متحدث حركة فتح لـ "الفجر": الوضع الإنساني صعب.. وأسرنا ما يكفي لتحرير جميع الأسرى الفلسطينيين (حوار)
تطورات متلاحقة ودوي صافرات إنذار لا يتوقف وقصف جوي ثقيل تتعرض له المنازل في قطاع غزة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، تفاصيل كثيرة يكشفها منذر الحايك، المتحدث الرسمي باسم حركة فتح الفلسطينية.
"الحايك" قال في حواره مع "الفجر" إن غزة الآن في وضع صعب إنسانيا وطبيا وعسكريا، مشددا في الوقت ذاته على أنهم سيواصلون التصدي للاحتلال الإسرائيلي حتى تتحقق مطالب الدولة الفلسطينية المستقلة، وإلى نص الحوار.
بداية.. ما هو الوضع حاليا في القطاع وداخل الأراضي الفلسطينية؟
الوضع الآن في غزة صعب وإسرائيل تستخدم كل قوتها في قصف المنازل والأبراج السكنية، وكل برج يتكون من نحو 50 شقة سكنية حتى أصبح الناس الآن في الشوارع، وإسرائيل تنتقم بشكل فظ من المقاومة الفلسطينية ولا يوجد لديها أهداف محددة، لذلك تقصف المدنيين.
ماذا عن وضع المقاومة الفلسطينية؟
المقاومة الآن في الميدان تقاتل بكل قوة وشراسة وهناك قرار واضح من الشعب الفلسطيني بمقاومة إسرائيل التي لم تلتزم بقرارات الشرعية الدولية أو القانون الدولي أو كل النداءات من فلسطين أو المجتمع الدولي حتى يكفوا عن إيذاء الشعب الفلسطيني
ما الأسباب التي دفعت إلى عملية طوفان الأقصى؟
الاعتداءات الإسرائيلية التي لا تتوقف، نتنياهو وبن غفير استخدموا كل أساليب القوة ضد شعبنا في جنين ونابلس ويستمرون في تهويد المدينة المقدسة والاعتداء على المرابطين والمرابطات وحتى الحجاج المسيحيين لم يسلموا من الاعتداء الإسرائيلي، كما بستمرون في الاعتداء على الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال.
وفي النهاية وجدنا أنفسنا اليوم كشعب فلسطين وحدنا في الميدان فكان لا بد للمقاومة أن تعد العدة وتبدأ بالهجوم على العدو الصهيوني.
كيف ترون تأثير هذه العملية على صورة جيش الاحتلال الإسرائيلي؟
دخل المقاتلون الفلسطينيون إلى "أراضينا المحتلة" من جانب قوات الاحتلال الصهيوني وهددت هذا الجيش الذي يدعي أنه لا يُقهر، والذي سبق وقهرته مصر عام 1973 وتقهره فلسطين الآن في أكتوبر 2023، وما بين مصر وفلسطين كان الجيش اليهودي يسقط.
وهذا الكيان "المسخ" الذي جاء ليستوطن في فلسطين بقرار من الولايات المتحدة وبريطانيا التي وعدته بالمن والسلوى في فلسطين، نقول له لا مكان لك اليوم هنا، وما نشاهده اليوم من هروب آلاف الصهاينة دليل واضح على عدم وجود رابط بيتهم وبين الأراضي الفلسطينية لا ديني ولا وطني ولذلك نراهم يهربون الآن عبر المطارات.
كم بلغت أعداد الأسرى الإسرائيليين إلى الآن؟
أعداد الأسرى، المقاومة ستتحدث عنها في وقتها المناسب، لكن أؤكد أن الأعداد كبيرة ونستطيع أن نقول لأسرانا البواسل تجهزوا وجهزوا أغراضكم فأنتم قريبا سترون النور من جديد.
وللعلم حينما كان لدى حركة فتح من قبل 6 جنود إسرائيليين في لبنان تم الإفراج مقابلهم عن 4500 أسير فلسطيني، واليوم نقول إن المقاومة استطاعت أن تأسر العدد الكافي للإفراج عن كل أسرانا داخل السجون الفلسطينية.
