رسائل ودلالات.. زيارات “البرهان” وخروجه من السودان حل تفاوضي أم تصعيد عسكري؟
يسعى قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان إنهاء الصراع الدائر مع قوات الدعم السريع التي تريد أن تستحوذ على السلطة بطرق شرعية وغير شرعية مادام ذلك يجعلها على رأس الطاولة، دون مراعاة الشعب الذي لا ناقة له ولا جمل في هذه الحرب الشنعاء التي لا غرض لها سوى الدمار والتخريب وزعزعة استقرار الدولة من مجموعات القتل والتشريد والعنف الجنسي عنوانها الأول، لذلك يتكاتف الجيش السوداني تحت قيادة زعيمة عبد الفتاح البرهان لإنهاء هذه المهزلة التي تجر البلاد إلى مستقبل منحدر يجبر شعبها على ترك أرضه التي استمات من أجلها سنوات.
زيارة البرهان لجوبا
وفي سياق متصل، يستعد عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني لزيارة إلى جوبا عاصمة جنوب السودان في ثاني زيارة له منذ اندلاع الحرب مع قوات الدعم السريع، وسيزور البرهان جوبا الإثنين القادم، ويلتقى سلفاكير ميارديت رئيس جنوب السودان، حسب سكاي نيوز عربية.
وسيعقد الجانبين جلسة مباحثات تناقش الأوضاع في السودان وتأثيرها على دول الجوار والجهود المبذولة لإنهاء الحرب واستقرار البلاد، وكان عبد الفتاح البرهان زار مصر واستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي في مدينة العلمين الجديدة.
خطاب البرهان
وتعتبر عملية خروج الفريق عبد الفتاح البرهان من مقر قيادة القوات المسلحة. السودانية بعد نحو خمسة أشهر من الحرب، أطلقت العنان للتحليلات والتأويلات، بداية من الكيفية التي تمت بها، وانتهاء بما يمكن أن يتبعها من خطوات، وما ستؤول إليه الأمور في المرحلة المقبلة.
وحرص البرهان في الرد على هذه التأويلات التي تقول إن خروجه هل سيقود لحل تفاوضي لإنهاء الأزمة أم أنه تصعيد في الحرب، وحدث ذلك أثناء خطابه الذي ألقاه أمام الضباط والجنود في قاعدة فلامنجو البحرية في بورتسودان يوم الإثنين الماضي.
وفي وقت سابق، قال البرهان أن العالم لا بد أن ينظر إلى هذه الحرب نظرة موضوعية وصحيحة، خاصة وأن الحرب قامت بسبب مجموعة أردت أن تستحوذ على السلطة.
رسائل البرهان
ووجه البرهان رسائل عدة لمطأنة أصدقاء السودان وجيرانه، وأنه يسعى لإيقاف الحرب وإلى نهايتها، وأن الجيش لا يريد الاستمرار في الحكم وإنما يسعى لاستكمال الفترة الانتقالية وانتخابات حرة في نهايتها.
وتعمد البرهان الغموض في انتقاء كلماته، حيث قال إن الجيش يسعى لوضع حل لنهاية هذه المأساة لكن دون أن يحدد ما إذا كان ذلك من خلال مفاوضات، أم من خلال الحسم الذي تحدث عنه أمام جنوده في قاعدة فلامنجو.
والوفد الذي رافق البرهان في القاهرة يوحي بأن طابعه عسكري أكثر من كونه سياسيا يكون التركيز فيه على بحث موضوع مفاوضات.