ما هو الوسواس القهري وطرق التخلص منه؟
الوسواس القهري هو اضطراب شائع يصيب الجهاز العصبي يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على حياة الأفراد في جميع الأعمار.
يمكن أن يستمر هذا الاضطراب مدى الحياة إذا لم يعالج. يتميز الوسواس القهري بتأثيره على سلوك وتفكير الشخص المصاب، حيث يقوم المريض بأداء أنشطة معينة أو يتبنى عادات معينة بشكل مكثف ومزعج، ويعيد تكرارها مرارًا وتكرارًا.
يُسمى الاضطراب "قهري" لأن الشخص المصاب يجد صعوبة في التخلص منه دون العلاج، ويجبر على أداء أفعال لا يرغب بها. يعقد المصاب به الوعي بأن أفعاله غالبًا لا تمت للمنطق بصلة، لكنه لا يمكنه التوقف عنها بسبب الرغبة الداخلية والقوة القهرية للوسواس.
أمثلة على الوسواس
- الوسواس بالجراثيم: حيث يشعر الشخص بخوف مفرط من الجراثيم ويحتاج إلى غسل يديه بشكل متكرر.
- الوسواس بإيذاء النفس أو الآخرين: الشخص يعاني من أفكار تحثه على القلق بشأن إيذاء نفسه أو الآخرين.
- الأفكار المحرمة اجتماعيًا: تشمل أفكارًا غير مقبولة اجتماعيًا يجد الشخص صعوبة في التخلص منها.
- الحاجة الملحة لترتيب الأشياء بطرق معينة: يجب أن تكون الأشياء مرتبة بترتيب دقيق حسب قواعد محددة.
- القلق بشأن إغلاق الأبواب: الشخص يشعر بقلق شديد بشأن إغلاق الأبواب ويحتاج إلى التحقق منها مرارًا وتكرارًا.
- الوسواس بنظافة الجسم والغسل المتكرر: يجد الشخص نفسه مضطرًا للانتقال إلى الاستحمام بشكل متكرر أو غسل يديه بشكل مفرط.
- ترتيب الأمور بشكل منتظم وإعادته: إذا أخطأ الشخص في أي ترتيب أو إجراء، يجد نفسه مضطرًا لإعادته بشكل مكرر.
مظاهر الوسواس
مظاهر الوسواس القهري يمكن أن تظهر بشكل ملحوظ في السلوك والتفاعلات الاجتماعية للأفراد المصابين به. إليك بعض الأمثلة على هذه المظاهر:
المظاهر السلوكية:
- تخزين المواد غير الضرورية، مثل الصحف القديمة أو الأشياء التي ليس لها قيمة عملية.
- إعادة تكرار كلمة أو جملة معينة بشكل متكرر.
- اتباع طقوس معينة في التعامل مع الأشياء أو المحيط.
- التنظيف المنزلي بشكل مفرط أو بطرق غير عادية.
- تكرار غسل اليدين أو الاستحمام بشكل مفرط.
- إعادة ترتيب الأشياء بطرق خاصة.
المظاهر الاجتماعية:
- عدم رغبة المصاب بالوسواس في مصافحة الآخرين أو لمسهم.
- إظهار علامات اضطراب أو قلق شديد عندما لا تكون الأمور منظمة بالشكل الصحيح بالنسبة له.
- التحقق المتكرر من الأمور والحاجة المستمرة لضمان الأمان.
- الالتزام بروتين محدد دون القدرة على التحرر منه.
- التأخر في تسليم الأعمال وأداء المهام بسبب الطقوس المتكررة.
- إضاعة الوقت بسبب الطقوس اليومية التي يجب اتباعها بشكل دائم.
هذه المظاهر تعكس كيف يؤثر الوسواس القهري على سلوك وتفاعلات الأفراد في حياتهم اليومية، وقد تسبب مشاكل في العلاقات الاجتماعية والأداء الوظيفي.
أسباب الوسواس
أسباب الوسواس القهري لم تُحدد بدقة من قبل العلماء حتى الآن، ولكن هناك مجموعة من العوامل البيولوجية والبيئية التي يُمكن أن تكون مرتبطة بهذا المرض.
تُقسم هذه الأسباب إلى نوعين رئيسيين:
الأسباب البيولوجية:
- الاستعداد الوراثي: قد يكون للوراثة دور في زيادة عرضة الشخص للإصابة بالوسواس القهري، وقد يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من أقارب يعانون من الاضطراب نسبة أعلى للإصابة به.
- تغيرات في الدماغ: بعض الدراسات تشير إلى وجود اختلافات في هيكل ووظيفة الدماغ لدى الأفراد الذين يعانون من الوسواس القهري، حيث يمكن أن يكون هناك نشاط زائد في مناطق معينة من الدماغ المسؤولة عن الانفعالات القوية.
الأسباب البيئية:
- التعرض للإساءة أو الاستغلال: تجارب سلبية في الطفولة يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بالوسواس القهري.
- الأحداث الصادمة: صدمة ناتجة عن فقدان شخص قريب أو تغيرات في البيئة المحيطة قد تكون عوامل مساهمة.
- مشكلات في المدرسة أو مكان العمل: التوتر والضغوط في البيئة المدرسية أو العمل قد تزيد من احتمالية الإصابة بالوسواس القهري.
- مشكلات في العلاقات الاجتماعية: العلاقات السيئة مع الآخرين يمكن أن تلعب دورًا في تفاقم الوسواس القهري.
علاج الوسواس
علاج الوسواس القهري يمكن أن يكون فعّالًا، ولكن بعض المعوقات قد تظهر خلال عملية البحث عن العلاج المناسب.
من أجل تحسين الفرصة للتعافي، إليك بعض النقاط المهمة:
- تقديم المساعدة المبكرة: يجب التعامل مع الوسواس في مراحله المبكرة حتى لا تزداد تعقيداته. البحث عن المساعدة المهنية في أقرب وقت ممكن يمكن أن يكون مفيدًا.
- العلاج النفسي: يُستخدم العلاج السلوكي المعرفي للتعامل مع الوسواس القهري. يعمل هذا النوع من العلاج على تعديل أنماط التفكير والسلوك التي تساهم في الوسواس ويعلم المريض كيفية التحكم في مخاوفه ومواجهتها.
- العلاج بالأدوية: في بعض الحالات، يمكن أن تكون الأدوية مفيدة. يُمكن أن تشمل هذه الأدوية مضادات الاكتئاب التي تعمل على زيادة مستوى السيروتونين في الدماغ والأدوية المضادة للذهان في حالات نادرة.
- التعاون مع الطبيب: من المهم التعاون مع الطبيب المختص ومشاركته في جميع الأعراض الجانبية التي قد تظهر أثناء تناول الأدوية. يجب أيضًا تجنب تناول أي أدوية دون استشارة طبيب.
- الدعم الاجتماعي: يُمكن أن يكون للدعم الاجتماعي دور كبير في عملية التعافي. دعم الأصدقاء والعائلة والمشاركة في مجموعات دعم المرضى يمكن أن يكون مفيدًا.
- الصمود والصبر: عملية العلاج تستغرق وقتًا وتحتاج إلى صمود وصبر. يجب على المريض أن يكون ملتزمًا باتباع توجيهات العلاج والتعامل مع الركودات بإيجابية.