نائب رئيس مجلس الدولة: تفويض الشعب للرئيس ومكانة الجيش فى نفوس المصريين ليس لها مثيل عبر التاريخ

حوادث

مظاهرات مؤيدة للسيسي
مظاهرات مؤيدة للسيسي

قال المفكر والمؤرخ القضائي القاضي المصري الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة إنه بمناسبة دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لجماهير الشعب المصري للنزول والتعبير عن موقفه خلف الدولة المصرية للحفاظ على ترابها المقدس ورفضا لمقترح التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، هو في حقيقته وجوهره منح الرئيس بحسبانه القائد الأعلى للقوات المسلحة والجيش المصري تفويضا في كل ما يتخذه من إجراءات لحماية الأمن القومي المصري وتأمين حدود الدولة والحفاظ على تراب الوطن ودعم الشعب الفلسطيني بحسبان أن الشعب هو مصدر السلطات، وهو الذى يملك بهذه الصفة منح التفويض اللازم للجيش من أجل الحفاظ على كيان الدولة من الخارج أو الداخل ورقعة أراضيها لينعم الناس بالأمن والأمان على حياتهم وأموالهم ومستقبل أبنائهم حفظًا للأمن والسلام بالمنطقة، وحفاظًا على الحقوق المشروعة لشعب فلسطين الشقيق .

وأضاف الدكتور محمد خفاجي أن القوات العسكرية أو الحربية غدت في العصور الحديثة في كافة بلدان العالم هي الدرع الواقي للأوطان يحميها من ثمة اعتداء عليها يمس سيادة تلك الدول أو ينتقص منها، لذا فإن كافة دساتير العالم حرصت في صلب نصوصها على استئثار الدولة وحدها دون غيرها بإنشاء قواتها المسلحة ومن ثم تعد ملكًا للشعوب، وليس الحكام، ومهمتها الأساسية حماية البلاد وسلامة أراضيها وأمنها، لذا فإن كافة دساتير العالم ومنها الدساتير المصرية السابقة والدستور الساري حظر على أي فرد أو هيئة أو جهة أو جماعة إنشاء تشكيلات أو فرق أو تنظيمات عسكرية أو شبه عسكرية.

وذكر الدكتور محمد خفاجي أن الجيش المصري هو أول جيش منظم في التاريخ الإنساني في العصور القديمة، وحظى باحترام أعتى وأقوى الجيوش التي هاجمت مصر في مدار تاريخها السحيق، حيث قدمت العسكرية المصرية أعرق الأصول الفنية والتقاليد الخاصة بالجندية الوطنية الشجاعة، ويثور التساؤل - بمناسبة طرح الرئيس عبد الفتاح السيسي فكرة التفويض الصادر من المواطنين المصريين للدولة المصرية - عن مدى مكانة الجيش المصري في نفوس المصريين تاريخيًا.

وأشار الدكتور محمد خفاجي أن الجيش المصري تمتع بقدر هائل من الهيبة والاحترام والإجلال لدى نفوس المصريين تاريخيًا، نظرا لما خاضه من معارك جلل ضد أقوى الجيوش التي هاجمت مصر في ذلك الوقت لتميز موقعها وثرواتها الطبيعية، كان أهمها معركة قادش في عهد الملك رمسيس الثاني ضد الجيوش الضخمة للحيثيين وانتصر فيها الجيش المصري، وكذلك معركة مجيدو في عهد تحتمس الثالث، وقد عثر العلماء الفرنسيين على أقدم نقش عسكري في التاريخ في عهد الملك مينا وهي لوحة نارمر، كما ذكر العلماء أن الجيش المصري هاجم معاقل الهكسوس في الدلتا على يد الملك كاموس الذى استشهد في المعركة فقام أخوه اُحمس بقيادة جيش مصر ونجح في طرد الهكسوس من مصر، وهم قبائل معتدية تسللت عبر سيناء واستقرت في الدلتا، كما حقق الجيش المصري انتصارات في الجنوب وفي اَسيا فب عهد أمنحتب الأول، كما قضى تحتمس الثاني بجيوشه على قاطعي الطرق الذين كانوا يعتدون على التجار المصريين في البرية.

