لقاء صلاة لقيادات الكنائس عبر زوم من اجل غزة
القي سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس كلمة في لقاء الصلاة الذي اقيم على الزووم تضامنا من اجل غزة بمشاركة قيادات دينية مسيحية وشخصيات حقوقية مناصرة للقضية الفلسطينية من سائر ارجاء العالم برعاية ومبادرة مركز السبيل في القدس.
وجاءت كلمة الامطران كالاتي نصا:
ايها الاحباء
ايها الاخوة والاخوات
ما أحلى وما اجمل ان يلتقي الاخوة معا من اجل الصلاة والدعاء لكي تتحقق العدالة في ارض غيبت عنها العدالة ولكي تتوقف هذه الحرب الشرسة التي يتعرض لها اهلنا في قطاع غزة.
إنه من الجميل ان نلتقي معا بهذه الوسيلة المتاحة كل من بلده لكي نؤكد معا وسويا بأننا عائلة واحدة تؤمن بقيم السلام والمحبة والاخوة والعدالة ومن واجبنا اليوم ان نصلي من اجل ضحايا هذه الحرب الذين يقتلون بطريقة همجية وتدمر منازلهم.
وشكرا لمركز السبيل الذي جمعنا معا بهذه الطريقة من كافة ارجاء العالم وقد توحدنا في الصلاة والدعاء من اجل اهلنا المنكوبين ضحايا الحرب.
تحية محبة نرسلها إلى كنائسنا في غزة حيث الكنيسة الارثوذكسية ومرافقها فتحت على مصراعيها من اجل المنكوبين والمشردين وكذلك الكنيسة اللاتينية كما وغيرها من المؤسسات المسيحية في غزة.
نصلي من اجل هؤلاء الذين لجئوا إلى الكنيسة باعتبارها مكان آمن، نصلي من اجل ان يحميهم الرب الاله وان يحمي كنائسنا في غزة وان يحمي شعبنا كله فنحن لا نصلي من اجل طائفة دون الاخرى ومن اجل جهة دون الاخرى، بل نحتضن بصلاتنا ودعائنا اهل غزة كلهم الذين يعيشون في هذه الساعات حالة رعب والم وخوف.
ان ترى طفلا فلسطينيا في غزة يبكي امام جثامين عائلته التي فقدها بفعل القصف حيث فقد اباه وامه واخوته وما اكثر اولئك الذين قتلوا ولم يبقى احد منهم حيث إن عائلات كثيرة قُتل افرادها ودمرت المنازل واستهدفت البنية التحتية بطريقة همجية قاسية غير مقبولة وغير مبررة.
ان مشاهد غزة وهي تدمر ليست مشاهد عادية بل هي مشاهد توثق لجرائم ترتكب بحق الانسانية هناك، وما دمنا دعاة سلام لا يجوز لنا ان نتجاهل حقيقة تجاهلها الكثيرون في عالمنا بأنه لا يمكن ان يتحقق السلام دون العدالة.
ما اكثر المؤتمرات التي عقدت خلال السنوات المنصرمة وما اكثر المبادرات التي اطلقت ولكن ويا للاسف النتيجة كانت صفر لان اولئك الذين تحدثوا عن السلام تجاهلوا حقيقة ان السلام هو ثمرة من ثمار العدل وبغياب العدالة عن اي سلام يمكننا ان نتحدث.
الفلسطينيون باتوا لا يثقون بالخطابات الرنانة التي تتحدث عن السلام لانهم يعيشون المأساة والمظالم في القدس وفي الضفة الغربية وفي غزة، هم يسمعون خطابا يتحدث عن السلام ولكن على الارض هنالك اغتيالات واعتقالات وسرقة للاراضي وبناء للاسوار العنصرية واستهداف للفلسطيني في كل تفاصيل حياته وخاصة في مدينة القدس التي تتعرض مقدساتها واوقافها الاسلامية والمسيحية للتعديات والاستفزازات.
الحضور المسيحي في القدس مستهدف فمن باب الجديد مرورا بباب الخليل ووصولا للحي الارمني استهداف لحضور عريق في مدينة نعتبرها مدينة ايماننا وحاضنة اهم مقدساتنا.
نزيف غزة هو نزيفنا ونزيف القدس هو نزيفنا جميعا وحيثما هنالك ألم وحزن ومعاناة انحيازنا دوما هو لكل انسان مظلوم.
لا نؤمن بالحروب والعنف والقتل فهذه تتنافى وادبياتنا المسيحية ولا نؤمن بثقافة الانتقام والحقد والعنصرية لإنه ا امور تتنافى وتتناقض والقيم الاخلاقية التي ننادي بها.
نحن مع السلام المبني على العدالة والعدالة في مفهومنا هي ان ينتهي الاحتلال لكي ينعم شعبنا الفلسطيني بحرية طال انتظارها.
نطالب بوقف الحرب ووقف العدوان على غزة فكفانا دمارا وخرابا ودماء وبكاء وعويلا وآلاما واحزانا، هذه المشاهد المروعة لا يمكن ان تمر مر الكرام ويجب ان تحرك الضمائر الحية في عالمنا.
نسأل الله القادر على كل شيء بأن ينير عقول وضمائر اولئك الذين يتحكمون بمصائر البشر واولئك الذين يتخذون قرارات الحرب.
نطلب لهم الهداية لكي يكتشفوا بأن الانسان لم يخلق لكي يقتل ويدمر ويخرب بل لكي يبني ويعمل من اجل تكريس ثقافة المحبة والاخوة الانسانية.
نحن المسيحيون الفلسطينيون لسنا حيادين فيما يتعلق بقضيتنا الفلسطينية العادلة فنحن مع شعبنا وسنبقى مع شعبنا مدافعين عن هذه القضية العادلة ومؤكدين بأن حكام العالم بأسره مطالبون اليوم اكثر من اي وقت مضى بأن يعملوا من أجل ان تتحقق العدالة في فلسطين ويزول الاحتلال لكي ينعم شعبنا بالحرية مثل باقي شعوب العالم.
من القدس سلام لكم جميعا.
من مدينة السلام نصلي من اجلكم ومن اجل كل الذين يجب ان نكون إلى جانبهم في هذه الاوقات العصيبة.
القدس مدينة السلام المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث ولكنها اليوم ليست مدينة للسلام بل للصراع والعنف والكراهية حيث يُضطهد ويُستهدف الفلسطينيون في مقدساتهم وفي كافة جوانب حياتهم.
صلوا من اجل غزة ومن اجل فلسطين كلها ومن اجل القدس لكي يعود اليها سلامها المغيب ولكي تكون مدينة محبة واخوة وتلاق بين الانسان واخيه الانسان.
فليكن صوتنا صوتا صارخا في برية هذا العالم، الحرية لفلسطين ولشعب فلسطين واوقفوا العدوان عن غزة التي تنزف دما.