لتكون عاصمة الثقافة الأفريقية..
عبدالمنعم سعيد في حوار لـ "الفجر": تطوير شامل في مناطق آثار أسوان.. وجار العمل على فتح مواقع جديدة للزائرين
قال الدكتور عبدالمنعم سعيد المشرف العام على شؤون السياحة والآثار بمحافظة أسوان، ومدير عام منطقة آثار أسوان والنوبة، إن جميع المناطق الآثرية في محافظة أسوان تشهد خطة تطوير شاملة لتكون عاصمة للثقافة الأفريقية.
وأضاف سعيد في حوار خاص مع “الفجر”، أن عملية التطوير تشمل كافة أرجاء المناطق الأثرية بالمحافظة، بداية من مدينة أبوسمبل السياحية ومرورا بمعبد سبوع وعمدا ومعابد فيلة والمسلة الناقصة والفنتين وجزيرة سهيل ومقابر النبلاء ومرورا بمعابد مدينة كوم إمبو وإدفو.
وأشار المشرف العام على شؤون السياحة والأثار بأسوان، إلى أن ظاهرة التنقيب عن الآثار في المحافظة ازدادت بقوة عقب ثورة 25 يناير، لافتةً إلى أن الدولة واجهت ذلك خلال السنوات الأخيرة بحسم شديد حتى سيطرت على الأمور من جديد.
كما شرح الدكتور عبدالمنعم سعيد، خطة التطوير التي تشهدها المناطق الأثرية بالمحافظة، والخطط المستقبلية لإدارة ملف الآثار في أسوان، وأبرز المشروعات الكبرى التي سيتم تنفيذها خلال الفترة المقبلة، وكذلك تفاصيل التعاون الكبير مع كافة جهات الدولة وعلى رأسها المحافظة.
وإلى نص الحوار..
- ما هي الخطة المستقبلية لتطوير المعابد والمتاحف والمناطق الأثرية بأسوان؟
- الخطة بدأت منذ عام 2018 بعد توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي باختيار أسوان كعاصمة للثقافة الأفريقية، وبالفعل تم توجيه جميع الجهات المعنية فى الجمهورية للعمل على قدم وساق بمحافظة أسوان وخاصة بمنطقة آثار أسوان والنوبة، وبالفعل بدأت تطوير المناطق الآثرية بداية من من مدينة أبوسمبل السياحية ومرورا بمعبد سبوع وعمدا ومعابد فيلة والمسلة الناقصة والفنتين وجزيرة سهيل ومقابر النبلاء ومرورا بمعابد مدينة كوم إمبو وإدفو.
وأضاف: “والحمدلله كنا سباقين فى منطقة آثار أسوان والنوبة بتطبيق نظام التحول الرقمي فى 6 مناطق أثرية على رأسهم معابد أبو سمبل السياحية وفيلة ومتحف النوبة والمسلة الناقصة وكوم إمبو وإدفو، ولأول مرة تم تركيب البوابات الإلكترونية مع استخدام التذكرة الإلكترونية والحجز أون لاين فى هذه المواقع، بكل المقاييس كانت طفرة وتطور كبير فى مجال السياحة والآثار ".
- وماذا عن المشاريع الجاري تنفيذها في مناطق آثار أسوان؟
- أسندت إلينا مشاريع كبيرة بالمنطقة ومنها تطوير منظومة الإضاءة بمعبدي إدفو وكوم إمبو تحت إشراف الجهات السيادية كالإنتاج الحربي والأمن القومي وهناك عمل جارى بمعبد فيلة بتركيب الكاميرات المراقبة واللوحات الإرشادية والإضاءة وكذلك فى المسلة الناقصة وجار العمل للإضاءة والبانوراما ليلا وكذلك رفع كفاءة الحمامات الخاصة بالزائرين وكذلك فى جميع الحمامات الموجودة بالمعابد والمتاحف بالمناطق الاثرية.
- تم الانتهاء من تطوير معبد كوم إمبو، ويتم حاليا تسليم معبد إدفو بعد التطوير مع رفع كفاءة ساحة انتظار السيارات واضافة 10 بوابات دخول بدلا من 3 بوابات بمعبد إدفو، وجارى العمل بجدية لفتح مواقع أثرية جديدة للزائرين وذلك لترويج السياحة بأسوان، وأيضا تجهيز منطقة السلسلة شرق وتجهيز معبد سيتي بالمنطقة الشرقية لتكون إضافة بالنسبة لنا، بالإضافة إلى التوسع فى التحول الرقمي، وكذلك بالفعل هناك مشاريع كبرى على رأسهم تخفيض المياه الجوفية بمدينة كوم أمبو، وهذا المشروع من المعونة الأمريكية تنفذ بأيادي مصرية فى الحفاري التى صاحبت هذا المشروع".
