شهادة ثقة.. خبراء يشرحون دلالات مشاركة مصر في قمة العشرين
مكاسب متعددة ودلالات متنوعة تعبر عنها مشاركة مصر في قمة مجموعة العشرين في الهند اليوم السبت والكلمة التي ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال أعمال القمة التي حضرها 30 من قادة وزعماء العالم.
قمة مجموعة العشرين
تحدث الرئيس عن أن تحقيق الأهداف المشتركة، وسط تحديات غير مسبوقة يتطلب منظورًا شاملًا، لصياغة ترتيبات مستقبلية، محورها النظام متعدد الأطراف استنادًا إلى مقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وقواعد القانون الدولي، وتعظيم دور المؤسسات الدولية في الاستجابة الفعّالة للأزمات والتحديات.
وأكد الرئيس أهمية دور مجموعة العشرين، لا سيما على صعيد معالجة اختلالات الهيكل المالي العالمي، وتطوير مؤسسات التمويل الدولية، مع وضع حلول مستدامة للمشاكل الهيكلية التي تواجهها الدول النامية، خاصةً فيما يتعلق بتنامي إشكالية الديون، وتضاؤل جدوى المعونات التنموية، مقابل تعاظم مشروطيات الحصول عليها، واتساع الفجوة التمويلية لتحقيق التنمية المستدامة، والانتقال العادل إلى اقتصاد منخفض الكربون.
وتابع أنه تم وضع أهداف محددة لدعم دولنا، تركز على دفع التكامل الاقتصادي القاري، وتسريع تنفيذ أجندة التنمية الأفريقية، وتفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية، وحشد الموارد للمجالات ذات الأولوية اتصالا بالبنية التحتية والطاقة، والاتصالات، وتأمين الغذاء، وكذلك معالجة أزمة ديون القارة، حيث إن كل ذلك يعزز من قدرات القارة على الإسهام في المنظومة العالمية، سياسيا واقتصاديا، من أجل تحقيق الاستقرار، والقدرة على مواجهة التحديات العالمية. ولا يفوتني في هذا السياق، أن أثمن تعزيز التمثيل الإفريقي بمجموعة العشرين.
وفي ضوء خطورة التحدي الذي يُشكله تغير المناخ، والتوافق العالمي على أهمية التغلب على ذلك التحدي، فلا بد من اضطلاع كل طرف بمسئولياته، وذلك على أساس مبدأي "المسئولية المشتركة ولكن المتباينة"، و"الإنصاف"، وتنفيذ ما تم اعتماده من قرارات، وإلا تبددت الثقة وانهارت منظومة العمل متعدد الأطراف.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، إن مشاركة مصر في قمة مجموعة العشرين مهمة لعدد من الأسباب، حيث أن دعوة مصر لحضور القمة كضيف شرف دلالة واضحة على أهمية دور مصر وصقلها العالمي على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.
وأضاف فهمي، في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن الهند بدعوة مصر ترسي العديد من الدلالات خاصة بعد أيام قليلة من قمة تجمع البريكس في علاقتها المستقبلية مع مصر.
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية أن القضية ليست مكاسب اقتصادية سريعة لكنها أبعد من ذلك فمصر تحجز مكانو متقدمة لها بين قادة العالم وفي ترتيبات وتحالفات دولية متشابكة.
كما اعتبر الدكتور طارق فهمي أن مشاركة مصر تعكس الثقة الكبيرة جدا في اقتصادها في هذا التوقيت على وجه التحديد.
وتحدث الدكتور طارق فهمي عن أن ما يحدث في التكتلات الاقتصادية والسياسية العالمية يشير إلى عالم متعدد الأقطاب وليس وحيد أو ثنائي القطب كما هو الآن وهو ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته بالقمة.
وفي سياق متصل قال أحمد العناني، الباحث في العلاقات الدولية، إن مشاركة مصر في قمة مجموعة العشرين بدعوة من الهند يعكس قوة الدولة المصرية إقليميا ودوليا.
وأضاف العناني، في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن دعوة مصر لحضور القمة تعكس ثقة الدول الكبرى والمؤسسات الاقتصادية العالمية في الاقتصاد المصري.
وتابع أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أيضا بهذه المشاركة يدعم اهتمام مصر بقضايا القارة الإفريقية من خلال تبني هذه القضايا والتحدث نيابة عنها وإيصال صوتها إلى العالم.
وأشار إلى أن هذه المشاركة تعزز من العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف بين مصر ودول قمة مجموعة العشرين على كافة المستويات وخاصة المجالات الاقتصادية.