ابتعاد القمر عن الأرض.. هل يصل طول اليوم إلى 25 ساعة في العالم؟

تقارير وحوارات

هل يزيد طول اليوم
هل يزيد طول اليوم إلى 25 ساعة في العالم؟

انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنباء ومعلومات تتحدث عن أن طول اليوم على الأرض سيكون 25 ساعة بدلا من 24 بسبب ابتعاد القمر تدريجيا عن الأرض.

حالة وحيدة لزيادة عدد ساعات اليوم

قال الدكتور أشرف شاكر، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن ما يثار بشأن زيادة عدد ساعات اليوم إلى 25 ساعة بدلا من 24 ساعة فقط أمر غير صحيح.

وأضاف شاكر، في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن مدة ساعات اليوم ليس له علاقة باقتراب القمر عن الأرض كما يتم تناوله.

وأشار رئيس قسم الفلك بالمعهد إلى أن الحالة الوحيدة التي يمكن فيها أن يزيد عدد ساعات اليوم إلى 25 ساعة هي بطئ حركة الأرض بنسبة معينة.

وتابع الدكتور أشرف شاكر: القمر تابع للأرض وليس العكس وتتأثر حركته بالبعد والقرب كما هو الحال في حركة الأرض حول الشمس، ولم تفقد الأرض سيطرتها على القمر.

أمر وارد بعد 200 مليون سنة

في سياق آخر، علقت الجمعية الفلكية بجدة على ما يثار بشأن هذا الأمر، بأن المعلومات صحيحة حيث يتحرك القمر مبتعدا عن الأرض بمعدل نحو 3.8 سم سنويا وهذا معدل بطيء جدا لكنه يكفي ليكون له تأثير ملحوظ مع مرور الوقت.

وقالت الجمعية، في بيان، إن مع تحرك القمر بعيدا تضعف جاذبيته على الأرض وهذا يؤدي إلى تباطؤ دوران الأرض، ويبلغ طول اليوم الحالي 24 ساعة، لكنه كان يبلغ نحو 16 ساعة عندما كان القمر أقرب بكثير إلى الأرض.

وأضافت أنه إذا استمر القمر في الابتعاد عن الأرض فإن طول اليوم سوف يستمر في الزيادة وتشير التقديرات إلى أن طول اليوم سيكون 25 ساعة في نحو 200 مليون سنة في المستقبل البعيد جدا.

وأكدت أن من المهم معرفة أن هذا مجرد تقدير فالمعدل الذي يتحرك به القمر مبتعدا عن الأرض ليس ثابتا ومن الممكن أن يتغير في المستقبل لذلك من المحتمل ألا يصبح طول اليوم 25 ساعة فعليا.

وأشارت الجمعية الفلكية بجدة إلى بعض التأثيرات الأخرى لابتعاد القمر عن الأرض ومنها أن يصبح المد والجزر أضعف، وضعف المجال المغناطيسي للأرض، وتغير مناخ الأرض.

وأوضحت أن جاذبية القمر تساعد في استقرار دوران الأرض وميلها ومع تحرك القمر بعيدًا ستضعف تأثيرات الاستقرار هذه وهذا يمكن أن يؤدي إلى المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة مثل الأعاصير.

كما تساعد جاذبية القمر على حماية الأرض من الكويكبات والمذنبات ومع تحرك القمر بعيدًا سيضعف هذا التأثير الوقائي أيضًا وهذا يمكن أن يزيد من خطر حدوث اصطدام كبير على الأرض.

واختتمت أنه بشكل عام سيكون لابتعاد القمر عن الأرض تأثيرات مهمة على الكوكب لذلك من المهم الاستمرار في دراسة مدار القمر وتأثيراته على الأرض حتى نتمكن من فهم التغييرات القادمة والاستعداد لها بشكل أفضل.