سفير ألمانيا في القاهرة: مصر نجحت في استقبال السودانيين الفارين من الحرب ونحن نقدرها وندعمها كثيرا

عربي ودولي

بوابة الفجر

قال السفير فرانك هارتمان، سفير ألمانيا في القاهرة إن التعاون التنموي الثنائي بين مصر وألمانيا يصل إلى 1.8 مليار يورو، مشيرا إلى أنه يعد بذلك واحدا من أكبر المحافظ التنموية الألمانية عالميا.

وتابع السفير خلال الاحتفال بيوم الوحدة الألمانية، اليوم، أن حماية المناخ من خلال التحول في مجال إنتاج الطاقة تعد ركيزة أساسية للتعاون بين مصر وألمانيا، حيث إن المستقبل يكمن في الطاقة المتجددة من الرياح والطاقة الكهروضوئية، وربما في الهيدروجين الأخضر، مشيرا إلى أنه لتحقيق هذا الهدف فإن ألمانيا وحدها تساهم بأكثر من 250 مليون يورو لمحور الطاقة في برنامج "نُوَفـي" بمصر، المهتم بمحور المياه والغذاء والطاقة.

وأردف السفير: ومن خلال استثماراتنا الضخمة وتجارتنا الكبيرة في مجالات الصناعة والتكنولوجيا والتعليم والبنية التحتية والطاقة، فإننا نعد شريكا أساسيا في مصر.

وأضاف: إننا نرحب ونشجع بقوة تنفيذ الإصلاحات الطموحة لتنشيط الاقتصاد وإعطاء حيز أكبر وأمان قانوني لمستثمري القطاع الخاص في مصر.

وتابع السفير: ترتكز علاقاتنا مع مصر على أسس الفهم والتعاطف الثقافي العميق، ومع وجود ما يقرب من نصف مليون متحدث باللغة الألمانية في مصر، لا يزال دور اللغة الألمانية في التعليم الثانوي والعالي في مصر في تنامي مضطرد.

واستكمل السفير: احتفلنا هذا العام بمرور 150 عامًا على إنشاء المدرسة الألمانية الإنجيلية الثانوية، وهي تعد مؤسسة متميزة للتعليم الراقي في مصر، كما احتفلنا بمرور خمس سنوات على إنشاء الجامعة الألمانية الدولية، التي تعد مع شقيقتها الجامعة الألمانية بمصر واحدة من أكبر وأنجح المؤسسات التعليمية العابرة للحدود الوطنية عالميا.

وأضاف السفير: إن العلاقات بين مجتمعاتنا المدنية لا تقل أهمية، ومن ثم فإنني فخور بأنه بعد توقف دام عشر سنوات، تعود مؤسسة كونراد أديناور أخيرًا إلى مصر وتضيف طيفًا آخر إلى الحضور القوي لمؤسسات الأحزاب السياسية، حيث احتفلت مؤسسة فريدريش إيبرت ومؤسسة هانز زايدل بمرور 45 عامًا على وجودهما في مصر.

وعن الذكرى، قال السفير إنه منذ ثلاثة وثلاثين عاما توحدت ألمانيا سلميا، عندنا سقط سور برلين والستار الحديدي، متابعا: كنا جميعًا نأمل في مستقبل أفضل في أوروبا موحدة وفي عالم أقل صراعات مسلحة ومظالم اجتماعية وحروب.

وأضاف: أما اليوم، وبعد مرور ثلاثة وثلاثين عاما، لم يصبح العالم مكانًا أفضل، حيث أصبح النظام الدولي تحت الحصار ومهدد أكثر من أي وقت مضى، مؤكدا أن ألمانيا تدعم بكل إخلاص الشعب الأوكراني في حقه في الدفاع عن النفس والنضال من أجل تقرير المصير والاستقلال.

وتابع السفير: بالرغم من ذلك فإنه لا ينبغي لهذه الحرب أن تقسم العالم، إذ يتعين تكاتف كافة الدول المسالمة لتقف صفًا واحدًا للدفاع عن مبادئ النظام الدولي استنادًا إلى ميثاق الأمم المتحدة، وهذا الهدف المشترك يوحدنا مع أصدقائنا في مصر والشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا والمحيط الهادئ.

وأردف السفير: نحن الأوروبيين لا نستطيع ولا نركز فقط على الحرب في أوروبا، بل إننا نتحمل مسؤولية أبعد من ذلك بكثير، بل علينا أن نستمع بنفس القدر إلى اهتمامات وتطلعات شركائنا في جنوب الكرة الأرضية، متابعا: لا يمكننا ولن نغض الطرف عن الحرب في السودان والصراع المستمر في ليبيا وأعمال العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين الناجمة عن تلاشي آفاق حل الدولتين.

وأكد السفير: باعتبارها شريكا قويا في الاتحاد الأوروبي وعضوا مسؤولا في الأمم المتحدة، فقد ساهمت ألمانيا بشكل كبير في الأمن الغذائي العالمي، فإننا ندعم الجهود الرامية إلى تخفيف المعاناة الإنسانية الناجمة عن الحرب في السودان بمبلغ 200 مليون يورو للمنطقة، متابعا: لقد استقبلت مصر ما يقرب من 350 ألف لاجئ من السودان، ومن ثم فإنها تستحق تقديرنا ودعمنا القوي.

وأضاف السفير: وبالتعاون مع أقرب شريك وصديق لنا، فرنسا، أطلقنا مبادرة مشتركة بعنوان "متحدون من أجل السلام في السودان" بالجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالمثل فقد شارك وزيرا خارجيتنا في "مبادرة يوم السلام" التي أطلقها الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية وجامعة الدول العربية ومصر والأردن، وذلك لمنح السلام العادل في الشرق الأوسط فرصة أخرى.