مخاوف من الانهيار.. كل ما تريد معرفته عن سد الموصل العراقي

تقارير وحوارات

سد الموصل
سد الموصل

 

بعد انهيار سدود درنة الليبية نتيجة إعصار دانيال، بدأت محركات البحث تزيد من قبل المواطنين من أجل معرفة أكثر عن أبرز السدود الموجودة في المنطقة العربية.
ونتيجة ذلك تصدر سد الموصل العراقي محركات البحث عبر مواقع التواصل الاجتماعي تخوفا من انهيار هذا السد، وذلك بعدما نشرت شبكة "ناشيونال جيوغرافيك" الأميركية تقريرا عن سد الموصل يدعي فيها انهيار السد.

 


سد الموصل

 


سد الموصل أو ما يعرف سابقا سد صدام، هو سد يبعد نحو 50 كم شمال مدينة الموصل في محافظة نينوى شمال العراق على مجرى نهر دجلة. افتتح عام 1986، يبلغ طوله 3.2 كيلومترا وارتفاعه 131 مترا، يعتبر السد أكبر سد في العراق ورابع أكبر سد في الشرق الأوسط يقع السد بالقرب من أسكي موصل، يعمل السد على توليد الطاقة الكهرومائية وتوفير المياه للري في اتجاه مجرى النهر.

يحتفظ الهيكل بنحو 11.1 كيلومتر مكعب (2.7 ميل مكعب) من المياه ويوفر الكهرباء لـ 1.7 مليون من سكان الموصل. تحتوي محطة توليد الكهرباء الرئيسية في السد التي تبلغ قدرتها 750 ميغاواط (1،010،000 حصان)، على أربعة مولدات عنفة فرنسيس.

تاريخ بناء السد


بدأ التخطيط لسد الموصل في الخمسينيات من قبل شركة السير الكسندر جيب وشركاه البريطانية، وحددت الموقع عام 1953.
وفي عام 1956 تعاقد مجلس التنمية العراقي مع شركة كوجيان الأمريكية لإجراء دراسات حول موقع السد، وقد اكتملت الدراسات في العام التالي عندما طلب العراق من شركة هارزا إجراء تحقيق مماثل الذي أوصى بموقع مختلف للسد في عام 1960، استنادا إلى ظاهرة كارست الجيولوجية.

وفي عام 1962 سعى العراق إلى الحصول على رأي ثالث من شركة سوفيتية أوصى موقع مختلف، وشركة رابعة اسمها فلندا فيرم انتهت من الدراسة في عام 1965، وشركة خامسة جيوتلنكا اليوغوسلافية انتهت دراستها عام 1972.

وبناءً على دراسات الشركات الخمسة التي اوصت بمواقع مختلفة، تعاقد العراق مع شركة فرنسية لإجراء دراسات جيولوجية متعمقة حدثت بين عامي 1974 و1978.

وفي عام 1978 أصبحت شركة كونسورتيوم الاستشاريين السويسرية المستشارين الرسميين لبناء السد.

تم بناء السد في الثمانينيات على أساس كارست، وقد أدت المخاوف التي تضمنت عدم استقرار السد إلى إصلاح وإعادة تأهيل كبير للسد منذ غزو العراق عام 2003.


في عام 2010، بعد الجفاف الهائل الذي حصل، تم اكتشاف أنقاض قصر قديم في الخزان.

ويُعتقد أن القصر الذي يبلغ عمره نحو 3400 عام، ينتمي إلى مملكة الميتاني، تم التنقيب الأول للقصر في عام 2019 من قبل فريق كردي ألماني.

تشمل الأنقاض التي وجدوها شرفة من الطوب الطيني، وجدران بارتفاع مترين، ولوحات جدارية، وعشرة ألواح طينية مغطاة بالكتابة المسمارية.


خطر انهيار السد

 


تبين فيما بعد أن السد بني على تربة ذات طبيعة غير قادرة على التحمل لذا توجب حقن خرسانات السد بشكل دوري لضمان عدم انهياره وقد بدأت هذه العملية في منتصف الثمانينات.

بعد حرب العراق 2003 تبيُن أن السد مهدد بالانهيار بسبب عدم تدعيم خرساناته وفي حال انهياره فإنه سيؤدي إلى فيضان بارتفاع 100 متر وغمر مدينة الموصل ومدن وادي دجلة وقتل ما يقرب من عشرة ملايين نسمة من سكان مدينة الموصل ومدن وادي دجلة، إضافة إلى تدمير القرى المجاورة لمجرى النهر خصوصًا في حال عدم متابعة مشكلة الخرسانات والتربة الضعيفة.

اقترح لتفادي انهيار السد عدة حلول مثل قطع المياه من الجانب التركي وثم تغيير مجرى نهر دجلة بحفر قناة إلى صحراء تلعفر بخط مستقيم من ناحية وانة تؤدي إلى وديان صحراوية لتفريغ مياه بحيرة السد في الصحراء ثم هدم السد بعد ذلك.

وضع سد الموصل مستقر ومطمئن

 

أعلنت وزارة الموارد المائية العراقية، الأحد الماضي، أن وضع سد الموصل مستقر ومطمئن، ولا صحة للمخاوف من احتمال انهياره.

وأكدت الوزارة "وجود فراغات خزنية كبيرة تتيح مواجهة أي احتمال لسقوط كميات كبيرة من الأمطار، وخرنها بشكل آمن".