خلافات على قطعة أرض..
"خرج يجيب فطار لأخته رجع جثة".. "الفجر" تحاور أسرة ضحية القتل غدرا على يد شاب بتحريض من والده بالمرج (فيديو وصور)
"خرج يجيب فطار لأخته الصغيرة فرجع مدبوح".. وصانا نبينا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على سابع جار في الحديث النبوي الشريف: "مَن كانَ يُؤْمِنُ باللهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إلى جارِهِ"، لكن ما فعله جيران الشاب رمضان عادل صاحب الـ 35 عاما، لا يمس دينا ولا خُلقًا، حيث نفذ أب ونجله، خطة شيطانية وانهالوا عليه وسط الشارع في عز النهار، وقتلوه بدم بارد؛ بسبب خلافات على قطعة أرض دامت لمدة 8 سنوات بمنطقة المرج.
حاورت محررة بواية "الفجر" أسرة الضحية وشهود العيان لكشف كافة كواليس وخفايا الجريمة، وأوضحت نورهان، شقيقة المجني عليه الصغرى، أن شقيقيها رمضان يعمل كـ نقاش، لكنه تقاعس عن العمل لفترة، ونظرا لأنه مسئول عن والده المسن وشقيقته الصغيرة، خرج ليبحث عن عمل؛ لكسب لقمة عيشه بالحلال ويعود ويطعم أسرته، ومن ثم عمل بخفير بإحدى الأراضي السكنية.
"متعديش من هنا تاني"
وفي صباح يوم الواقعة، خرج رمضان لعمله كعادته اليومية، لكن تقابل مع أحد المتهمين الاثنين، يدعوا سيد، سبعيني، ونجله أحمد، البالغ من العمر 19 عاما، وأخبروه بعدم المرور مرة أخرى من أمام منزلهم، الكائن في أول الشارع محل سكن الضحية، مع العلم أن الشارع له منفذ خروج واحد وهو في طريقه لمنزل المتهمين، مشيرة: "قالوله متعديش من هنا تاني وشارعنا سد.. هيخرج منين".
خرج يجيب فطار لأخته ورجع جثة
لم يبالي الضحية، ولكي يقتصر الشر، انصرف بعيدًا، وعاد إلى منزله، ورأى شقيقته نورهان الصغيرة، فسألها عن إذا ما كانت تناولت الطعام أم لا، لتجيبه الفتاة بالنفي، وأخبرها الضحية: "شوفي أنتي اللي وراكي يا حبيبتي وأنا هخرج أجيبلك الفطار وأرجعلك..".
ألحقي رمضان مدبوح وغرقان في دمه
مرّ وقت طويل، ولا يزال رمضان غائب عن المنزل، وإذ بالأخت الصغيرة تسمع طفل صغير ينادي عليها وهو يردد: "الحقي رمضان مدبوح وغرقان في دمه..".
وقعت تلك الكلمات على قلب الفتاة الصغيرة كالصاعقة التي دمرتها، وهرولت إلى الشارع ورأت شقيقها غارقًا في دمائه، وبالفور تم نقله لمستشفى اليوم الواحد لمحالة إنقاذ روحه لكن دون جدوى، فكان الشاب قد لفظ أنفاسه الأخيرة.
مشهد الجريمة المفجع
وكشف شاهد عيان لـ "الفجر" أن رمضان كان يقف على "ناصية" الشارع، وإذ بأحد المتهمين أن يرأه، حتى يحرض نجله بأن يذهب ويزهق روح المجني عليه، وبالفعل، ذهب المتهم بخطوات مسرعة تجاه رمضان، وطعنه الطعنة الأولى غدرًا في ظهره، ليلتف رمضان ويشاور له بيده حتى يرحمه ويتركه على قيد الحياة.
لم يتأثر المتهم بتوسل الضحية له، ومكث في طعنه 3 طعنات أخرى، في الوجه والقلب وجرح قطعي بالرقبة، فسقط رمضان والدماء تسيل من جسده كجريان المياة في منابعها، وسط فرحة عامرة من المتهمين وأسرتهم بما ارتكبوه، وقالت والدة المتهم: "أنا كدة ارتاحت..".
تهديد المارة: لو قربت هقتلك
ظل المتهمين يهددون المارة حتى لا يتدخل أحد، وحينما حاول جامع قمامة التدخل لنجدة الضحية، قال له أحد المتهمين حسبما أفاد الشاهد لـ "الفجر": "لو قربت هقتلك جنبه..".
المتهم مختبئ تحت السرير
أخبر الأهالي رجال الشرطة، والذين انتقلوا فورًا لمحل الواقعة، وألقوا القبض على الأب المتهم بتحريض نجله لارتكاب الجريمة، وبجهود رجال المباحث، نجحوا في القبض على المتهم المنفذ للجريمة مختبئًا أسفل السرير بإحدى الشقق السكنية.
خلافات على قطعة أرض دامت لـ 8 سنوات
وأشارت فاتن، شقيقة الضحية الكبرى، إلى أن أصل الخلافات يعود لـ 8 سنوات؛ بسبب قطعة أرض ملك أسرة المجني عليه، وتدخل حينها سيد، الأب المتهم، كـ مقاول لبناء منزل على الأرض وإعطائهم شقة سكنية في العقار الجديد بشروط محددة، ولم ينفذ المقاول اتفاقه، فدامت العائلتين في خلافات حتى وصلت لجريمة قتل رمضان.
واختتمت الأسرة حديثها لـ "الفجر" مناشدة كافة المسئولين والجهات المختصة بسرعة التدخل والقصاص العادل والعاجل من كل من تسبب في فقدانهم رمضان، الشاب البار بأسرته وبكل من حوله، منوهين: "من قتل يُقتل ولو بعد حين..".