تزامنا مع الاحتفال به.. اعرف أصل وتاريخ عيد النيروز
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد النيروز، يوم الثلاثاء الموافق 12 سبتمبر، مع الاستمرار في الاحتفال بعيد الصليب.
وعيد النيروز هو أيضا عيد رأس السنة القبطية أي أننا نودع عام 1739 ونستقبل عام 1740 وفقا للتقويم القبطي، وهو امتداد للتقويم المصري القديم، الذي يعد من بين الأقدم في تاريخ البشرية.
الأصل التاريخي لعيد النيروز
قال القس موسى موسى، كاهن كنيسة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل بالظاهر، في تصريحات خاصة لـ "الفجر" إن الاحتفال بعيد النيروز ليس احتفالًا حديثًا، بل هو عيد ومناسبة مصرية ممتدة في القدم تعود إلى الآلاف من السنين. وأشار إلى أن أول من احتفل بهذا العيد هو العالم المصري القديم توت، الذي قسم السنة إلى 12 شهرًا وجعل بداية أيام فيضان النيل هي أول أيام السنة. ومنذ ذلك الحين، دعوا الشهر الأول باسمه (أي شهر توت). وكان المصريون عبر التاريخ يقيمون الاحتفالات والمهرجانات العظيمة احتفالًا بهذه المناسبة.
وتابع قائلًا، إن النيروز أو عيد رأس السنة المصرية هو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة. وجاءت كلمة نيروز من الكلمة القبطية (ني – يارؤو) وتعني "الأنهار"، وذلك لأن ذلك الوقت من العام هو موعد اكتمال موسم فيضان النيل الذي يعد سببًا للحياة في مصر. وعندما دخل اليونانيون مصر، أضافوا حرف السي للأعراب كعادتهم، فأصبحت كلمة نيروز. ولأرتباط النيروز بالنيل، قاموا باستبدال الراء بالأم، فأصبحت "نيلوس" ومنها اشتقت كلمة النيل. أما بالنسبة للنيروز الفارسي، فتعني "اليوم الجديد" (ني = جديد، روز = يوم)، وهو عيد الربيع عند الفرس.
وأكمل قائلًا، أما توت فهو أول شهور السنة القبطية ومشتق من إله تحوت، إله المعرفة. وهو حكيم مصري عاش في أيام الفرعون مينا الأول، وهو مخترع الكتابة ومقسم الزمن. وقد اختار بداية السنة المصرية مع موسم الفيضان. الأقباط حافظوا على مواقيت وشهور سنواتهم التي يعتمد عليها الفلاح في الزراعة. ومع عصر دقلديانوس، واحدة من أعظم عصور الاضطهادات التي اضطهد فيها المسيحيون وقتل منهم الآلاف، أرتبط النيروز بعيد الشهداء. حيث كان المسيحيونيخرجون في هذا التوقيت إلى الأماكن التي دُفِنوا فيها أجساد الشهداء ليذكروهم. لقد حارب شهداؤنا الظلم وضحوا بأنفسهم من أجل من أحبهم وللحفاظ على الإيمان.