حمادة سعد يكتب: "فلسطين تنزف.. أفيقوا يرحمكم الله"
فلسطين تنزف، هكذا يعد وصف دقيق نشاهده يوميًا ويدمر قلوبنا، فلا شفقة ولا رحمة تجدها على أرض الأنبياء والشهداء والصمود بسبب اعتداءات الكيان الصهيوني اللعين، ولكن أين أخوة الفلسطينيين من العرب؟، في وقت يتسابق فيه الجميع على أكل لحم إخواننا في فلسطين دون شفقة أو رحمة، فلسطين الذي لو نطقت أرضها لبكت إلى الله من هوانها.
وفى الوقت الذى يتجمع فيه الغرب لهدم عزيمة وإصرار الشعب الفلسطيني ودعم الكيان الصهيوني الذي يجمع مئات الآلاف من جنوده لغزو قطاع غزة باستخدام كل الطرق المحرمة دوليًا من أسلحة وذخائر حرمت على العرب أن يمتلكونها ولكن لم تحرم على العرب أن يُضربون بها، ويموت الأطفال والنساء دون رقيب يقف أمامهم.
فمنذ الساعات الأولى، والجميع يعلم ما هو الهدف الرئيسي من وراء إقامة هذا الكيان الصهيوني على الأراضي المحتلة في فلسطين سوى تفرقه للعرب وغزو عقول شبابهم من خلال تزييف الحقائق والتدليس، ولكن على الجانب المعاكس تمامًا تناسى العرب عدوهم وتصارعوا فيما بينهم لاعتلاء منصة السيادة على حساب دماء الأشقاء في الوطن العربي أجمع، الذي بات يحمل بين طياته الكثير من الصراعات السياسية الذي تسبب فيها الكيان ذاته بدعم أمريكي.
فمن لا يتذكر ما حدث في دول الوطن العربي منذ التعدي على الأراضي الفلسطينية مرورًا باحتلال أرض سيناء، ثم التدخل بكل الأشكال المباشر منها وغير مباشر في هدم العراق ثم اليمن ثم ليبيا ثم لبنان ثم أخيرًا الشعب الفلسطيني، الذي يشهد خلال الساعات الحالية غزو بشكل غير مسبوق الهدف منه هدم عزيمة وإصرار الشعب الفلسطيني والتوسع في احتلال ما تبقي من الأرضي الفلسطينية الذي رحل من أجل تحريرها الآلاف من أبنائها.
"الرئيس الإنسان".. مصر تسطر التاريخ بأحرف من ذهب
وفى أكثر الأوقات التي تنتظر فيه الأرض الفلسطينية من يدافع عنها بالقول أو الفعل، لم تجد سوى الدولة المصرية التي مازالت تسطر بأحرف من ذهب ما هو معنى الإنسانية ومساندة الأشقاء العرب، بجانب إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي توجيه قوافل مساعدات إنسانية وطبية عاجلة لقطاع غزة في ظل الأوضاع الكارثية التي يعيشها الشعب الفلسطيني الآن.
وجاءت بداية الأزمة الحالية التي تمر بها الأرضي الفلسطينية المحتلة، بقيام كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس بالتعاون مع بعض الجهات الأخرى، بشن هجومًا في الساعات الأولى من صباح يوم السبت السابع من شهر أكتوبر على العديد من المستوطنات الإسرائيلية، وإسقاط العديد من القتلى ردًا على الانتهاكات التي تعرض لها الشعب الفلسطيني خلال الفترة الأخيرة.
اقرأ أيضًا.. حمادة سعد يكتب: حلم الشعب الفلسطيني يكشف عن حقيقة الكيان الصهيوني
ولكن جاء الرد ليس من الكيان الصهيوني وحده بل من معظم دول أوروبا، التي أعلنت بشكل عام الحرب على قطاع غزة، وبدء عملية القصف العشوائي على المناطق السكنية دون سبب، والتعمد في قتل الأبرياء من النساء والأطفال دون ذنب، بجانب محاصرة قطاع غزة وقطع جميع الخدمات عنه ليعيش سكانه خلال الأيام الأخيرة ظروف قاسية في ظل التدهور الحاد الذي ضرب القطاع الصحي بسبب انقطاع الخدمات بشكل كلى في الوقت الذي يتساقط فيه يوميًا الكثير من الشهداء والجرحى.
ومازلت الأحداث جارية في قطاع غزة، يتبادل فيها جيش الاحتلال مع قوات حركة حماس وكتائب القسام الضربات، مع سعى الكثير من الدولة بقيادة مصريه للوساطة بين الأطراف المعنية ووقف إطلاق النار، والوصول إلى حلول عاجلة.
فهل من الممكن أن يتجمع العرب من جديد لنصرة الشعب الفلسطيني؟ أم تستمر حالة التفرق والاختلاف كما هي يبكي كل منهم على ليلاه دون النظر إلى ما يمر به الشعب الفلسطيني خلال الساعات الجارية.