ما هي تماثيل عين غزال التي يحتفل بها جوجل وقام بتغيير شعاره ويكيبيديا ؟
بعد تصدرها الترند.. ما هي تماثيل عين غزال التي يحتفل بها جوجل وقام بتغيير شعاره للاحتفال بها ويكيبيديا ؟
تُعد تماثيل عين غزال الجصية من بين أقدم التماثيل التي صُنعت على يد الإنسان والتي تم اكتشافها حتى الآن. يعود تاريخ هذه التماثيل إلى العصر الحجري الحديث، تحديدًا إلى ما يقرب من 8000 عام قبل الميلاد. وبالتالي، تحمل هذه التماثيل أهمية تاريخية كبيرة، إذ تُعتبر دليلًا على استيطان الإنسان لهذه المنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ.
تعتبر هذه التماثيل مكملة للتاريخ القديم وتعكس تطور الحضارة البشرية على مر العصور. يرون الكثيرون فيها بداية لنهضة الفن التشكيلي، حيث استند الفنانون إلى خيالهم ورؤيتهم الجمالية والروحية للعالم المحيط بهم لإنشاء هذه الأعمال الفنية الرائعة.
أهمية تاريخية خاصة
تمثل اكتشاف التماثيل في موقع عين غزال حدثًا ذو أهمية كبيرة في عالم علم الآثار، حيث تتسم هذه التماثيل بأهمية فريدة بفضل الأفكار والمضامين التي تحملها والصفات الشكلية البارزة التي تمتاز بها. ولكن من المؤسف أنه تعرضت هذه التماثيل للتلف جراء الاهتزازات والأوزان الثقيلة أثناء عملية شق الطرق في المنطقة.
بعد الكشف محتوى هذه الكتل الجبسية، تبين أنها تحتوي على مجموعة متنوعة من التماثيل البشرية، سواء كانت كاملة أو نصفية. وقد تضررت هذه التماثيل بشكل كبير نتيجة تحطم الفراغ الداخلي الناتج عن المواد العضوية النباتية التي كانت تشكل الهيكل الداخلي للتماثيل. ونتيجة للضغط الذي تعرضت له أثناء وجودها تحت الأرض، امتلأت التماثيل بالطين الذي يحتوي على نسب عالية من الجبس.
وتمتاز التماثيل بشكل خاص بشبكات التصدع الناعمة التي ظهرت على سطحها نتيجة تأثيرات الضغط والتحولات الجيولوجية. وتشكل هذه التمثال تجربة فريدة للعلماء لفهم التأثيرات التي يمكن أن تحدثها القوى الطبيعية على الأعمال الفنية القديمة.
من المهم أيضًا أن نلاحظ وجود أقنعة جصية تمثل وجوهًا بشرية في الموقع، ورغم أن وظيفتها لم تُحدد بشكل نهائي، إلا أنها قد تكون تمثل وجوه أشخاص متوفين أو ترمز إلى عقائد دينية ومعتقدات في تلك الفترة. هذه الاكتشافات تسلط الضوء على الحضارة والتاريخ القديم للمنطقة وتثري فهمنا لأساليب الحياة والفنون والعقائد في تلك الفترة البعيدة.
تم ترميم تماثيل عين غزال بعناية في بريطانيا وعُرضت جميعًا في المتحف الوطني بجبل القلعة لمدة ثلاثة عقود. وتم نقل جزء من هذه التماثيل إلى متحف الأردن بمنطقة رأس العين، حيث تم عرضها في قاعة خاصة تم تجهيزها وفقًا لأحدث المقاييس العالمية للحفاظ على الآثار والمحافظة عليها دون تعرضها للتلف أو التآكل.
يُخصص المتحف قاعاتٍ خاصة لعرض الآثار التي تتطلب عنايةً استثنائية، بما في ذلك كتل تماثيل البحر الميت. وبفضل الاتفاقيات الثنائية بين دائرة الآثار الأردنية ومتحف اللوفر، يُعرض الآن تمثالان من هذه المجموعة الرائعة في المتحف.
إلهام فني
تأثر العديد من الفنانين والنحاتين الأردنيين بتماثيل عين غزال في أعمالهم الفنية، ومن بين هؤلاء الفنانين البارزين الذين انعكست تلك التأثيرات في أعمالهم، الفنان رفيق اللحام. ويشير الفنان والنحات حازم الزعبي، الذي قام بإنتاج العديد من المنحوتات المستوحاة من تماثيل عين غزال، إلى أهمية تلك التماثيل بوصفها ذات أهمية تاريخية كبيرة. إنها تعكس نمط حياة المجتمع والحضارة في المنطقة على مدى آلاف السنين، وتثبت أنها تزيد عن مجرد عبادة للآلهة.
ويؤكد الزعبي أن تماثيل عين غزال توثق لبدايات استقرار الإنسان وتطور فهمه وابتكاره للفن والتجسيد. تجلب هذه التماثيل تجربة ثنائية الذكر والأنثى، مما يعكس تطور الفكر البشري وإدراكه لأهمية هذه العلاقة في الحياة البشرية كمصدر للخصوبة والإلهام.
تعتبر تماثيل عين غزال من الاكتشافات الأثرية الفريدة التي أضافت قيمة كبيرة لتراث الأردن القديم. وقد ناشد الباحثون والمختصون بضرورة الحفاظ على هذه التماثيل وإجراء عمليات صيانة لها. ومن المثير للدهشة أنه حتى الآن، لا يزال هناك جزء من هذه التماثيل قد يكون موجودًا في لندن. وهذا يشكل استدعاءً لإعادة هذه التماثيل إلى أرض الوطن بعد ترميمها بشكل علمي.
عين غزال هي موقع أثري مهم يقع في الأردن الشرقي، وهو مكتشف لعصور ما قبل الفخارية والتي شهدت تحولًا كبيرًا في حياة البشر. حيث تمثل هذه الفترة الانتقال من نمط حياة الصيد والتجميع إلى نمط حياة زراعي واستيطاني في قرى ثابتة.
تاريخ موقع عين غزال يمتد إلى نحو عشرة آلاف عام، وقد تم اكتشاف هذا الموقع في منطقة شمال شرق عمان أثناء بناء الطريق العام بين الزرقاء وعمان في السبعينات. وتمتاز هذه المنطقة بأنها نقطة تقاء بين السكان الجبليين والبادية في الأردن، مما أدى إلى تفاعل وتواصل بين هاتين الثقافتين عبر العصور.
من المهم جدًا الحفاظ على هذا التراث الثقافي القديم والاعتناء به لضمان أن تظل تلك التماثيل والموقع الأثري هامين للأجيال القادمة ولتوثيق التاريخ والحضارة القديمة في منطقة الشرق الأدنى.
اكتشف موقع عين غزال عام 1974 من قبل عمال البناء الذين كانوا يعملون على بناء طريق سريع يربط عمان بمدينة الزرقاء كان الموقع مأهولًا بالبشر من 7250-5000 قبل الميلاد، وامتدت المستوطنة في أوجها وخلال النصف الأول من الألفية السابعة قبل الميلاد على مساحة 10-15 هكتارًا (25-37 فدانًا) وكان يسكنها حوالي 3000 شخص.
عثر على إجمالي 15 تمثالًا و15 تمثالًا نصفيًا في مخبأين بفارق زمني يقارب 200 عام بينهما. ولأن هذه التماثيل وضعت بعناية في حفر محفورة في أرضيات المنازل المهجورة، فقد تم الحفاظ عليها جيدًا بشكل ملحوظ.