تطورات الحالة الصحية لأسقف حلوان بعد قرار إلغاء التوكيلات والتفويضات
تعرض الأنبا بيسنتي، أسقف حلوان والمعصرة والتبين ومدينة 15 مايو وتوابعها، ورئيس دير القديس العظيم الأنبا برسوم العريان للمكرسات القبطيات الأرثوذكس منذ أيام لوعكة صحية شديدة وعلى إثرها تم نقله إلى مستشفى السلام بالمهندسين.
وقال مصدر كنسي مطلع لـ "الفجر"، إن الأنبا بسنتى مر بوعكة صحية يوم الخميس الماضى وتم نقله إلى المستشفى وقام الأطباء بعمل اللازم للسيطرة على الوضع الصحي له وتم نقله إلى غرفة الرعاية المركزية، ويشرف على علاجه الدكتور شارل ودكتور جورج، وطقم كامل من الاطباء والتمريض، وهو الآن فى حالة متدهورة جدا.
وكشف المصدر، تطورات الحالة الصحية لأسقف حلوان، قائلا: "يعاني الأنبا بسنتي من مرض شلل الرعاش "باركنسون" هذا المرض يؤثر على الجسم بالكامل وعلى عضلات والاعصاب، ويصيب حالة من الوهن العام والخرف، وهو وصل لحالة متأخرة جدا من المرض، وقام الاب ابراهيم رشدى ماهن من ايبارشية حلوان، بوضع جدول زيارات لتحديد الكهنة وخدام الكنيسة، ووجود كاهن مرافق كل يوم، وكان يرافقه اول يوم القس اباكير عبد الفادى، وقام بزيارته نيافة الأنبا مرقس أسقف إيبارشية شبرا الخيمة للاطمئنان على صحته، والمهتم بالملف الطبي الخاص له الانبا دانيال اسقف المعادى حيث يقوم بارشال جميع التقارير بحالته لقداسة البابا تواضروس.
وكلف البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة وتوابعها بإدارة شؤون دير الأنبا برسوم ومتابعة جميع الإجراءات الرعوية والمالية والإدارية الخاصة بالدير.
وجاء ذلك القرار نظرًا لما يعانيه الأنبا بيسنتى من مرض وعدم قدرته على إدارة شؤون الدير والإيبارشية وفق بيان الكنيسة."في إطار متابعة قداسة البابا لشئون إيبارشية حلوان والمعصرة ودير الأنبا برسوم العريان وبمناسبة الاحتفالات بعيد القديس الأنبا برسوم العريان يتم تكليف: نيافة الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة وتوابعها بإدارة شئون دير الأنبا برسوم بالمعصرة والتعامل على كافة الإجراءات الرعوية الرعوية والمالية والإدارية وإرسال تقارير دورية لنا".
كما أصدر البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عدة قرارات تتعلق بالإيبارشية، حيث قال البابا في بيانه: «بصفتي بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ورئيس المجلس الملى العام وهيئة أوقاف الأقباط الأرثوذكس، والممثل القانوني لبطريركية الأقباط الأرثوذكس، تقرر الآتي: إلغاء جميع التوكيلات بكافة أنواعها والتفويضات الصادرة من نيافة الأنبا بيسنتي، أسقف حلوان والمعصرة، وبالميلاد فؤاد عوض عريان عوض، في جميع الإجراءات الناقلة للملكية كالتنازل، وإلغاء كافة التوكيلات والتفويضات البنكية الصادرة من الأنبا بيسنتي، أسقف حلوان والمعصرة، الخاصة بحسابات الإيبارشية حلوان- مايو المعصرة- وتوابعها، وكذلك الحسابات الخاصة بـ الأنبا بيسنتي في كافة البنوك المصرية والبيع والهبة وكل التصرفات».
وكان أصدر أيضا قرارا، في شهر ديسمبر من العام الماضي بخصوص تدبير العمل الرعوي إيبارشية حلوان والمعصرة في ظل الظروف الصحية التي يمر بها نيافة الأنبا بيسنتي أسقف الإيبارشية، وجاء في نص القرار البابوي الذي يحمل رقم 2022/7، بخصوص إيبارشية حلوان والمعصرة، نظرًا للظروف الصحية التي يمر بها نيافة الأنبا بيسنتي أسقف ايبارشية حلوان والمعصرة وتوابعها، يوقف مع بداية السنة 2023 أي تعاملات مع نيافته إدارية أو مالية أو رعوية، وتقوم اللجنة المالية بالمشاركة مع الأب الوكيل بتصريف أمور الإيبارشية بالبنود التالية حتى إشعار آخر.
