د.حماد عبدالله يكتب: حكايات من خارج الوطن {1}!!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


 

في أجازة طويلة سابقًا خارج حدود المحروسة وبالتحديد بين بعض المدن الإيطالية  عشت تلك الأجازة مع مجموعة من الأصدقاء ولعل بعضهم معني جدًا جدًا بالشأن العام كانت أحاديثنا كلها تدور عن "مصر" وعن كل ما نراه جميلًا ومهذبًا سواء كان سلوك للبشر أو مظاهر لحسن إدارة شئون الحياة أو إنتظام في إدارة أو حتى تلك النعم الإلهية على سكان تلك البلاد من مناخ جميل يساعد على نظافة بالغة للبيئة.
وكانت تلك الأحاديث كلها تدور حول أماني صادقة بأن تعم بلادنا تلك المظاهر الحسنة المتحضرة، ومع ذلك فإن تلك الأماني يمكن تحقيقها في بلادنا حيث ما لدينا يستحيل وجوده في مكان أخر ولكن حسن إدارة شئون حياتنا هي المشكلة أمام تحقيق ذلك.
ولعل ما شدنا في تلك المدن القديمة والتي يمتد عمرها العمراني إلى ما يقرب من تاريخ القاهرة القديمة إن هؤلاء الناس عاشوا في مدنهم وهم مقدرون لما يمتلكون معتزون بما ورثوه من طرز معمارية، ومن إزدهار للخضرة بل سعوا للحفاظ عليها وكأنها ممتلكات خاصة.
وبالسؤال والبحث والقراءة والمعاينة نجد أن إدارة الحياة من أهل المنطقة مع إشراف إداري من المحليات، وإنضباط كامل لهذه الإدارات، ومراقبتها من السكان، وأيضًا طاعة السكان لكل الأعراف والتقاليد والإشتراطات إستطاعت تلك المدن أن تعيش إلى اليوم في أزهى "حللها" – الشوارع نظيفة، مخططة، وتلك البلاطات (البازلتية) منضبطة، لامعة تعمل العربات

 

فجر كل يوم على تنظيفها وغسيلها، ورفع صغائر المخلفات من بين حوافها وكأن الشارع جزء من المنزل العائلي والأرصفة نظيفة غير معتدي عليها من أحد، فهي مخصصة للسير عليها وليس لإشغالها بالجائلين أو بالخروج عن حدود المحلات على جوانبها والشيئ الرائع أيضًا أن الشارع في المدينة القديمة يسع سيارة واحدة  للمرور في إتجاه واحد وسط رصيفين والتقاطعات محترمة، بإشارات مرور مضيئة تعمل إليكترونيًا، والجميع يحترمها، الحياة سهله للغاية في الشارع الأوربي، لا مضايقات ،لا شجار، لا منازعات ،لا تسابق لكسر إشارة أو اللحاق بدور في طابور، الجميع منتظم، وهذا يتأتى من إحترام الناس لبلادهم  وإحترامهم أيضًا لحضارتهم، والأكثر من ذلك إحترام الفرد لنفسه  ولكن فوق كل ذلك هناك قانون وهناك من يراقب تطبيق هذا القانون وأيضًا من يعمل على القصاص بحزم من المتعدى على هذا القانون، كانت أحاديثنا كلها تدور حول ما ينقصنا، ويزيدهم!! 
وللحديث بقية !!

[email protected]   Hammad