وماذا عن نتائج تخفيض المياه الجوفية بمدينة كوم أمبو؟
- أثمر تخفيض المياه الجوفية بمدينة كوم إمبو على الوصول لنتائج إيجابية رغم الصعوبات التي واجهناها بسبب الأراضى الزراعية المجاورة لمعبد كوم إمبو وقرب نهر النيل وبسبب التل الاثرى الكبير على المعبد نفسه أو الجوانب الخاصة بالمعبد، وكانت هناك تجنب للمياه الجوفية بشكل كبير وملحوظ فى أساسات المعبد.
وأظهرت النتائج الإيجابية حول هذا المشروع، فأصبحت المحطات تعمل الآن بصفة دورية لتثبيت المياه على مستوى معين للحفاظ على آثار الحجر الرملي من رشح المياه، وهناك مشروع كبير لافتتاح معبد إيزيس بمدينة أسوان.
وأيضا جارى عمل مشروع كبير بمنطقة معبدي عمدا والسبوع لعمل تطوير كامل للموقع من حيث الإنارة بواسطة الطاقة الشمسية، ومستقبلا بإذن الله تعالى مشروع بمنطقة غرب أسوان بتمويل من الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار وتطوير غرب أسوان بالكامل، وهذا من ضمن المشاريع الكبيرة فى أسوان مستقبلا.
- وماذا عن التعاون بين المحافظة ووزارة السياحة والآثار في الحفاظ على المواقع؟
ـــ أعمل فى مجال الآثار منذ عام 1993، وفي حقيقة الأمر ودون مجاملة لشخص ما أرى ولأول مرة أن هناك تعاون مباشر بين محافظة أسوان ومنطقة آثار أسوان والنوبة، تمثلت فى عمل بانوراما فى مقابر النبلاء ومنطقة الفنتين، والمحافظة لها دور كبير جدا فى الاحتفال بتعامد الشمس على وجه رمسيس كل عام.
- وهناك بالفعل تعاون مثمر بيننا وبين المحافظة ولا ننسى دورهم أثناء فترة كورونا بعد توقف وزارة السياحة والآثار، وقرر وزير السياحة والآثار للمحافظة بشأن رفع كفاءة مرسى معبد كوم إمبو والطرق المؤدية للمعبد، وتطوير المناطق الأثرية وخاصة المناطق المفتوحة للزيارة للأجانب والمصريين لتنمية السياحة بأسوان، ولا بد أن نشيد بمحافظ الإقليم بالتعاون معنا فى كافة المجالات سواءً عن طريق الوزارة أو منطقة آثار أسوان والنوبة.
- حدثنا عن تطوير مسجد الطابية؟
- هناك قرار من رئيس الوزراء بأن مسجد الطابية ضمن المناطق التي يحظر فيها العمل داخل المناطق الخاصة بها إلا بعد الرجوع إلى رئاسة الوزراء نفسها، لذلك فإن التطوير الذي شهده مسجد الطابية تطوير خارجى فقط ليس داخل المسجد، وهذا فى المنطقة المحيطة بالمسجد لإظهار الصورة الجمالية، ولا يخفى عليكم كانت هناك أشياء بمحيط المسجد لا تليق بهذا التراث الإسلامى، وبعد استشارة من مناطق الآثار الإسلامية تم إعادة تأهيل للمنطقة المحيطة بالمسجد بصور جمالية وبحجر المنحوت حول المنطقة وبعد ذلك تم إخلاء الباعة الجائلين من الأماكن المحيطة بالمسجد، ومحافظ الإقليم كان حريصا لإزالة المخلفات التي كانت تشوه المنظر العام خارج مسجد الطابية.
- وماذا عن تطوير معابد أبو سمبل السياحية؟
- التطوير بمعبد أبو سمبل لا يتوقف إطلاقا بسبب أهمية وطبيعة معابد أبوسمبل وتختلف عن أي منطقة أثرية أخرى، وهناك تطبيق منظومة الإضاءة بالكامل وبسبب تكدس الزائرين فى الاحتفالات الرسمية يتم توسيع مدخل المعبد بالكامل بناء على موافقة المجلس الأعلى للآثار وإضافة 4 بوابات دخول ليستوعب الأعداد وعمل حمامات جديدة بسبب الإقبال الزائد وزيارة كبار الزوار والشخصيات الهامة ورؤساء وملوك العالم، لذلك هناك اهتمام خاص من المجلس الأعلى للآثار بمعبد أبوسمبل وتهتم أيضا بالطرق المؤدية إلى المعبد لظهور المنطقة بشكل حضاري، وهناك اتفاق تم الأسبوع الماضي بين شركات النظافة والمجلس الأعلى للآثار للحفاظ على الصورة الجمالية ونظافة المعبد من الداخل والخارج بصفة مستمرة.
