى الأول يكمن في دور سلطنة عمان الحالي والتاريخي في تكريم المفكرين والمبدعين في مختلف المجالات والعلوم وهذا مستوى في غاية الأهمية، والدول التي تكرم مبدعيها وعلماءها دولة مكتوب لها أن تبقى في تقدم مستمر. أما المستوى الثاني والذي لا يقل أهمية عن المستوى الأول فيكمن في أن الجوائز الأدبية والعلمية وحتى الرياضية تستطيع أن تصنع قوة ناعمة للدول وتحقق سمعة كبيرة لها لأنها ترعى الثقافة والعلم، وتهتم بالمفكرين والمبدعين والمبتكرين وترسخ هذه الصورة لدى الناس ليس في الإقليم فحسب وإنما في العالم أجمع.. ويحتاج هذا الأمر دائما إلى خطة ترويج إعلامي تقوم به الجهة التي تقدم الجائزة، وهذا أمر حاصل الآن ولكن يحتاج في العقد الجديد من عمر الجائزة إلى أن يكون أكثر تركيزا وأوسع امتدادا على المستوى العربي والعالمي حيث يحضر المبدعون العرب في كل مكان.
وهذه قوة لا ينبغي التفريط بها، خاصة أنها حققت حضورا إقليميا وهناك اتفاق عربي على أهمية الجائزة لارتباطها باسم عُمان وباسم السلطان قابوس، كما أنها أبعد ما تكون عن الجدل الذي يحيط بالكثير من الجوائز العربية.