صراع التختة الأولى.. خبراء يكشفون نصائح لمواجهة مهازل أول يوم دراسة

تقارير وحوارات

صراع التختة الأولى
صراع التختة الأولى

مع انتهاء طابور الصباح في أول أيام الدراسة، تنطلق معركة "حجز التختة الأولى" التي تعتبر مش مكرر في كل عام دراسي أبطاله الطلاب بمشاركة أولياء الأمور الذين يتسلقون الجدران من أجل الصعود للفصول وتحقيق هذا الهدف.

 

معركة حجز التختة الأولى.. هل تتكرر في العام الدراسي الجديد؟

وخلال الأعوام الماضية، انتشرت مشاهد لمهازل داخل المدارس المصرية في ظل رغبة أولياء الأمور والطلاب في سرعة حجز المقاعد الأولى داخل الفصول في أغلب المحافظات، حيث أن تلك الظاهرة لا تقتصر على محافظة بعينها، ومن المتوقع أن تتكرر تلك المشاهد في العام الدراسي الجديد 2023- 2024.

وتصل مشاهد معركة حجز التختة الأولى  إلى حالات وفاة وإصابات بين الطلاب، فعلى سبيل المثال في أكتوبر 2021 توفي طالب بمدرسة زراعة ميت علوان بمحافظة كفر الشيخ؛ بعد تعدي 3 من زملائه عليه؛ لمنعه من الجلوس في المقعد الأول بالفصل.

ولتجنب تلك الأزمات، أصدر الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني قرارا بتخصيص أول يوم دراسة في العام الدراسي الجديد 2023- 2024 لتلاميذ الصفوف الأولى (الابتدائي، والإعدادي، والثانوي)، للتعرف على أماكنهم في الفصول والتوزيع وغيره.

وشدد الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، على أن يستكمل حضور باقي طلاب المدرسة في اليوم الثاني، مؤكدًا أن أمن وأمان الطالب أولوية والدولة المصرية مهتمة بأبنائها وبتطوير العملية التعليمية.

 

خبير تربوي: 5 أسباب وراء صراع حجز التختة الأولى.. وهكذا يمكن مواجهة الأزمة

وحول هذا الأمر، أكد الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي وأستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، أنه من العادات السيئة حالة تصارع الطلاب وأولياء أمورهم على الجلوس في "التختة الأولى"، مما يسبب في بعض الأحيان في إصابة العديد من الأطفال، وقد ينتج عن تلك الاصابات تكوين صورة سلبية من الطالب تجاه الدراسة، متوقعًا أن تستمر تلك الظاهرة في العام الدراسي الجديد خاصة وأن الأسباب الحقيقة لها لم يتم حلها حتى الآن.
 

وأضاف أن ظاهرة الصراع على التختة الأولى ترجع إلى العديد من الأسباب منها التصميم الخاطئ للفصول المدرسية في مصر بوجود المقاعد خلف بعضها، فيجب أن يكون وضع المقاعد على هيئة دائرة ليرى جميع الطلاب من زاوية واحدة بنفس درجة الوضوح، وثاني الأسباب المعتقدات الخاطئة لدى أولياء الأمور بأن من يجلس في المقدمة هو من يفهم أما من يجلس في الخلف لا يفهم، وثالث الأسباب هي الكثافة الكبيرة التي تعاني منها الفصول المدرسية والتي تجعل الطلاب غير قادرين على رؤية السبورة بشكل واضح، ورابع الأسباب هي طريقة ترتيب جلوس الأطفال في الفصل فبعض الأحيان يجلس الطفل الأطول في المقدمة وهو ما يحجب الرؤية عن الأقصر، وأخيرًا أسلوب المعلم الخاطئ في التعليم بالوقوف في مكان واحد في الفصل جون المرور على جميع الطلاب خلال الشرح.


وبالانتقال إلى حلول أزمة الصراع على التختة الأولى، أشار إلى أن أول الحلول هو عدم السماح بأي حال من الأحوال بدخول أولياء الأمور إلى المدارس في أول أيام الدراسة فهناك بعض أولياء الأمور يتسلقوا للصعود إلى الفصول وحجز التختة الأولى، ترتيب الأطفال في طابور الصباح من الأقصر طولا إلى الأطول بحيث يصعدوا إلى الفصول ويجلسون بنفس الترتيب بإشراف من قبل المعلمين، أو يمكن ترتيب الطلاب على حسب القدرة على الإبصار فأصحاب القدرة الأقل يكونوا في المقدمة، فتمنح المقاعد الأولى في الفصول للأطفال الأقصر طولًا وكذلك الأضعف في النظر.


واستطرد الخبير التربوي وأستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس: "يجب أن تتواصل الإدارة المدرسية مع الطلاب وأولياء الأمور لإبلاغهم بهذه التعليمات وهذا النظام قبل تطبيقه في أول أيام الدراسة".

 

أستاذ علم نفس تربوي: التختة الأولى لأصحاب مشاكل السمع أو البصر

ومن ناحيته، قال الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، إن توزيع الطلاب داخل الفصول يجب أن يخضع لمعايير تربوية وتكون من اختصاصات المدرسة ويجب أن يدرك أولياء الأمور هذا الأمر.
 

وأضاف أستاذ علم النفس التربوي، في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن على إدارة المدرسة أن تجعل الطلاب الذين يعانون من مشاكل في السمع أو البصر في الصفوف الأولى لكي يستطيعوا أن يستمعوا لشرح المعلم ويحصلون على نفس الفرص المقدمة لزملائهم من الأصحاء وضمان وصول الشرح للجميع بنفس المستوى وكذلك التلاميذ ضعيفي الإنتباه أو الذين يعانون من مشاكل تعليمية وعليه فإن الصفوف الأولى يجب أن تكون مخصصة أصلا للضعاف أو من لديهم مشكلات من الطلاب وليس للمتفوقين كما هو الحال حاليا، فالفصل مكان للتعلم وليس مكانا للقيادة بحيث يتصدر المتفوقون صفوف الفصل.


واستطرد: "على المدرسة أن تحسم هذا الأمر وتقوم بدورها التربوي في توزيع التلاميذ داخل الفصول وفقا للمعايير التربوية، ثم أن المعلم عليه أن يتيح الفرصة لجميع التلاميذ داخل الفصل للمشاركة وأن يعمل على أن يتفاعل مع شرحه جميع التلاميذ ويتساوى في ذلك من يجلس في مقدمة الفصل مع من يجلس في نهاية الفصل وعليه أن يكون دائم الحركة داخل الفصل ليكون بين التلاميذ في الصفوف الأخيرة يتفاعل معهم ويشركهم في المناقشات والأنشطة ثم يعود لمقدمة الفصل وهكذا هذا إذا لم يكن في الإمكان توزيع مقاعد الفصل على شكل دائرة غير مكتملة حيث إن تنظيم المقاعد بهذا الشكل يجعل جميع الطلاب في الصف الأول".

 

ويبدأ العام الدراسي الجديد 2023 - 2024 نهاية سبتمبر الجاري، حسب الخريطة الزمنية المعلنة من قبل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، فيبدأ الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي الجديد يوم 30 سبتمبر 2023 ويستمر حتى الخميس 25 يناير 2024، ويبدأ الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 2023 -2024  يوم السبت 10 فبراير 2024 ويستمر حتى الخميس 6 يونيو 2024.