إنزال مظلي للقوات الخاصة بلواء طارق بن زياد التابعة للجيش الليبي بالقرب من جبال كلنجا
أطلقت القيادة العامة للجيش الليبي عملية عسكرية لإرساء الأمن والاستقرار في المناطق المحاذية للحدود الجنوبية وواصلت الوحدات العسكرية التابعة للجيش الوطني الليبي أسبوعها الثاني على التوالي العملية العسكرية ضد المرتزقة والعناصر الخارجة عن القانون في مدن الجنوب الليبي.
ونفذت الوحدات العسكرية الليبية عملية إنزال ومظلات للقوات الخاصة بلواء طارق بن زياد التابعة للجيش الوطني، وذلك بالقرب من جبال كلنجا القريبة من الحدود التشادية بعد استهداف سلاح الجو تجمعات للمعارضة التشادية.
وفي أغسطس الماضي، توغل متمردون تشاديون قادمون من الأراضي الليبية في تشاد، وهاجموا مركزا صغيرا لخبراء إزالة الألغام، وفق إعلان السلطات هناك، دارت مواجهات انتهت بسيطرة الجيش التشادي على معدات حربية للمهاجمين.
ويسعى الجيش الليبي إلى ضبط الحدود بالتعاون مع نظيره التشادي، والتصدي لأنشطة المعارضة التشادية التي تتخذ من الجنوب الليبي قاعدة لتنفيذ هجماتها استغلالا للفوضى التي تعيشها ليبيا، ومنها حركة "فاكت" التي أعلنت مؤخرا عودتها للعمل العسكري ضد تشاد.
العملية يشارك فيها نخبة من القوات المسلحة الليبية، برا وجوا، سببها التوترات السياسية والأمنية التي تمر بها دول جنوب الصحراء، ما أدى إلى ضعف سيطرة هذه الدول على حدودها البرية مما ساعد في تحرك خلايا الجماعات الإرهابية والإجرامية بشكل واضح.
العملية العسكرية أيضا تهدف إلى تطهير الجنوب الليبي، وسيطرة الدولة على كامل إقليمها الجغرافي وإنفاذ القانون فيما تولى قائد غرفة عمليات القوات البرية بالجيش الليبي العميد صدام خليفة، رفقة قائد قوة عمليات الجنوب اللواء المبروك سحبان، سير العملية العسكرية في جنوب ليبيا وصولا إلى الحدود مع تشاد، وذلك في إطار رغبة الجيش الليبي في تطهير المنطقة من العصابات المسلحة وضبط الأمن وتأمين الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية.
وقامت عناصر القوات المسلحة بتنفيذ عملية إخلاء وتطهير لأكثر من 2000 وحدة سكنية في منطقة أم الأرانب جنوب البلاد، بعد تواجد عدد كبير من المعارضة التشادية وعائلاتهم في المنطقة ما يستلزم تدخل الجيش الليبي لتوفير التأمين اللازم للشركات العاملة في تطوير الوحدات السكنية في العمارات الصينية بمنطقة أم الأرانب.
ووصلت التعزيزات العسكرية منذ أيام إلى الحدود الجنوبية وتحديدا مع تشاد استعدادا لتنفيذ مهمات موسعة تباعا لتطهير المنطقة من العصابات المسلحة، ولضبط الأمن وتأمين الحدود ومكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
وكان رئيس المجلس العسكري الانتقالي في تشاد، محمد إدريس ديبي، قد ذهب إلى شمال البلاد، قرب الحدود مع ليبيا، هذا الأسبوع لمتابعة جهود الجيش التشادي في تتبع ومطاردة الجماعات المتمردة والإرهابية، بما فيها التي تتخذ من ليبيا معاقل لها.
وكان أعضاء مجلس الأمن الدولي قد أعلن خلال الأيام الماضية ضرورة التزام كافة الأطراف الليبية باتفاق وقف إطلاق النار وتسريع التنفيذ الكامل لأحكامه، وحث المجلس في بيان على احترام ودعم التنفيذ الكامل للاتفاق، بما في ذلك من خلال انسحاب جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا دون مزيد التأخير، وشددوا على ضرورة إنشاء هيكل أمني جامع وموحد وخاضع للمساءلة بقيادة مدنية.
وحذر البيان الأفراد أو الكيانات الذين يهددون السلام والاستقرار أو الأمن في ليبيا، أو يعيقون أو يقوضون استكمال عملية الانتقال السياسي بنجاح، بما في ذلك عن طريق عرقلة الانتخابات أو تقويضها، قد يتم إدراجهم على قوائم عقوبات مجلس الأمن، مختتمين بيانهم بتأكيد التزامهم بسيادة ليبيا واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية.