طارق حجي في حوار خاص لـ “الفجر": أتوقع نهاية سياسية للحرب الروسية الأوكرانية
● الحرب ليست روسية أوكرانية وإنما روسية أمريكية
● نهاية الحرب الروسية الأوكرانية "سياسية" وليست "عسكرية"
● الحرب تتميز بمولد حقبة جديدة في عالم السياسة الدولية
● القيادة الرسمية الفلسطينية لم تكن تعلم بعملية طوفان الأقصى
● موقف مصر من القضية الفلسطينية كان ولايزال عقلانيًا وحكيمًا
● موقف جامعة الدول العربية يعكس واقع تجمع للفرقاء وليس للرفقاء
● المنظومة التعليمية في مصر تحتاج لأن تُحال للمعاش
● كتاب "سجون العقل العربي" يتضمن مشروعًا ثقافيًا لمصر المستقبل
● البريكس أحيّت الأمل في الخروج من واقع القوة العظمى الوحيدة
● ما يحدث في السعودية ثورة ثقافية للمجتمعات العربية وللإنسانية
في ظل الأحداث المتسارعة منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، واستكمالا للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واهتمام العديد من الدول بالانضمام إلى مجموعة البريكس وغيرها من الموضوعات، كان لنا حوار مع الدكتور طارق حجي، والذي يطلق عليه «أبو التنويريين»، نظرا لتأليفه وإصداره العديد من الكتب بأربع لغات، كما حظي بالعديد من الجولات العالمية من محاضر بالجامعات إلى البرلمان البريطاني، والكونجرس الأمريكي ومجلس النواب الإيطالي والبرلمان الأسترالي والروسي، والمراكز البحثية، تم اختياره لعضوية مجالس إدارات ومجالس أمناء أكثر من ثلاثين جمعية وكلية وجامعة ومؤسسة عربية وأجنبية، ألتقى بالعديد من رؤساء وملوك دول العالم وغيرها من الإنجازات التي طالت مجهوداته، ومؤخرا ألتقى رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي خلال زيارته لمصر.
فكانت لـ "الفجر" حوار مع الدكتور طارق حجي الكاتب والمفكر التنويري، ومستشار الرئيس الروسي لشئون الشرق الأوسط.
إلى نص الحوار..
الحرب الروسية الأوكرانية
قال حجي: "إن الذي يعرف تاريخ الحرب الروسية الأوكرانية، ولا سيما منذ 2014 لن يتعجب من أنه لا توجد حرب روسية -أوكرانية، وإنما توجد حرب روسية -أمريكية على أرض أوكرانيا، فالولايات المتحدة الأمريكية لا تغفر عدم تسليم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لها برئاسة العالم".
وتوقع حجي، أن تكون نهاية هذه الحرب "سياسية" وليست "عسكرية"، وسيكون هذا من خلال سقوط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ووجود نظام حكم جديد مستعد للصلح مع روسيا.
وكرر حجي عدة مرات أن لهذه الحرب ميزة هي مولد حقبة جديدة في عالم السياسة الدولية، وهي بداية -نهاية حقبة القوة الدولية الوحيدة التي بدأت عام 1991 بنهاية الإتحاد السوفيتي، فهو يري بوضوح بداية حقبة تعدد الأقطاب: الولايات المتحدة + روسيا + الصين + الهند.
أما عن مصير مجموعة فاغنر بعد مقتل قائدها، أشار إلى إنها عادت لكونها أحد أدوات الدولة الروسية العميقة.
وعن تحويل حرب إسرائيل على غزة دفة الدعم الغربي لأوكرانيا، يعتقد حجي، أن حرب إسرائيل وحماس لن تقلل الدعم الأمريكي لأوكرانيا، وإنما ستقلل هذا الدعم عوامل داخلية في الدول الغربية.
القضية الفلسطينية
أكد حجي، أن عملية "طوفان الأقصى" هي أسوء عمليات الإسلام السياسي، وتفضح معظم عيوبه ومنها أن آخرين غير قادته هم من يدفعون ثمن ما يقوم به.
كما أكد أن الفلسطينيين لن يربحوا أي شيء من هذه العملية، بل إنه على يقين أن النتيجة النهائية لهذه العملية من المنظور الفلسطيني هي الخسارة، وعلى الرغم من استنكار حجي لاقتحامات المسجد الأقصى، أشار أنها لا تبرر ما قامت به حماس يوم 7 أكتوبر الماضي، خاصةً أن القيادة الرسمية الفلسطينية لم تكن تعلم بعملية طوفان الأقصى.
أما موقف جامعة الدول العربية بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أوضح حجي، أنه موقف يعكس واقع الجامعة كتجمع للفرقاء وليس تجمعًا للرفقاء، أيضا رأى أن موقف مصر من هذه الأزمة كان ولايزال عقلانيًا وحكيمًا.
روجت لقيم الحداثة في كتبي
وفيما يتعلق بمصر، قال حجي: "أكتب لقارئين مختلفين، فمؤلفاتي التي كتبتها بالإنجليزية والتي نشرت في أوروبا وأمريكا الشمالية لها أهداف منها تعريف القارئ بحقيقة الإخوان والإسلام السياسي، أما مؤلفاتي التي كتبتها بالعربية فكلها هدفت للترويج لقيم الحداثة".
وأكد حجي، أنه (كعضو بالمجلس الأعلى للتعليم في عدة دول) على يقين أن المنظومة التعليمية في مصر تحتاج لأن تُحال للمعاش أي تتقاعد، فهي مؤسسة على "اختبار الذاكرة" وليس على تفعيل "العقل النقدي".
وأعتقد حجي، أن كتابه "سجون العقل العربي" يتضمن مشروعًا ثقافيًا لمصرَ المستقبل، ولكن كما يقول المثل الإنجليزي: “بينما يمكنك أخذ إنسان للماء، فإنه لا يمكنك أن تجعله يشرب مالم يكن هو راغبًا في ذلك”!
مجموعة البريكس تحقق التوازن في العالم
كما أشاد حجي، بمجموعة البريكس ودورها في تحقيق التوازن في العالم، وأضاف أنها أحيّت ولاتزال تحيي الأمل في الخروج من واقع كريه هو واقع القوة العظمى الوحيدة (الولايات المتحدة)، وشخصيًا هو شديد التحمس لها.
ما يحدث في السعودية أقرب للمعجزة
وختم حديثه، أن ما يحدث في المملكة العربية السعودية منذ وصول الملك سلمان بن عبد العزيز للحكم هو أقرب للمعجزة، فتحديث السعودية فكريًا (كما يحدث) هو ثورة ثقافية تجاوزت وتتجاوز كل التوقعات، وما يحدث فيها عظيم الفائدة ليس للسعودية وحدها وإنما للمجتمعات العربية والإسلامية بلوللإنسانية.