"شدوا بعضكم يا أهل فلسطين".. من هي حليمة الكسواني؟
تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي مقطع فيديو لسيدة كبيرة في السن، فلسطينية، وهي تغني أغنية لبلدها وأبناء لبلدها، وهي أغنية شدوا بعضكم يا أهل فلسطين.
وتبين أن هذه السيدة هي حليمة الكسواني، اللاجئة الفلسطينية والمعروفة بأم العبد، وتقول في أغنيتها:
"شدّوا بعضكم يا أهل فلسطين شدوا بعضكم، ما ودَّعتكم، رحلت فلسطين، ما ودعتكم، على ورق صيني لأكتب بالحبر على ورق صيني، يا فلسطينِ، عَ اللي جرى لك يا فلسطينِ".
وقد ولدت السيدة حليمة عام 1938 لعائلة قروية تعمل بالزراعة، وعندما هاجمت العصابات الصهيونية قرية دير ياسين وارتكبت فيها المجازر، اضطر والدها لمغادرة القرية وذهب باتجاه الأغوار الأردنية.
وعانت العائلة في رحلة اللجوء الأمرين، حيث قضت ليالي وأيامًا جائعة لا يسدّ رمق أفرادها سوى حبات من التمر.
ولكن بعد نحو عامين من الإقامة بمنطقة الأغوار الأردنية الحارّة، طلبت القوات الأردنية من أهالي بيت اكسا العودة للقرية بعد توقيع الجيش الأردني هدنة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وعندما عادوا للقرية وجدوا البيوت مدمرة، وأغراض العائلة مسروقة من قبل المستوطنين.
وبعدما تزوجت الكسواني، انتقلت مع زوجها للعيش في مخيم الزرقاء، حيث عملت لمدة 25 عامًا في توزيع المساعدات التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا لأهالي المخيم.
وخلال عملها أنجبت ولدين، أحدهما أصبح مدرسًا جامعيًا يحمل درجة الدكتوراة، والآخر يحمل الماجستير في الفيزياء، ويعمل مدرسًا بمدارس وكالة الأونروا.
كما تميزت الحاجة حليمة الكسواني بصوتها الجميل وأسلوبها الشعري المؤثر، وقدمت العديد من الأغاني والقصائد الشعرية التي تعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني.
ولقبت بـ "صوت النكبة"، وكانت حاضرة في العديد من الفعاليات الثقافية والفنية التي تعنى بالقضية الفلسطينية.
وتقع قرية بيت اكسا الفلسطينية شمال غرب القدس، وتبعد المدينة نحو 9 كيلومترات عنها. وتجاورها قرى بدو وبيت سوريك والنبي صموئيل ولفتا وقولونيا وبيت محسير.
وتضم القرية آثارًا متعددة مثل خربة العلاونة وخربة اللوزة، وأقامت سلطات الاحتلال على أراضيها مستعمرة عطروت عام 1970، ومستعمرة راموت عام 1973.
كما يضم الأردن نحو 13 مخيمًا للاجئين الفلسطينيين، بدأ إنشاؤها عام 1950 بعد تهجير العصابات الصهيونية للفلسطينيين من قراهم وبلداتهم والاستيلاء عليها وقتل المقاومين من الرجال وطرد النساء والأطفال وكبار السن خارج فلسطين.