جيهان السنباطى تكتلب : طلاب علم .. أم بلطجية تحت الطلب

مقالات الرأي



منذ بدء العام الدراسى هذا العام وجماعة الإخوان المسلمين تحاول افتعال الأزمات حتى يتم تعطيل الدراسة بالمدارس والجامعات وإظهار الحكومة الحالية بمظهر الفاشلة غير القادرة على إدارة شئون البلاد, ولجأت لتحقيق هذا الهدف الى استخدام بعض طلاب المدارس من قبل بعض المعلمين الموالين للجماعة وتشجيعهم على الخروج فى مسيرات يومية مناهضة للحكومة الحالية وقواتها المسلحة رافعة شعارها الأصفر المعتاد, لكن تلك الحيلة لم تفلح ولم تحقق أهدافها فلجأت مؤخرا الى استخدام طلبة الجامعات وحاولت استقطابهم تحت راية الشرعية المزعومة, وكانت جامعة الأزهر شعلة البداية لسلسلة من الاحتجاجات والمسيرات وأحداث العنف والتخريب والتى انتقلت شرارتها بدورها إلى جامعات أخرى فى بعض محافظات مصر مستغلة فى ذلك قرار إلغاء الحرس الجامعى وعدم السماح لقوات الأمن بتأمين الجامعات.

الأمر كأنه خطة مرسومة جيدا من قبل الجماعة الإسلامية ففى البداية وأثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسى نجد أن من تولى ملف الطلاب فى جامعة الأزهر كان خيرت الشاطر الذى أغدق عليهم بالأموال مقابل شراء ولائهم للجماعة, كما تم تعيين عدد من الأساتذة التابعين للجماعة والذين استطاعو أن يؤثروا على الطلاب فكريا وغيروا توجهاتهم بمنحهم أعلى الدرجات فى الليسانس والبكالوريوس ليؤهلوهم إلى التعيين فى الجامعات وللأسف لم يلتفت القائمون على جامعة الأزهر إلى هذا الأمر ولم يعطوه إهتمامهم حتى تفحل الأمر وأصبح عدد كبير من طلابه تابعين للجماعة ومستعدين للقيام بأى شىء لإثبات ولائهم إليها وهو ما أدى لهذا العنف الذى تشهده الجامعات حاليا والذى طال الجامعات فى معظم المحافظات ليخرج الطلاب ويعلنوا عن مطالبهم بتوقف الدراسة وتأجيل امتحانات الفصل الدراسي الأول، وعودة شرعية الرئيس السابق محمد مرسي، والإفراج عن الطلاب المقبوض عليهم في الأحداث التي شهدتها البلاد أخيرا, والشىء الأغرب هو دور الفتيات فى هذه الاحتجاجات حيث خرجوا جميعا عن المألوف لدى الشارع المصرى بالجلوس على قارعة الطريق لقطعه وتسلق الأسوار وكتابة ألفاظ نابية على الجدران لاتخرج من فتيات بل والتعدى بالضرب على قوات الأمن وقذفهم بالحجارة.

الغريب فى الأمر أيضا أن جماعة الإخوان تستبيح الآن ما كانت تراه حراما حينما كانت تحكم البلاد وكثيرا ماخرج علينا شيوخهم ليعظوا الشعب ويدعونهم الى ضرورة الحفاظ على إبداء الرأى والتظاهر بطريقة سلمية طبقا للقانون وعدم مهاجمة المنشآت وإتلافها وقطع الطرق وتعطيل المواصلات وإحراق السيارات وممتلكات الغير.. فأين هم الآن من تلك الأفعال الفوضوية التى يمارسها الموالون لجماعتهم؟ وإذا نظرنا الى المطالب التى تم الإعلان عنها لوجدنا أنها هى نفس مطالب الجماعة والتى كانت ترددها فى مسيراتها بجانب شعار رابعة أى لم يكن لطلاب الجامعات مطالب خاصة بهم ولا بالعملية التعليمية مما يؤكد أنها حدثت بتوجيه وتنظيم وربما تمويل إخوانى الغرض الأساسى منها هو إدخال قوات الأمن فى مواجهة ساخنة مع الطلاب تسفر عنها إصابات أو قتلى من أجل استغلال ذلك لتصويره أمام الرأى العام الغربى على كونه قمعًا تُمارسه السلطات المصرية الحالية ضد مُعارضيها، فى محاولة من قبل الجماعة للمتاجرة بدماء أنصارها في الشارع المصرى حتى يستعطفوا بها العالم والمنظمات الحقوقية الدولية ويطالبونهم بالتدخل الفورى فى الشأن الداخلى المصرى بحجة الاضطهاد والانقلاب على الشرعية وهو ما أشار إليه وزير الداخلية المصرى محمد إبراهيم حيث أكد أن ما يحدث فى الجامعات مخطط فاشل من جماعة الإخوان المحظورة لإثارة القلق والبلبلة قبل الاستفتاء على الدستور يستخدمون فيه الطلاب المغيبين فكرياً.

فاين دور الحكومة لوقف تلك المهزلة وكيف لاتكون على علم بما يحدث داخل الجامعات وسيطرة التيار الإسلامى على الجامعات وإلى متى تسكت الدولة ووزارة الداخلية عن رموز تنظيم الإخوان فى الجامعات .