أول رائدة فضاء من أصل أفريقي لـ "الفجر": قررت أن أعيش حياة أحببتها
زارت رائدة الفضاء الأمريكية من أصل أفريقي "عائشة بو"، القاهرة في زيارة استغرقت عدة أيام، شاركت خلالها في لقاءات مع طالبات المدارس والجامعات؛ لتحكي عن تجربتها المميزة كأول رائدة فضاء من أصل أفريقي.
وبو، التي تعمل كعالمة صواريخ في وكالة ناسا، ومتحدثة تحفيزية عالمية، والمؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة متخصصة في تحليل البيانات وتحديث تكنولوجيا المعلومات، وهي واحدة من أسرع الشركات نموًا في أمريكا، ترى أنها مازال لديها الكثير من الأحلام لتحققها.
وخلال زيارتها للقاهرة، التقت "الفجر" عائشة بو، لتجري معها حوارًا حول رحلتها وعملها ونصائح تقدمها للشابات المتطلعة لمجال الفضاء، فقالت إنها حاصلة على درجة البكالوريوس والماجستير في هندسة الطيران، قبل أن تحصل على درجة الدكتوراه في هندسة أنظمة الفضاء من جامعة ميشيجان الأمريكية، والتي تعمل فيها أيضا كعضو في المجلس الاستشاري لصناعة الطيران.
وأضافت "بو"، أنها بفضل عملها في وكالة ناسا، حققت مجموعة من الإنجازات المتعلقة باستكشاف الفضاء، حتى أنها من المقرر أن تصبح جزءًا من أول طاقم رحلة فضائية على الإطلاق يتكون بالكامل من نساء أمريكيات من أصل أفريقي وهي مهمة "بلو أوريجن".
وتحكي "بو" عن بدايتها فتقول عندما أخبرت أمي أنني سأصبح مهندسة طيران، أصيبت بالصدمة، وعندما أخبرتها أنني سأترك وظيفتي الحكومية لدراسة هندسة الصواريخ رأتها فكرة سيئة، موضحة أن نفس الأمر تكرر بالنسبة لعملها الاستثماري، فوالدتها لم تكن مقتنعة بأنها ستستطيع إدارة شركة بمفردها، متابعة: “عندما قررت أنني سأبدأ طريق الذهاب إلى الفضاء لم يرحب أهلي بذلك أيضا”.
وقالت عائشة: “عندما ذهبت إلى مدرسة الطيران التابعة لوكالة ناسا، رأيت رواد الفضاء، ولكنني لم أظن أنني قادرة على هذا الأمر، فالانضمام إلى فيلق رواد الفضاء التابع لناسا كان مميزًا وصعب للغاية”، مؤكدة أنها بعد ذلك سافرت إلى الفضاء على متن مركبة تابعة لشركة بلو أوريجن، التي تأسست بواسطة رجل الأعمال العالمي جيف بيزوس.
وعبرت بو عن حماسها الكبير لتجربة السفر إلى الفضاء على متن مركبة بلو أوريجن، وشعورها بالحظ الوفير لتحقيق هذا الحلم فيما بعد.
وفيما يتعلق بالمخاوف المتعلقة بالسفر إلى الفضاء، قالت بو بإنها ترحب بالتغيير والتحديات التي تأتي معه، وأنها تقوم في كل عام بإعداد قائمة تحدد فيها ما ترغب في تحقيقه خلال تلك السنة، وأنها قد قررت أن تصبح رائدة فضاء وتحقق هذا الحلم.
وعن شعورها داخل الصاروخ الفضائي، قالت إن الجلوس بداخله مخيف وعندما تسمع صوت المحركات الفضائية تبدأ بالقلق والتعرق، مؤكدة مع ذلك سعادتها بأنها صنعت مكانًا لنفسها في هذا المجال، الذي يهيمن عليه الذكور في مجال الطيران والهندسة.
ولفتت إلى أنها ليست الوحيدة، مشيرة إلى أن النساء أصبحن يشغلن مناصب قيادية في عدد كبير من المنظمات في علوم الفضاء، مستشهده بالمؤسسة التي تديرها، والتي تتوزع بين ما يقرب من 50-50% بين الرجال والنساء، حيث يتمتعون بمنظورات مختلفة وعندما يجتمعون معًا يتم الحصول على منظور شامل.
ومع ذلك، أشارت إلى أن هؤلاء النساء يقومن بأدوار الرعاية في الأسرة أيضا، موضحة أنهن يقومن بالتسوق لأزواجهن وأطفالهن، ويفكرن في هذه الأمور يوميًا.
وتحدثت بو عن عملها الخاص، فقالت: “أنا أدير عملًا ناجحًا، لدي 50 موظفًا، ولدي 65 موظفة، وكل ما أملكه هو القدرة على التعلم بسرعة وعدم الشعور بالهزيمة”.
وأضافت: “لم أخطط لأن أصبح مهندس طيران، بل قررت أن أعيش حياة أحببتها، والأهم من ذلك، لم أرغب في العيش مع والدي إلى الأبد، أردت أن أتمكن من الاعتماد على ذاتي، وأكون قادرة على التمتع بالحرية في حياتي واختياراتي”.
وتابعت بالقول إنه قبل 15 عامًا، كانت تعتقد أن رحلات الفضاء ستكون مقتصرة على عدد قليل من الأشخاص، ولم تتوقع أن تصبح شائعة في المستقبل، كما هو الحال الآن.
وعن أهدافها، قالت بو: "في كل عام أقوم بإعداد قائمة وأقرر ما أريد أن أكون عليه في ذلك العام، هذا العام، سأكون رائد فضاء، في العام الماضي، لقد أصبحت رئيسًا تنفيذيًا وصاحبة شركة، وقبل ذلك أردت أن أكون مؤثرة أكثر في المجتمع، هكذا أخطط لحياتي وأبدأ في تحقيق أحلامي".
وقالت عائشة، إنه لا يوجد مستحيل، مستدلة بقصة والدة صديقتها فقالت: “أعز أصدقائي في الصف السادس والدتها تقاعدت من تدريس اللغة الإنجليزية، وكانت مدرسة قوية لمدة 20 عامًا في المدارس، لكنها لم تيأس، وعادت إلى المنزل ذات يوم، وقررت أن تبدأ بالرسم بمجموعات الطلاء، وهي الآن رسامة ألوان مائية حائزة على جوائز، مع أنها لم تكن تعلم أنها تستطيع الرسم لأن وظيفتها الأساسية كانت تشغل وقتها كله”.
وتابعت عائشة: “بمجرد أن أتيحت لها الوقت، أدركت أنها لا تستطيع القيام بذلك، وهي الآن تقيم معارض فنية”.
واختتمت رائدة الفضاء الأمريكية، بتوجيه دعوتها للنساء حول العالم؛ للعمل بجد لتحقيق أحلامهن، حتى وإن اعتبرنها مستحيلة.