وجاء في بنود القرار البابوي تفعيل لائحة المجمع المقدس وبالأخص تعيين لجان الكنيسة على أن تتم الاستعانة من اللجان القديمة بتعيين استشاري للاستفادة من خبرتهم، وذلك طبقًا لتقرير اللجنة المالية إذا تراءت لها صفة الأمانة والاستخدام الصحيح لأموال الكنيسة.
كما أن جميع الإيرادات تصب داخل خزينة الكنيسة والصرف على أنشطة وأخوة الرب من خلال كشوف معتمدة طبقًا لما اعددته اللجنة المالية للمطرانية من لائحة مالية وطرق الصرف والتوجيه المحاسبي، مع إعداد موقف مالي كل ثلاثة أشهر، على أن يراجع ويعتمد من اللجنة المالية للمطرانية، ويمنع منعًا باتًا على أي كنيسة أو مستشفى تابع للكنيسة طبع أي دفاتر تحصيل إيرادات إلا من خلال المطرانية وبمتابعة اللجنة المالية، وفتح حساب بنكي لكل كنيسة مع عدم الاحتفاظ بمبالغ كبيرة داخل خزينة الكنيسة إلا في حدود المصروفات الأسبوعية ويتم تحديد المبلغ بين لجنة الكنيسة والأب الكاهن المسئول تحت إشراف اللجنة المالية للمطرانية، على أن يتم تعيين أمناء الصناديق للكنائس من المحاسبين أو تعيين مساعد لهم من المحاسبين، وذلك لتوحيد الفكر والعمل المحاسبي للمطرانية وخاصة اللجنة المالية تعمل الآن على إنشاء برنامج محاسبي موحد ولا يستطيع العمل عليه إلا محاسب متخصص، وتعيين لجان خاصة بأخوة الرب تحت إشراف الأب الكاهن المسئول.
ولعل الآن إيبارشية حلوان في موقف لم تمر به ايبارشيات كُثر، أو لم تمر بها ايبارشيات غيرها إن جاز التعبير، فكان المُتبع في الكنيسة هو إعفاء الأسقف أو المطران من التعاملات بشكل ودي دون إصدار قرار رسمي، وذلك مع تكليف أحد بمتابعة هذه الأمور بدلا عنه، وهو ما حدث مع الأنبا دوماديوس مطران الجيزة الراحل الذي كان الأنبا ثيؤدوسيوس يدير الأعمال في شيخوخته، وكذا مع الأنبا أرسانيوس مطران المنيا وأبو قرقاص الراحل الذي كان الأنبا مكاريوس يُدير الأعمال في شيخوخته.
وحتى في أوقات المرض، عينت الكنيسة الأنبا يؤانس ليدير شؤون إيبارشية أسيوط أثناء مرض الأنبا ميخائيل شيخ المطارنة الراحل، وعينت كذلك لجنة ثلاثية تتكون من الانبا يؤانس اسقف اسيوط والانبا بيمن اسقف نقادة وقوص، والأنبا بيجول أسقف دير المحرق، لتدبير شؤون ايبارشية نجع حمادي وقت مرض الانبا كيرلس اسقف الايبارشية الراحل.
إلا أنه وعلى خلاف المتبع لم تعين الكنيسة احدا إلى الان لمتابعة الاعمال، ولمعرفة الامر قال مصدر كنسي من داخل الايبارشية في تصريح خاص إن قبيل بلوغ الأنبا بيسنتي لسن الشيخوخة وقبيل أن تدركه بعض أمراضها عرض قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على نيافة الانبا بيسنتي فكرة تعيين أسقفًا عامًا ويعاونه في تدبير شؤون الإيبارشية التي يتجاوز عدد كنائسها حاليًا الـ25 كنيسة، وهو ما يترتب عليه تلقائيًا أن يُصبح الأنبا بيسنتي مُطرانًا، إلا أن الأخير اعتذر في عذوبة احترامها البابا، حيث علل أسقف الإيبارشية اعتذاره بوجود عدد من الكوادر بين صفوف الكهنة يعتمد عليهم في معاونته، حيث كان متوليا حينها منصب الوكيل القمص الراحل ابرام ميخائيل، ثم تم تعيين القمص ميخائيل جرجس الوكيل الحالي، مع تكليف القمص ابرام قبل رحيل ببعض المهام الخاصة بكهنة الايبارشية، والقمص يوسف عطا الله ببعض الأمور المتعلقة بالماليات.