متى تتوقعون انتهاء المعركة الدائرة حاليا؟
المعركة مفتوحة والمسيرة مستمرة ولا مناص أمام الاحتلال إلا الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني والإقرار بهذا الحق المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
والشعب الفلسطيني شاهده العالم، ولا يمكن له أن يقبل بالخضوع أو أن يخون شعبا في زوايا التاريخ، نحن من نصنع التاريخ ونحن صنعناه في السابع من أكتوبر، وحكومة نتنياهو ستنهار، وسنصلي حتما مع الشعب العربي المسلم في باحات الأقصى قريبا
ما أنواع الأسلحة التي يستخدمها جيش الاحتلال ضد غزة؟
حكومة نتنياهو تستخدم جميع الأسلحة خاصة الطيران وتقصف المنازل بالصواريخ، ولا يمكن إلا أن نقاوم في وجه هذه الضربات.
إلى أي مدى يمكن للمقاومة أن تستمر في ظل هذا القصف المتواصل؟
المقاومة منذ 75 عاما وهي تتلقى الضربات وتدفع والشعب الفلسطيني أثمانا باهظة وآن الأوان لهذا الكيان الصهيوني أن يدفع الثمن باهظا مقابل كل الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
وفي الحروب الأخيرة على غزة كان العدو يدمر البيوت ويرتكب المجازر ويقتل بلا هوداة وينتقم من المدنيين، السلاح الوحيد الذي يمكنه استخدامه هو قصف المنازل.
هل تتوقعون حلا عادلا يصدر عن مجلس الأمن الدولي؟
أكثر من 100 قرار صدر عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأم المتحدة وللأسف الشديد لم يتم تطبيق أيا منها، هناك قرارات تتعلق بالاستيطان وقرارات أخرى تتعلق المجازر الإسرائيلية وقرارات خاصة بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ولا نرى إنصافا من المجتمع الدوي أو مجلس الأمن.
وفي الأيام السابقة الولايات المتحدة هي من أحبطت قرارا بإدانة الأحداث في غزة ولذلك نحن نرى أن أي قرار في صالح فلسطين داخل مجلس الأمن سيقف أمامه الفيتو الأمريكي.
ما الذي يحتاج إليه الشعب الفلسطيني في الوقت الحالي؟
نحن ندعو المجتمع الدولي الصامت والمتواطئ لأن ينظر إلى الشعب الفلسطيني كما نظر إلى القضية الروسية الأوكرانية وأن يقف في وجه الاحتلال ويرسل المساعدات للشعب الفلسطيني، ونطالب بتطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية وإلزام الاحتلال بالانسحاب من أراضينا المحتلة بما فيها القدس.
ودون ذلك من حق الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية أن تناضل وتقاوم مستخدمة كل أساليب النضال والمقاومة المتاحة للدفاع عن النفس.
ما وضع المستشفيات الآن في غزة في ظل هذا العدد الكبير من المصابين؟
وضع المستشفيات الآن في قطاع غزة صعب للغاية وقوات الاحتلال الإسرائيلي منعت وصول المساعدات الطبية من رام الله إلى غزة وأعداد الجرحى في تزايد مستمر والمستشفيات لا يمكنها تحمل هذه الأعداد لكن الشعب الفلسطيني مصر على الصمود.
ونناشد الأمة العربية والإسلامية والدولة المصرية، إرسال إمدادات طبية إلى قطاع غزة.
ما الرسالة التي توجهها إلى المجتمع الدولي الآن؟
ندعو المجتمع الدولي للتدخل من أجل حماية الشعب الفلسطيني، والعالم العربي والإسلامي لنصرة القدس وغزة، لأن الشعب الفلسطيني الآن يقاتل عن المدينة المقدسة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
إسرائيل انتهكت كل ما هو له علاقة بالمقدسات وتخطت الخطوط الحمراء، ونحن نثق أن الأمة العربية والإسلامية تقف في ظهر الشعب الفلسطيني داعمة بكل ما تملك في كل المجالات، ونرسل التحية إلى كل الشعوب العربية التي تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.