 وأكد أن كفاح الجيش المصري لم يقتصر عند حد مصر الفرعونية بل مد مظلة حمايته القومية على مصر البطلمية حيث كان الجيش المصري في عهد بطليموس الثالث من أقوى جيوش العالم في ذلك الوقت ويتميز بالأسطول البحري الذى لم يكن له مثيلا، وأباد كل جيش أجنبي حاول التعدي على الأراضي المصرية، على أن التحدي الحقيقي للجيش المصري كان متوهجًا في العصور الوسطى، ونظرا للتفوق العسكري المصري بدأت التحالفات العسكرية ضد مصر أخطرها الصليبيين والمغوليين، حيث تشكلت قوات الصليبيين من جيوش كافة الدول الأوروبية في ذلك الوقت، وكانت قوات المغوليين مكونة من المتحالفين مع عدة ملوك لمدن ومناطق وهم التتار الذين هزموا امبراطوريات عاتية مثل الصين وروسيا أي أن الجيش المصري في ذلك الوقت كان يواجه أكبر قوتين في العالم في ذلك الوقت تزيد الاَن عن قوة أمريكا وأوروبا، وانتصر فيها الجيش المصري بفضل الأسطول المصري حيث وجد صلاح الدين الأيوبي في الجندية المصرية القيم الحسية والروحية والجسدية والقتالية مما حقق النصر وهزم الصليبيين.

 وذكر: لم ييأس الصليبيون من معاودة مهاجمة مصر حيث استعانوا بلويس التاسع ملك فرنسا واحتلوا دمياط واتجهوا إلى القاهرة عن طريق المنصورة، ولكن الجيش المصري أعطى لهم درسًا في فنون الفكر العسكري حيث قام الجيش المصري بقيادة فارس الدين أقطاي الجمدار بتدمير الكثير من القوات الصليبية وحاصر القوات الباقية التي حاولت الهرب وتم اسر ملك فرنسا في ذلك الوقت، ولم يستريح الجيش المصري الذى قاتل بضراوة المغول في عين جالوت، إنها دروس مستفادة من ذاكرة التاريخ لمن لا يعرف قدر الجيش المصري العظيم، إنه تاريخ حافل بالمصداقية والعظمة والكفاح للجيش المصري على مدى تاريخه العريق مما يؤهله لاحتلال مكانة متميزة في نفوس المصريين خاصة في أحلك الظروف التي تمر بها البلاد وأشد خطرًا فيها على فكرة الدولة القانونية والحفاظ على ترابها المقدس

واختتم الدكتور محمد خفاجي أن الأمة التي لا تعيش في ظل جيش قوى يحمي حدودها وسلامة أراضيها ويحقق أمنها وسلامة مواطنيها والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم هي أمة ضائعة، إن قوة وعظمة الجيش المصري في نفوس المصريين يفسر لنا أسباب ذلك الإجلال، ويبين لنا الوسيلة التي تمكن الدولة المصرية من أن تجعل من الحاضر مستقبلًا أفضل، وذلك بفهم الطريقة التي أصبح بها الماضي حاضرًا، وينبغي على جميع المصريين أن ينظروا إلى هذا التاريخ العبقري للجيش المصري في الماضي على إنه ذات يوم مستقبلًا كما لو كان يتحرك أمام أعيننا لا كشيء ذهب وانقضى، إن الشعب المصري صاحب السلطات ومصدرها بمنح الدولة المصرية التفويض اللازم لمواجهة ثمة عدوان على ذرة تراب من أرض سيناء الطاهرة وبما لا يفرغ القضية الفلسطينية من مضمونها إنما  يتجه بأبصاره إلى الأمام لتحيا مصر وطننا عظيمًا للمصريين القادرين على صناعة وصياغة التاريخ قديمًا وحديثا.