على هامش زلزال المغرب.. هل تنجح مراكش لعودة العلاقات مع الجزائر؟
لم تكن العلاقة بين الجزائر والمغرب وليدة اللحظة عابرة على هامش الزلزال، في المقابل، فإن واقعية العلاقة بين البلدين تتطلب تجاوز الجمود الحاصل بينهما، خاصة في ظل تصاعد وتيرة الأوضاع في القارة الأفريقية، فهل تجنح المغرب على أنقاض الزالزل إلى عودة العلاقات المغربية الجزائرية.
زلزال المغرب
وفي سياق متصل، أصبح يوم الجمعة الذي وقع فيه الزلزال الأليم في المغرب ذكرى عالقة في ذاكرة الشعب المغربي، لا سيما بعدما شيع عدد كبير من الضحايا نتيجة الزلازل التي ضربت البلاد، حيث أعلن العالم تضامنه مع المغرب وعرض المساعدة من أجل البحث عن العالقين تحت الأنقاض.
وبالرغم من فداحة الأوضاع بشكل عام إلا أنها لا تخلوا من بصيص أمل أصبح يعرف في عرف العلاقات الدولية دبلوماسية الكوارث، وتحديدا قبل سبعة أشهر ضرب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا ونتج عنه عدد كبير من الضحايا، وبالرغم من قسوة المشهد إلا أنها كانت فرصة للكشف أهمية الدبلوماسية الإنسانية في خدمة الشعوب وفتح آفاق التعاون بين الدول وتجاوز خلافتها السياسية، ولا سيما وقت الكوارث والزلازل.
وبفضل هذه الكارثة لم يمنع الخلاف السياسي الحاصل بين المغرب والجزائر إلى إذابة الجليد بينهما، عقب وقوع الكارثة، وأعلنت الجزائر رسميًا تضامنها مع الشعب المغربي، وأعربت عن رغبتها في تقديم المساعدات وكل الإمكانات المادية والبشرية في حال طلب المعرب لك.
مساعدات جزائرية
ولم يقف الموقف الجزائري عند هذا الحد، بل جهزت الجزائر مخطط طارئ لمساعدة المغرب في مواجهة توابع الزلزال، وأعدت فريق إنقاذ من الحماية المدنية الجزائريو قوامه 80 عنصرا متخصص في البحث تحت الأنقاض، معلنه أنها في انتظار إشارة المغرب للتحرك.
وخطوة الجزائر صوب المغرب عقب الزلزال لم يكن مجرد تحريك المياة الراكدة، بل سيبنى عليه لاحقًا كل الأمور، والناظر إلى مواقع التواصل الاجتماعي يتفاءل بحجم التعاطف وحملة التضامن الشعبي الذي أبداه الشعب الجزائري تجاه أشقائه في المغرب، وكانت لافتة مشاركة نجوم المنتخب الوطني الجزائري الذين نشر جلهم عبر صفحاتهم رسائل التعزية والمواساة للشعب المغربي.
وتحت شعار " إغاثة أهلنا في المغرب" أطلقت جمعيات الجزائريو لجمع التبرعات لفائدة ضحايا الزلزال الذي ضرب المغرب، ولم تقتصر روح التضامن أو ما يُعرف بدبلوماسية الكوارث بين الشقيقتين المغرب والجزائر على كارثة الزلزال؛ في 25 تموز/ يوليو الماضي، قدمت الحكومة المغربية تعازيها للجزائر في وفيات حرائق الغابات، وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية المغربية إن المملكة المغربية تتابع ببالغ الأسى والأسف حرائق الغابات التي اندلعت في عدد من المناطق بالجمهورية الجزائرية.
هل تعود العلاقات بين المغرب والجزائر؟
وفي وقت سابق، أعرب رئيس المغرب محمد السادس، عن أمله في عودة العلاقات بين المغرب والجزائر،. وفتح الحدود بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأوضح في خطابه المُتلفز أن المغرب لن يكون أبدًا مصدرًا لأي شر أو سوء للجزائر"، وبيّن أن بلاده تولي أهمية بالغة "لروابط المحبة والصداقة والتبادل والتواصل بين الشعبين المغربي والجزائري.
وفي حقيقة الأمر أن ما يربط العلاقات العربية البينية وعلاقة الجزائر والمغرب على وجه الخصوص يجد هذه الدول سياسيًا وشعبيًا واقتصاديًا أكثر وأكبر مما يفرقها، ويجد أنّ كل محددات التوتر والقطيعة مرتبطة بمتغيرات خارجية في المركز، منها كيان الاحتلال، فهل يعقل أن تصبح العلاقات العربية رهينة لهذا المتغير الذي لا يُخفي استهدافه للوحدة العربية.