غزة تحت القصف العنيف
بعد همجية العدو.. ماذا تمتلك حماس في الفترة المقبلة؟
بعد همجية العدو.. ماذا تمتلك حماس في الفترة المقبلة؟.. أعلن العدو الصهيوني همجيته صراحةً، وأصبح من الجليِّ أمام أي متابع للمشهد داخل غزة وفلسطين، أننا أمام كيان لن يرحم أو يحترم، لن يرحم من يأتي تحت وطاته، ولن يحترم ميثاقًا دوليًا، فهو يصمم أن يقتل بإسراف، وويعتدي دون اعتناء. هكذا اعلنها رئيس حكومة الاحتلال بينيامين نتنياهو، مهددًا حماس، منذ بداية العملية طوفان الأقصى أكتوبر الفائت: "سنحول كل مكان تعمل منه حماس إلى خراب"، مؤكدًا أن تل أبيب تعتزم الانتقام.
بدورها حماس، بمقاتليها التابعين لـ كتائب عز الدين القسام، لا تخضع ولا تستلم، رغمًا عن مجازر العدو الهمجية التي كانت آخرها قصف عنيف استهدف مخيم المغازي وسط القطاع، أثار الحادث الأليم موجة من الاستياء والتنديد على الصعيدين الإقليمي والدولي.
بعد همجية العدو.. ماذا تمتلك حماس في الفترة المقبلة؟.. تسلط بوابة الفجر الضوء في خضم الأحداث الضوء على شخصيتي الأحداث الرئيستين، الأول بينيامين نتنياهو، والثاني شخصية أبو عبيدة، الناطق ياسم كتائب القسَّام.
بما أننا أمام شخصيتين لن ترضخا بسهولة، وإن اختلفت الإيديولوجية والمنهاج بشكل كبير وعميق لكل منهما، فإننا نستعرضهما في السطور القادمة؛ محاولة من أجل تبيان جزء من المتوقع في مستقبل الأحداث القادمة داخل قطاع غزَّة المحترق.
نتنياهو.. دموي لأبعد مدى
بينيامين نتنياهو سياسي إسرائيلي، بدأ حياته ضابطًا، شغل عدة مناصب حكومية مهمة، أهلته لأن يكون رئيسًا لوزاء العدو ووزير دفاعها الأسبق.
نتياهو في سطور
له صفات تجعل القيادة في تلّ أبيب تتمسك به، وكذلك يحظى بشعبية لدى الشعب الإسرائيلي، وكذلك منهاجه فهو يمثل اليمين المتطرف، ولكن عناك سمات أخرى يجب رصدها تشمل:
- قوة الشخصية تثقله بقدرة على الإلقاء والإقناع، ويتميز بحضور وجاذبية عندما يخاطب الجمهور، وهذا نا يساعده كثيرًا دعم واسع داخل إسرائيل، بالرغم من عديد الانتقادات التي يتم توجيهها له.
- حب الوطن: يُظهر رئيس وزراء الاحتلال، حبه العميق لإسرائيل وقوانينها. يروج دائمًا للأمان والأمن القومي ويؤكد على ضرورة حماية الدولة ومصالحها.
- العلاقات الدولية: عمل نتنياهو على تطوير علاقات إسرائيل مع العديد من الدول، وخاصة مع الولايات المتحدة. قدم نفسه كمفاوض ماهر وسياسي محنك على المستوى الدولي.
- الأمانة: عسكريًا يرى المجتمع في إسرائيل أن نتنياهو شخصًا دقيقًا ومهتمًا بالتفاصيل. يتميز بقدرته على التحليل العميق واتخاذ القرارات المدروسة.
- الانقسامات: أثارت سياسته الانقسامات داخل البلاد وأسلوبه في التعامل مع القضايا الداخلية والأمور الدينية، ما يجعله أحيانًا يفوز برضا مجتمعه رغم سخط الكثيرين على أدائه، التي تثير انتقادات داخلية ودولية، كما يتم اتهامه بتصاعد التوترات في المنطقة وعدم التقيد باتفاقيات السلام.
أبو عبيدة.. الناطق الملثم
لا تحتاج أن تدرس قسمات وجهه، فهو لن يظهر للعالم بابتسامة عريضة أو يمكن لقائه داخل محفل دبلوماسي، فالرجل الذي يعدَّ أبرز قادة كتائب القسام، يبدو ملثمًا، لن ترى حتى حدقة عينه، وربما كانت هذه إحدى أقوى استراتيجيات حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن لا يكون الناطق باسمها معروف الهيئة.
