من شمال القطاع للجنوب.. نتنياهو يكثف من هجماته على غزة
مع دخول إعتداء الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة أسبوعه الثاني، تكثف حكومة الاحتلال من هجماتها على شمال غزة محذرة بقاء أي شخص في ظل استمرار الضربات الجوية في الجنوب حيث ينزح المدنيون على أمل النجاة من إرهاب هجمات الاحتلال.
وفي حديث لـ"سيندي ماكين" رئيسة برنامج الأغذية العالمية لقناة "إيه بي سي" الأمريكية، كشفت عن سوء الأوضاع في قطاع غزة وندرة المساعدات التي تم تسليمها إلي عزة حتي الآن،
وتم السماح بدخول دفعة ثانية من المساعدات إلى غزة من مصر يوم الأحد، لكن مدير برنامج الأغذية العالمي حذر من أن الوضع الإنساني أصبح الآن كارثيا بالنسبة لـ 2.3 مليون شخص المحاصرين داخل القطاع.
وعبرت ما يصل إلى 19 شاحنة مساعدات إلى غزة، اليوم الأحد، لكن بحسب أسوشيتد برس شهد المعبر لحظات من الذعر بعد سماع دوي انفجار وسماع أصوات إسعاف تنتشر على الجانب المصري من المعبر، وفي وقت لاحق أعرب جيش الاحتلال عن أسفه بعد استهداف دبابته بطريق الخطأ موقع بالقرب من الحدود المصرية، كما أعلن المتحدث باسم الجيش المصري إن عددا من حرس الحدود المصريين أصيبوا بجروح طفيفة.
فيما تستعد دولة الاحتلال لغزو بري سينتج عنه بالتأكيد تعميق معاناة ومشاكل المدنيين في القطاع وانهيار البنية التحتية للمستشفيات، وكشفت "فرانس برس" عن نوايا "نتنياهو" السياسية للأزمة الحالية، وذلك بعد أن عقد اجتماعا لحكومته في وقت متأخر أمس السبت لمناقشة إرسال قوات عبر الحدود، وسط ضغوطات داخلية وخارجية لتأجيل العمل العسكري.
نتنياهو يمضي في طريق توسيع الحرب
وتخشي الجبهة الداخلية في دولة الاحتلال المعارضة لتوسيع العمليات البرية في قطاع غزة، والتي قد تؤدي إلي وقف مفاوضات اطلاق سراح الأسري ورفع جيش الاحتلال من تقديراته لعدد الأسري الذين احتجزتهم حماس في عملية طوفان الأقصى بـ212 شخص.
وذلك بعد أن حذر رئيس وزراء دولة الاحتلال حزب الله من فتح جبهة ثانية في الحرب، قائلاً :"إن إسرائيل سترد بضربات مضادة ذات حجم لا يمكن تصوره، لا أستطيع أن أخبركم الآن ما إذا كان حزب الله سيقرر دخول الحرب بالكامل".
ومع ذلك، مضت القيادة اليمينية قدماً في الاستعدادات للمرحلة التالية من الحرب، ووصفت تدمير حماس بأنه ضرورة ملحة، ووصف "نتنياهو" وضع دولته حاليا للقوات على الحدود مع لبنان إنها معركة وجودية للكيان،قائلًأ:" "نحن في معركة حياتنا، معركة من أجل وطننا. هذه ليست مبالغة. هذه ليست مبالغة. هذه هي الحرب".
وبين عشية وضحاها، ضربت صواريخ الاحتلال مناطق مختلفة غير هدفها المعلن في عزة حيث شنت هحمات على مطارات في سوريا حليفة حزب الله، ومسجداً في الضفة الغربية المحتلة، مما يؤكد المخاوف من أن القتال مع حماس في غزة قد يتصاعد إلى نطاق أوسع نطاق، وأمرت سلطات الاحتلال أيضًا بإخلاء 14 تجمعًا سكانيًا آخر في الشمال بالقرب من الحدود مع لبنان.
جيش الاحتلال يعتبر المدنيين المرابطين في الشمال "إرهابيين" وأهداف مشروعة
تلقى الفلسطينيون في غزة أمس السبت رسائل صوتية على هواتفهم المحمولة ومنشورات تحمل شعار جيش الاحتلال، تحذر من إمكانية تصنيفهم على أنهم متعاطفون مع “منظمة إرهابية” إذا بقوا في الشمال، بحسب ما أوردته رويترز.
وبعد ساعات من تحذير الجيش الإسرائيلي من حملة قصف مكثفة في شمال غزة، ودعوته المدنيين إلى التحرك جنوبًا "من أجل سلامتهم"، ضربت الغارات الجوية مدنًا في الجنوب مكتظة باللاجئين من الشمال، وقال صحفيون فلسطينيون لوكالة "رويترز" إن 11 شخصا على الأقل قتلوا في غارة على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بالإضافة إلي قصف مدينة رفح الجنوبية.
وعلق المتحدث باسم جيش الاحتلال الأدميرال "دانييل هاغاري"، إنه يجب على المدنيين التوجه جنوبًا بينما يستعد الجيش للمرحلة التالية من الحرب، قائلاً: "سنعمق هجماتنا لتقليل المخاطر التي تتعرض لها قواتنا في المراحل المقبلة من الحرب. سنزيد الهجمات اعتبارا من اليوم”
وقالت وزارة الصحة في غزة، اليوم الأحد، إن الهجمات الانتقامية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 4651 فلسطينيا، 40% منهم أطفال، مع تشريد أكثر من مليون من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.