الخبراء يجيبون لـ "الفجر".. هل تؤثر حرب غزة على الاقتصاد العالمي؟
شهد العالم الآن أزمة الاقتصادية جديد وذلك منذ اندلاع الحرب بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
وذلك بعد عملية طوفان الأقصى التي قامت بها المقاومة الفلسطينية تجاه الاحتلال الإسرائيلي، حيث يري الخبراء أن تلك الحرب أدت إلى خسائر اقتصادية أثرت على العالم.
طوفان الأقصى
عمليّة طُوفان الأقصى، وفي إسرائيل عمليّة السُّيُوف الحديديَّة، كما تُشير إليها بعض المصادر بالانتفاضة الثالثة، هي عمليةٌ عسكرية مُمتدة شنَّتها فصائلُ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وعَلى رأسِها حركة حماس عَبر ذراعها العسكري كتائب الشهيد عز الدّين القسام في أوّل ساعات الصباح من يوم السبت 7أكتوبر 2023، إذ أعلَن القائِد العام للكتائب مُحمَّد الضيف، بدء العملية ردًّا على «الانتهاكات الإسرائيلية في باحات المَسْجِدِ الأقصى المُبَارك واعتداء المُستوطنين الإسرائيليين على المُواطنين الفلسطينيين في القُدس والضّفّة والدّاخل المُحتَل.
كارثة عالمية جديدة
قال خالد الجاسر، الخبير الاقتصادي، ورئيس مجموعة أماكن الدولية، أن جميع المؤسسات الدولية حذرت من تداعيات الصراع القائم بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وذلك جاء وفق تقرير وكالة "بلومبيرغ".
وأضاف خالد الجاسر في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن المستثمرين يترقبون الآن وضع العالم بعد طوفان الأقصى، حيثُ هناك 3 سيناريوهات، الأول: بقاء الصراع داخل غزة فقط دون تدخل طهران رسميا الحرب، فستشهد الأسواق زيادة أسعار النفط ما بين 3 إلى 4 دولارات، وسيكون التأثير على الاقتصاد العالمي ضئيلًا، والأخر توسع الحرب خارج فلسطين، بدخول الصراع إلى لبنان وسوريا، مما يزيد احتمال نشوب صراع مباشر بين إسرائيل وإيران وسوف ترتفع التكلفة الاقتصادية، وارتفاع أسعار النفط، في صدمة ترفع السعر بنسبة 10% إلى نحو 94 دولارا.
اختتم الحديث بالسيناريو الثالث، أن الحرب المباشرة بين إسرائيل وإيران هو سيناريو منخفض الاحتمال، ولكنه خطير يوجه ضربة قوية للنمو الاقتصادي العالمي، مما قد يعني ارتفاع التضخم وتعرقل الجهود العالمية لكبح جماح الأسعار.. ولذا سنري تأثيراته على الاقتصادات الأوروبية تحديدا ستكون كارثية، وهي الدول الداعمة لإسرائيل بكل ما تملك، وفق الاحصائيات التي نشرتها الدائرة الإحصائية في الاتحاد الأوروبي، (يوروستات)، فترى نسب التضخم قد انخفض في منطقة اليورو من 8.6% عام 2022، إلى 5.5% هذا العام، أما في الاتحاد الأوروبي، فقد انخفض من 9.6% عام 2022، إلى 6.4% في يونيو 2023.
خسائر ضخمة
أوضح الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، أن حروب أو صراعات جيوسياسية تحدث بين أي دولتين متجاورتين يظهر أثرها السلبي على الجوانب الاقتصادية خاصة على دول المنطقة ودول العالم أجمع، موضحا أن الأثر السلبي يتوقف على حجم المعاملات التجارية للدولتين التي بينهم صرعات جيوسياسية، موضحا أن استمرار التصعيد بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية بالطبع سيكون له تأثير اقتصادي.
أضاف الدكتور أشرف غراب في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن أول الأثار السلبية التي ستظهر هو ارتفاع أسعار الذهب ثم الطاقة المتمثلة في النفط والغاز، موضحا أنه وقت الأزمات يلجأ المستثمرين إلى الاحتفاظ بأموالهم من التقلبات أو انخفاض قيمتها بشراء الذهب باعتبارهم الملاء الأمن الذي تلجأ له حتى الدول بزيادة احتياطات بنوكها المركزية منه، موضحا أن الأيام الماضية قد شهدنا ارتفاعا بالفعل في سعر الذهب عالميا بعد حرب الاحتلال الاسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، إضافة إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز بنسبة ما قد تزيد خلال الأيام الماضية، خاصة مع توقف تدفق الغاز من حقل تمار، إضافة إلى توقف مشروع نقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا خلال أنابيب البحر المتوسط الذي يعد بديلا للغاز الروسي، ما أدى لزيادة أسعار النفط والغاز الطبيعي في أوروبا.
وأشار غراب، إلى أن استمرار التصعيد الاسرائيلي الفلسطيني وحشد أمريكا ودول الغرب الدعم للاحتلال الاسرائيلي يزيد من تفاقم الأزمة الاقتصادية عالميا، ما يسهم في زيادة معدلات التضخم وتباطؤ معدلات النمو وسيطرت الحالة الضبابية على الأسواق وتوافر السلع إذا حدث تعطل في سلاسل الإمداد والتوريد، مشيرا إلى تأثير الحرب على الاقتصاد الاسرائيلي أنها تسببت في خسائر اقتصادية فادحة للاقتصاد الاسرائيلي وفقا لتقديرات بنك إسرائيل قدر تكلفة الحرب مع المقاومة الفلسطينية بما لا يقل عن 7 مليار دولار، وقد قدرها بنك هبوعليم بأن تبلغ ما لا يقل عن 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى التعبئة العسكرية لـ 300 ألف جندي احتياط تركوا وظائفهم.
أكد الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، أن الخسائر طالت عملة إسرائيل الشيكل التي تراجعت أمام الدولار والعملات الأجنبية لأدنى مستوياتها خلال 7 سنوات منذ عام 2016 فقد وصل سعر صرف الدولار 3.98 شيكل، إضافة لتكبد مؤشر البورصة أكبر خسائر حيث تهاوت الأسهم الاسرائيلية حيث فقدت أكثر من 16 مليار دولار من قيمتها السوقية في الأيام الأولى، إضافة لإغلاق أغلب الشركات والمصانع الإسرائيلية، وإغلاق ميناء عسقلان ومنشأة نفط تابعة له وغلق المدارس، إضافة لتعليق عشرات شركات الطيران الأمريكية والكندية والأجنبية الأخرى رحلاتها إلى إسرائيل، وتضرر مئات المباني، وتوقف تدفق الغاز من حقل تمار، إضافة لتراجع عوائد السياحة الإسرائيلية مع توالي إلغاء الحجوزات مع شركات الطيران والفنادق، إضافة لحدوث نقص في السلع التموينية والغذائية، إضافة لتراجع معدل النمو الاقتصادي في إسرائيل.