"8200".. ما هي الوحدة التجسسية الإسرائيلية؟
بالتزامن مع الهجمات الاسرائيلية على أراضي غزة بعد "طوفان الأقصى"، وتمكنت الوحدات الإسرائيلية من رصد الصواريخ التى جهزتها الفصائل الفلسطينية، حيث لم تترك قوات الاحتلال الاسرائيلي اي خدعة إلا مارستها مع العالم أجمع لتكون مُلمة بما يدور حولها، فهي تعتبر ان لها أعداء كثيرين خاصة من العرب بعدما احتلت أرض فلسطين وقتلت الآلاف من أهلها ودمرت كافة مبانيها وملامحها، وتلجأ اسرائيل للتكنولوجيا الحديثة بشكل واسع حيث انشئت الوحدة 8200 للتجثث على العالم بأكمله.
الوحدة 8200 الاسرائيلية لمراقبة العالم
الوحدة 8200 وتسمى وحدة SIGINT الإسرائيلية، وهي فيلق وحدة الاستخبارات الإسرائيلية المسؤولة عن التجسيس الإلكتروني عن طريق جمع إشارة (SIGINT) وفك الشفرة والوحدة مسؤولة عن قيادة الحرب الإلكترونية في الجيش الإسرائيلي.
تلزم الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي كل إسرائيلي ما بين 16-18 عاما، على الالتحاق بالجيش، وكان هناك شاب اسرائيلي يدعى "أفيشاي" البادئين منذ أوائل التسعينيات مباشرة مع الوحدة 8200، وحدة النخبة في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية العسكرية "أمان"، و يبلغ "أفيشاي" الآن من العمر 48 عامًا، حيث طُلِب منه وهو الفتى الذي لا يتجاوز عمره 18 عامًا اختراق قاعدة بيانات دولة معادية لإسرائيل، والحصول على كل ما يمكنه من معلوماتها.
و منذ احتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينية وإعلان نشأتها عام 1948، وتعتبر نفسها دولة صغيرة يُحيطها الأعداء من كل اتجاه، وهو سببًا رئيسيًا للاهتمام المُمنهج بأجهزة مخابراتها الخارجية، حيث يقبع جهاز مخابرات رئاسة الوزراء "الموساد" على رأس القائمة، ويتخصَّص في أمن الكيان الخارجي على الأغلب، بينما يهتم بالأمن الداخلي جهاز "الشين بيت"، وتجمع شعبة الاستخبارات العسكرية، المعروفة بـ "أمان" بين الاختصاصين، بوحداتها النخبوية متعددة المهارات، وعلى رأسها وحدة الأمن السيبراني "8200"، التي تتراوح مهام أعضائها ما بين التجسُّس، والتعرُّف على "الإرهابيين" المحتملين على الإنترنت، وتطوير التقنيات الاستخباراتية، واختراق قواعد بيانات الدول المعادية لتل أبيب، وتدميرها في بعض الأحيان.
الالتحاق بالوحدة 8200
العرب في إسرائيل ممنوعون من الانضمام للجيش عامة، ووحدات الأمن السيبراني خاصة، حيث يقوم مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي بجمع المعلومات، وتحديثها دائمًا، عن العناصر المتميزة في مجالات التقنية من الشباب والفتيات الإسرائيليين في مرحلة الثانوية، ويشمل التدقيق ومراحل اختيار المرشحين للانضمام للوحدة اختبارات سنوية ونصف سنوية، في اللغات والعلوم والبرمجة والتفكير الإبداعي وسرعة البديهة، بالإضافة إلى الاختبارات الجسدية. وهناك برنامج "مغا شميم" بجامعة "بن غوريون"، جنوب إسرائيل، حيث يمكن للمتميزين من الشباب والفتيات الدراسة لثلاث سنوات قد تؤهلهم للخدمة بالوحدة 8200.
وتضع الخدمة في الوحدة 8200، الشباب والفتيات في اختبارات يومية توصف بأنها "مسألة حياة أو موت"، وتُدرِّبهم على التعلُّم المستمر من خلال التجربة والخطأ، ويأتي التدريب على استخدام أحدث وسائل التقنية في مجالات التجسس الدولي، والاختراق الإلكتروني، بمنزلة مهام يومية يمارسها آلاف المجندين بالوحدة، وهو ما يمنحهم المهارات والخبرات اللازمة لبناء شركاتهم الخاصة فيما بعد، ويجعل الشركات العالمية تتنافس عليهم بعد إنهاء خدمتهم.