الاسم الذي اتخذه الناطق باسم الجناح العسكري لحماس، يجعله مخفي الهوية، فربما يتسائل الكثيرين من هذا الرجل، وكيف يتم تأمينه؛ كي لا تنكشف شخصية الحقيقية عنه، ناهيك عن أصل الكُنية التي اتخذها، فالاسم "أبو عبيدة"، يشار به إلى سيرة الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح، والذ كان ملقبًا بأمين الأمة، ما قد يثير الحماسة لدى الكثيرين.
من ضمن البيانات الشهيرة التي أصدرها أبو عبيدة وكتائب القسام كانت تلك التي تعلن مواقفهم من العمليات العسكرية ضد إسرائيل والتصعيد في قطاع غزة، مهما بلغ الأمر؛ لتشعر وكأنك تتعامل مع عقيدة تتحرك وتتجسد بقوة متمثلة في فكرة حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي والدفاع عن أراضيهم، وكذلك تقديم تهديدات لإسرائيل وتصاعد التوترات في العديد من المرات.
من المهم مراقبة وفهم بيانات أبو عبيدة وكتائب القسام، حيث تلعب هذه البيانات دورًا مهمًا في السياق الإقليمي والدولي المعقد للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. تتغير هذه المواقف بناءً على التطورات والأحداث في المنطقة، وتلعب دورًا مهمًا في تحديد مسار الصراع والجهود الدبلوماسية للتسوية
ولكن.. ماذا لدى حماس؟
معروف حركة فلسطينية إسلامية تأسست في عام 1987، ومنذ ذلك الحين وهي لعبت دورًا مهمًا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. حصلت حماس على دعم شعبي وشرعي واسع، ولديها إمكانيات كبيرة في الرد على العدو الإسرائيلي. هنا سنلقي نظرة على بعض هذه الإمكانيات:
- القوة العسكرية: حماس تدير كتائب القسام، وهي قوة عسكرية قوية ومجهزة بشكل جيد، على الاقل تجعلها قادرة على توجيه ضربات شرسة نحو العدو. فتمتلك الكتائب القدرة على إطلاق الصواريخ والهجمات العسكرية على إسرائيل، مما يمنحها وسيلة للرد على الهجمات الإسرائيلية.
- الشعبية: حماس تتمتع بشعبية واسعة في قطاع غزة وبعض أجزاء من الضفة الغربية. يتيح لها هذا الدعم الشعبي جذب مقاتلين وتجنيد أفراد جدد.
- شبكات الدعم الإقليمي: حماس تستفيد من دعم من دول ومنظمات إقليمية مثل إيران وقطر وتركيا. هذا الدعم يمكن أن يمنحها الإمكانية للتحصين ضد العقوبات الدولية وزيادة إمكانيتها في مواجهة إسرائيل.
- الوحدة الوطنية: حماس تلعب دورًا في الوحدة الوطنية الفلسطينية، وهي قوى مختلفة تسعى جميعها إلى تحقيق حل دائم للصراع. هذه الوحدة تزيد من إمكانية الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل.
- القدرة على التكيف: حماس قد تكون قادرة على التكيف مع التحديات المتغيرة وتطوير استراتيجيات متطورة للرد على العدو.
ولكن لأي قارئ داخل المشهد الدائر، عليه مراعاة هذه الإمكانيات وفوارقها مع تكنولوجيا العدو التي تتطور، وكذلك التكلفة بشرية والاقتصادية الكبيرة التي يتم استهلاكها. فالصراع الدائر في المنطقة يسبب معاناة كبيرة للمدنيين، وهناك دائمًا حاجة إلى حل سلمي يعيد الاستقرار والأمان إلى المنطقة ويحقق العدالة للفلسطينيين.
ربما ما تمَّ رصده غيض من فيض حول إمكانات الجانبين، لكن الحقيقة أنَّ الوضع المأساوي داخل قطاع غزة الذي يتعرض لانتهاكات دموية ذابحة، يحكمه الكثير من العوامل المستقبلية، التي من المؤكد أن للدبلوماسية فيها دور كبير، لم يظهر بقوة حتى الآن؛ لفشل مجلس الامن في استصدار قرار بوقف إطلاق النار، الذي كان مشروعًا تقدَّمت به روسيا ولم يخظي بقبول الأغلبية.
اقرأ أيضًا:
مأساة مخيم المغازي.. سقوط العشرات من الشهداء في غزة
عاجل: ارتفاع أعداد الشهداء والجرحى في غزة بعد قصف عنيف