- هل هناك تطوير وتحديث في معبد إدفو؟
- بالنسبة لمعبد إدفو كانت هناك مشاكل كثيرة جدا وخاصة بمدخل السائحين وساحة انتظار السيارات وعربات الحنطور ومشاكل أخرى تخص المحافظة هو الطرق المؤدية من مراسى البواخر السياحية للمعبد، لذلك كانت هناك اجتماعات بصفة دورية ومكثفه، وقامت مسئولي الطب البيطري بالمحافظة بحملات على عربات الحنطور، والحمدلله تم رفع الكفاءة لكل الشوارع المؤدية للمعبد، وقام المجلس الأعلى للآثار بفتح 10 بوابات بالمعبد للحد من تكدس السياح أثناء الدخول، وتم رفع كفاءة السور المحيطة بالمعبد وكذلك ساحة انتظار السيارات وإضاءة المعبد بالكامل، وهذا التطوير تم بواسطة الأمن القومي والإنتاج الحربي والهيئة العربية للتصنيع، وهذا المشروع متكامل تعمل بإدفو، وحيث أننا قد قمنا بتفادي كافة هذه المشاكل بالتطوير المستمر بالمعبد، وأن وزير السياحة والآثار يقوم بمتابعة الأعمال الجارية بالمعابد والمناطق الآثرية بصفة دورية وكذلك اهتمامه بحل جميع الشكاوى التي تورد إلى الوزارة.
- ما تعليقك على القول بأن هناك انتشار لظاهرة التنقيب على الآثار بمدن ومراكز أسوان.. وما هي الإجراءات التي تتم لمواجهة ذلك؟
- عملية الحفر والتنقيب على الآثار ليست مقصورة على محافظة أسوان فقط بل هى ظاهرة على مستوى محافظات مصر، انتشر التنقيب بعد قيام العديد من الثورات بمصر، وهذا الموضوع شائك، ونحن بدورنا كمنطقة آثار أسوان والنوبة نواجه هذه المشكلة، أولا نبدأ بقول "الوقاية خير من العلاج " وتوجد لدينا إدارة تسمى "إدارة الوعي الأثري" التي تقوم بعمل ندوات ومؤتمرات دوما لتوعية الشعب المصرى عن الآثار ولحثهم على أن الآثار تراث عالمى وليس خاص بوزارة السياحة والآثار فقط، ولا بد الحفاظ عليه".
- ونقوم بنشر الوعى الثقافى والاثرى بين طوائف المجتمع، ونحن نرى بان طريقة التنقيب للآثار دجل وشعوذة، حيث تم تقليص العقوبات فى قانون حماية الآثار وتعديله فى عام 2020، والحفر والتنقيب على الآثار كانت فى الاونه السابق جنحة وحاليا تعمل كجناية بالعقوبه المشددة، ولكن البعض لديهم الفكرة وذلك للجرىء وراء ذلك لسهولة الثراء الفاحش السريع، ولا بد من القضاء على هذه الظاهرة، ونتمنى ان تختفي هذه الظاهرة ونتصدى لها وذلك بالتوعية أو بالعقوبات التى تصدر فى هذا الشأن.
وهذا التراث عالمى لا بد الحفاظ عليها، لأنه يمثل الأمة والعالم بأكمله، وحضور سائحى العالم إلى مصر لمشاهدة الثراث الحضاري المصري، وهذا الأمر فخر لكل مصرى لملكيته لآثار الأجداد، إذا لا بد الحفاظ على تراثنا أسوة بالعالم الذين يحافظون على تراث بلادهم، وهذا الثراث والآثار ملك لنا جميعا ولا بد أن نستفيد منها سياحيا.
- هل تمت زيادة فى أسعار تذاكر الدخول بالمناطق الأثرية سواء للأجانب والمصريين مؤخرا؟
- لا توجد أي ارتفاع أو زيادة فى الأسعار مقارنة بالأسعار العالمية، وتتم الزيادة سنويا بالاتفاق مع الشركات السياحية بطريقة تدريجية بنسبة 25 % فى بعض الأماكن و10% فى أماكن آخرى، لو حسبنا بمعدل العملة الصعبة حاليا تعتبر لا شىء بالنسبة لنا بدليل أننى كنت فى زيارة لإحدى المعابد برفقة رئيس كرواتيا وسألني عن سعر التذكرة واندهش لما عرف سعر التذكرة وقال بأن هذه القيمة لا تليق بها الصرح الكبير، ولا بد أن تتم رفع القيمة لتذكرة الدخول.
وأكد أن وزارة السياحة والآثار لا ترغب فى زيادة أسعار التذاكر لمساعدة المصريين لمشاهدة التراث الحضارى أكثر ما نحرص على جمع المال من هذه المناطق.