تفاصيل تطوير المنطقة المحيطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي
ما زالت الدولة المصرية تهتم بكافة جوانبها في جميع المجالات وعلى رأسها السياحة حيث تقدر الحكومة المصرية أهمية المناطق الأثرية الموجودة في القاهرة ومحافظات مصر المختلفة على رأسها قلعة صلاح الدين الأيوبي ومسجد محمد علي وبدأت الحكومة في تطوير المنطقة المحيطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي لكونها مقصد أثري للمصريين والسائحين من كافة أرجاء العالم.
تطوير قلعة صلاح الدين الأيوبي
بدأت أعمال تطوير محيط قلعة صلاح الدين الأيوبي، ووضعت الشركات اللوحات المعدنية، والأقمشة بمحيط القلعة، وتم فصلها عن الشوارع المحيطة بها تمهيدًا لانطلاق أعمال التطوير التابعة لوزارة السياحة والآثار.
و بدأت المرحلة الأولى لإزالة المباني ذات الخطورة الداهمة والمتهالكة جزئيًا بمنطقة عرب اليسار في حي الخليفة جنوب القاهرة تمهيدا لتطويرها واستكمالا لأعمال التطوير الجارية بالقاهرة التاريخية.
وجاءت أعمال تطوير محيط قلعة صلاح الدين الأيوبي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بإزالة المناطق العشوائية والخطرة، وليست المبان التاريخية أو التراثية بالمنطقة، فيما مباني المرحلة الأولى في المنطقة لا تحتوي على أهالي لتعويضهم، ولكنها تتمثل في منازل متهالكة ومتساقط منها أجزاء كبيرة ومهجورة من الأهالي بإجمالي 114 عقارًا كما تم إزالة 104 عقارات حتى الآن، ويتبقى 10 بالمرحلة الأولى.
وتقوم الحكومة الآن بحصر العقارات بمنطقة عرب اليسار، خلال المرحلة الثانية لمعرفة عدد المتضررين لتعويضهم أو توفير سكن راقي يتمتعوا فيه بجميع الخدمات المجتمعية، موضحًا أنها توجيهات القيادة السياسية لانتشال أهالي المناطق ذات الخطورة الداهمة وغير الآمنة، حفاظًا على الصحة العامة.
ضمن المرحلة الأولى من تطوير محيط قلعة صلاح الدين الإيوبي من درب المأذنة بمنطقة السيدة عائشة، وكانت العديد من العقارات صادر لها قرار الإزالة لخطورتها الداهمة، كونها عقارات آيلة للسقوط وقديمة ومهددة للحياة.
سور مجرى العيون
سور مجرى العيون أو قناطر رفع المياه وتقع بمنطقة مصر القديمة بشارع مجرى العيون وطريق صلاح سالم، وقد تم تسجيلها في عداد الآثار الإسلامية عام 1951.
تمتد المنطقة من فم الخليج إلى باب القرافة بميدان السيدة عائشة ويبلغ امتدادها ما يقرب من ثلاثة كيلومتر بعدد 292 فتحة، وتبدأ من برج المآخذ وهو يمثل الجزء الأول للسقاية ويتكون من برج سداسي الشكل من الحجر، يوجد بسطحه عدد 6 سواقي يصعد إليها عن طريق منحدر من الجانب الشرقي للبرج.
ويتوسط برج المأخذ من أعلى حوض كبير سداسي الشكل من الطوب الأحمر ليمنع تسرب المياه إليه بواسطة السواقي الستة التي كانت مركبة بسطح البرج إذ ترفع المياه إليه لتصب في أحواض حجرية صغيرة تتصل بالحوض الأوسط الكبير عن طريق قنوات صغيرة، عبارة عن عقود مدببة ترجع لعصر السلطان الغوري وهي محمولة على دعامات من الحجر، ظلت هذه القناطر مستعملة حتى عام 1872.
وكان تزويد قلعة صلاح الدين الأيوبي بالماء هو الهدف الأساسي من بنائه ليأتي بعده السلطان الناصر محمد بن قلاوون ويجددها تجديدًا كاملًا سنة 1312، وأقام لها السلطان الغوري خلال فترة حكمه مأخذا للمياه به ستة سواقي بالقرب من مسجد السيدة عائشة.
ولم يتبق من القناطر العتيقة التي أنشأها صلاح الدين الأيوبي سوي بقايا قليلة في بداية المجرى من ناحية القلعة المواجهة لمسجد السيدة عائشة.
ثم أعاد السلطان الناصر محمد بن قلاون بناءها كاملة على مرحلتين، أنشأ خلالهما أربع سواقي على النيل بفم الخليج لرفع الماء من خليج صغير عند حائط الرصد الذي يعرف اليوم باسم إسطبل عنتر تجاه مسجد أثر النبي.
تتكون عمارة القناطر من سور ضخم يمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة، بعدما كان قديما حتى القلعة، وقد بُنى هذا السور من الحجر النحيت وتجرى عليه مجراه فوق مجموعة ضخمة من القناطر "العقود المدببة" وكانت تنتهي بصب المياه في مجموعة من الآبار الضخمة داخل القلعة.
وخلال عصر السلطان الغوري، أقيم لهذه القناطر مأخذ مياه آخر به ست سواقي بالقرب من السيدة نفيسة لتقوية تيار المياه الواصلة منها إلى آبار القلعة، وكان الهدف من إنشائها هو تزويد قلعة صلاح الدين الأيوبي بالماء.
وفي العصر العثماني شهدت سقاية فم الخليج "مجرى العيون" عدد من الإصلاحات بها، كما استخدمت الحملة الفرنسية بعض أجزائها كحصن حربي للمراقبة وجعلت فيها فتحات كبيرة لمدافعها، ثم قام محمد على باشا بإنشاء تفريعه لتصل المياه إلى قبة الإمام الشافعي ومدفن العائلة المالكة.