في اليوم العالمي للسلام.. "أركو" تدعو لحوار يطرح آثار النزاعات والصراعات
"العمل من أجل السلام طموحنا لتحقيق الأهداف العالمية" تحت هذا العنوان تشارك المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر "آركو" دول العالم للاحتفال باليوم العالمي للسلام الموافق21 سبتمبر، لنشر الوعي بأهمية المسؤولية الفردية والجماعية في نشر ثقافة السلام، والتأكيد على أنه لا سبيل إلى تحقيق التنمية المستدامة دون سلام.
وأكد الدكتور صالح بن حمد التويجري أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر (آركو)، أهمية السلام كركيزة أساسية للتنمية التي لا تزدهر في ظل أوضاع مضطربة.
موضحًا "أن السلام هو الهدف الأسمى الذي يسعى الإنسان إلى تحقيقه منذ بداية خلقه، لذا كان من الطبيعي أن تهتم المنظمات والهيئات المعنية بمضاعفة الجهود لتكريسه لتوفير الأرضية المناسبة لانفتاح كافة الشعوب على بعضها البعض في أجواء يسودها التعايش السلمي والوئام"، مشددًا على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات بالحوار الواعي واحترام الطرف الآخر.
مشيرًا إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للسلام يأتي في الوقت المناسب لبث روح الأمل بصناعته واقراراه وحفظه واستمرار بناءه لتخفيف التداعيات الإنسانية ولتنعم شعوب العالم أجمع بمستقبل مشرق يتحقّق بوضع حد للنزاعات والصراعات المسلحة.
مضيفا، لقد حان الوقت لوقف كافة أشكال الصراعات المسلحة وما ينتج عنها من أزمات لجوء ونزوح، نتطلع إلى أن تضع الصراعات أوزارها، وتكون الدبلوماسية الإنسانية هي النهج السائد للتعامل فيما بين الأطراف المتنازعة، من أجل تحقيق الاستقرار وعودة اللاجئين إلى بلدانهم، ونحتاج لوضع رؤية استشرافية مشتركة لدفع السلام قُدمًا إلى الأمام، وتعزيز الاستجابة لنداء الضمير العالمي بإرساء سلام عادل لاستتباب الأمن والاستقرار في ربوع العالم ولتنعم شعوب الأرض قاطبة بالخير والنماء، ما يتطلب نشر قيم التعايش السلمي والتسامح وتقبل الآخر دون تمييز عرقي أو ديني أو لغوي وثقافي بين الأمم والشعوب.
وبيّن د. التويجري، أن الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر تشجع على انتهاج الدبلوماسية الإنسانية لمنع وقوع النزاعات المسلحة من خلال عدة نقاط منها الإنذار بحدث أو أزمة وشيكة أو محتملة الحدوث، التأهب للعمل واجراء التدريبات، نشر القانون الدولي الإنساني والدعوة إلى تطبيقه والحيلولة دون انتهاكه، تقليل مخاطر النزاعات، تعزيز رؤية عالمية للحماية، وتفعيل جميع الأعمال المعزّزة لأمن المجتمعات وحمايتها من مخاطر وتداعيات العنف المسلح.
وأستطرد قائلًا: لن يتحقّق السلام ويُبنى إلا في ظل وجود حوار حقيقي يطرح التداعيات والآثار الخطيرة الناتجة من النزاعات والصراعات، والتذكير دائمًا بالمعاناة الإنسانية لضحاياها، واتباع رؤية شاملة لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاعات وتعزيز الالتزام بحماية حقوق الآمنين وفق القانون الدولي الإنساني، ودعم جهود تحقيق التنمية المستدامة لأهميتها في إرساء ثقافة السلام.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اتخذت في عام 2001 قرارًا بتخصيص يوم 21 سبتمبر من كل عام يومًا سنويًا عالميًا من أجل دعم السلام ووقف العنف؛ فيما اعتمدت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة قرار التنمية المستدامة عام 2015م لتعزيز جهود اتخاذ خطوات ملموسة لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية لجميع الشعوب، حيث أنه دون تنمية مستدامة لن يتم تحقيق سلام عالمي.