بعد القصف الإسرائيلي على لبنان.. ما هي السيناريوهات المحتملة خلال الفترة القادمة؟

تقارير وحوارات

قصف لبنان - صورة
قصف لبنان - صورة تعبيرية

تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ الأحد 8 أكتوبر توترات متصاعدة، مع تبادل للقصف المدفعي الصاروخي بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني.

قصف إسرائيلي مكثف على جنوب لبنان

وصرحت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل لها منذ قليل، نشوب قصف إسرائيلي مكثف على جنوب لبنان، وذكرت أن صافرات الإنذار تدوي في مستوطنات الشمال على الحدود مع لبنان.

وكان الدفاع المدني اللبناني قد نفذ مجموعة من المهام في البلدات الواقعة على الشريط الحدودي بين لبنان وإسرائيل، وذلك لمعالجة آثار القصف الإسرائيلي في جنوب لبنان، والذي طال بلدات "الضهيره" و"علما الشعب" و"اللبونة"، ما أدى إلى وقوع خسائر فى الممتلكات وسقوط إصابات.

وأكد الدفاع المدني بلبنان أنه قام بنقل مصابين اثنين من بلدة "الضهيره" إلى المستشفى اللبناني الإيطالي لتلقي العلاج اللازم، كما تمكنت من إخماد النيران التي اندلعت قرب منازل في بلدة "علما الشعب"، وفي المناطق الشجرية بـ "اللبونة".

الهروب للملاجئ

طالب جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان المستوطنات في الحدود القريبة من جنوب لبنان بالتزام الملاجئ.

حرب موسعة

وفي هذا السياق قال الكاتب اللبناني محمد الرز، الخبير في الشؤون السياسية، إن لبنان قطع الخطوة الأولى في مسار الانزلاق نحو الحرب في غزة، ومعنى الخطوة الأولى إنها محدودة ومحصورة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة من إسرائيل، ليشير إلى أن هدفه هو استرداد أرضه الوطنية واستكمال سيادته عليها، هذا التوجه مفهوم حتى الآن خاصة بالنسبة للرأي العام الدولي، لكن المسألة تتعلق بالخطوة الثانية وهي اختراق إسرائيل للخطوط الحمراء أي محاولة دخول غزة واحتلالها وهذا الأمر له حسابات أخرى.

وأضاف الكاتب اللبناني محمد الرز في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن نتنياهو اتصل بالرئيس بايدن وأبلغه أنه بصدد اجتياح غزة برا والقضاء على حركة حماس والجهاد الإسلامي، في هذا الوقت ترسو حاملات الطائرات الأمريكية تجاه الشواطئ الإسرائيلية في حالة تأهب لشن غارات بطائرات f35 ذات الطابع الشبحي على مواقع في غزة وفي لبنان إذا ما فتحت جبهته الجنوبية وانطلقت صواريخها الذكية بالآلاف نحو تل أبيب وسائر المناطق الفلسطينية المحتلة.

وتابع: “في حال حصول ذلك فإنه يعني تحول الحرب من حدود غزة إلى المحور الإقليمي الذي يمتد من لبنان إلى سورية والعراق وصنعاء، وتقف بعض الدول العربية مؤيدة لهذا المحور أو داعمة، فاجتياح غزة برا لا يقتصر على مواجهة حماس والجهاد الإسلامي وإنما فوق ذلك تدمير هذا القطاع تماما وتهجير اهله البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة”.

واستكمل الرز، يأتي السؤال المطروح في مثل هذا السيناريو أن حصل وبدعم أميركي كامل، هو: إلى أين سيتم التهجير؟ وإذا كانت غزة محاصرة من كل النواحي ومقطوع عنها الماء والدواء والغذاء، فإن جهة التهجير الوحيدة تصبح نحو سيناء عبر رفح، وإذا استكملنا هذا السيناريو نجد أنفسنا قريبين من المخطط الغربي - الإسرائيلي وعنوانه غزة الكبرى الذي أسقطته مصر وجيشها وشعبها في 30 يونيو ويعيد أصحابه محاولة تنفيذه بحرب غزة.

أكمل الرز الحديث، هذا السيناريو يدخل في باب الاحتمالات، لكن لا ضمانات له حتى الآن،  فالجيش الإسرائيلي يحاول استعادة مستوطناته وكل يوم هناك تسلل المقاتلين نحوها، وأسراه يتكاثرون يوما بعد يوم وقتلاه يتجاوزون 1500  مما أسقط تماما ادعاء إسرائيل ليهود العالم بأنها " جنة الأمان " فيما هجرة اليهود المعاكسة بالآلاف ويغص بهم مطار بن غوريون مع فقدان ثقة سكان إسرائيل بجيشهم وحكومتهم، كما أن إصرار نتنياهو على اجتياح غزة برا يعتبر مغامرة غير مضمونة النتائج وهو إذا كان ارادها للتعويض عن انهيار صورته السياسية وصورة حكومته المتداعية استخباراتيا ولوجستيا واداريا فإن فشله المحتمل في دخول غزة برا ستكون له آثار وخيمة على مستقبل الكيان الإسرائيلي نفسه.

لفت الخبير في الشؤون السياسية، إلي أن الأنباء التي تم تداولها عن استنفار البحرية الروسية المتمركزة تجاه الساحل السوري في مقابل حاملة الطائرات الأميركية فإن الأيام المقبلة ستكون حبلى بالمفاجآت الحادة.

السيناريوهات المحتملة

أوضح الكاتب علي رجب، الخبير في الشؤون الإيرانية، أن جميع  الاحتمالات واردة على الجبهة اللبنانية مع تصريحات قيادات حزب الله والمسؤولين في إيران بتحذير من حرب إقليمية في المنطقة.

وأضاف علي رجب في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن حزب الله حتى الان لم يدخل في حرب مفتوحة مع إسرائيل ولكن من المتوقع ازدياد عمليات الاستهداف من الحدود اللبنانية والجولان السورية لأهداف داخل الأراضي المحتلة.

واختتم الخبير في الإيرانية، أن إيران لن تدخل بشكل واضح ولكن قد تدعم الفصائل الفلسطينية في لبنان تصعيد المواجهات، إيران ستعمل على الاستثمار في التصعيد من أجل تحقيق مكاسب سياسية مع الولايات المتحدة.