ووفقا للمصدر لم تتأثر علاقة البابا الأنبا بيسنتي بعد ذلك، فعلى العكس قام البابا تواضروس الثاني بزيارته الشهيرة للايبارشية بعد ذلك وتحديدا في عام 2017، حيث قام بتدشين دير القديس العظيم الانبا برسوم العريان، وتفقد منشآت ومشروعاته.
هل متاح الآن تعيين أسقف جديد لحلوان؟
أوضح المصدر أنه طبقا للقانون الكنسي فإن الأسقف الذي تمت مراسم تجليسه على كرسي ايبارشية ما يعتبر متزوجا منها لا يمكن ان يتم تعيين اسقفا أخرى عليها في حياته، إلا أنه في مثل هذه الظروف يمكن للبابا ان يحضر اسقفا عاما دون ان يتم تجليسه على الايبارشية بحيث يكون معاونا ليس الا في تدبير بعض الأمور التي منعت أمراض الشيخوخة الأنبا بيسنتي عن تدبيرها.
كيف تسير الإيبارشية حاليا؟
أضاف المصدر ان الايبارشية حاليا، لم تختلف كثيرا عن قبل القرار فلا يزال اسم الانبا بيسنتي يردد في القداسات كاسقف الايبارشية، لا سيما في اوشية الاباء حيث تقول الكنيسة اذكر يارب رئيس كهنتنا البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني بابا وبطريرك ورئيس اساقفة المدينة العظمى الاسكندرية وشريكه في الخدمة الرسولية أبينا الأسقف المكرم الأنبا بيسنتي.
كما يتلو الشمامسة في كل كنيسة من كنائس حلوان اسم الأنبا بيسنتي في الألحان الخاصة بـ اسقف الايبارشية مثل لحن الهيتينيات، هذا ويقوم الانبا بيسنتي باتمام طقوس القداسات الالهية بشكل طبيعي جدا.
بينما تقوم حاليا الكنائس من الجهة المالية بالتعامل وفق ما حدده بيان البابا، بينما يقوم بمتابعة الأمور الرعوية وكيل الايبارشية وهو القمص ميخائيل جرجس، والذي يطمئن من خلاله البابا على سير الايبارشية بشكل دوري.
من هو الأنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة؟
ويعد الأنبا بسنتي من مواليد محافظة الجيزة في 8 يونيو 1941، وحصل على بكالوريوس في الزراعة من جامعة القاهرة 1962، ثم حصل على الماجستير في الكيمياء الحيوية 1969 وعمل في المجال البحثي لمدة 8 سنوات.
دخل حياة الرهبنة في عام 25 أغسطس 1971 في دير أبو مقار بوادي النطرون لينتقل بعد 3 أيام ليذهب لدير الأنبا بيشوي، سيم قسًا في 12 نوفمبر 1972، وعُيِّنَ أمينًا لدير الأنبا بيشوي سنة 1973، في نفس العام انتدبه البابا شنودة الثالث للإشراف على كنيسة السيدة العذراء بجاردن سيتي، وعمل مشرفا روحيا على الكلية الإكليريكية في عام 1975.
وفي يوم 12 يوليو 1975 رقي قمصًا بيد البابا شنودة الثالث وذلك في دير البراموس، أرسله البابا شنودة في 1977 للخدمة في الكنائس القبطية في كندا وأمريكا، عينه البابا شنودة سكرتيرًا خاصًا له في عام 1980، وبعدها بستة سنوات رسمه البابا شنودة أسقف عام 1986، ثم بعد ذلك رسمه أسقف على إيبارشية حلوان والمعصرة 1988.