اللواء سمير فرج: المواقع العبرية تحاول إيصال رسائل مغلوطة عن حرب أكتوبر
تظل حرب أكتوبر شاهدا في التاريخ العسكري علي ما حققه الجيش المصري من انجازات وبطولات عسكرية، بهر العالم كله بقدره المصريين علي التخطيط العسكري والمخابراتي علي كافة المستويات العسكرية في ذلك الوقت، مما دفع العديد من المؤرخين الإسرائيلين لتهوين تلك الحرب لإقناع الأجيال الشابة بحقائق مغلطة تشكك في نتائج الحرب وأسبابها ومنها تقارير تنشر دون سند أو دليل ملموس علي مواقع عبرية بالتزامن مع قدوم شهر أكتوبر.
ونشر موقع عبري، رسالة زعم فيها آن الرئيس الراحل أنور السادات بعثها إلى وزير الخارجية الأمريكية آنذاك هنري كسينجر، حدد فيها شرطه لوقف حرب 6 أكتوبر 1973، والتى تكفل بتوصيلها مستشار الرئاسة المصرية للأمن القومي محمد حافظ إسماعيل حسب زعم الموقع العربي.
وتضمن التقرير الذي يحمل عنوان من ربح حرب يوم الغفران المصطلح الذي يستخدمه اليهود فى الحديث عن حرب 6 أكتوبر أن مستشار الرئيس الراحل أنور السادات للأمن القومي محمد حافظ إسماعيل، وقام بنقل رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي آنذاك هنري كيسنجر، حول شرط مصر لإنهاء الحرب.
ونقل الموقع العبري في تقريره، حديث المؤرخ الإسرائيلي عوفر شيلح، خلال محاضرة لضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بمناسبة اقتراب الذكرى الـ 50 لحرب أكتوبر، وكانت المحاضرة تحت عنوان "الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل أخرى".
وقال اللواء الدكتور " سمير فرج " مستشار أكاديمية ناصر العسكرية للدراسات العليا للفجر، أن مصر خططت بدقة متناهية لحرب أكتوبر ١٩٧٣ وكان من ضمن الخطة أن يتم خداع العدو الإسرائيلي علي المستوي المخابراتي والرئاسي وهو ما حدث بالفعل مما مكن القوات المسلحة المصرية من تحقيق نجاح عسكري كبير في الحرب.
وتابع اللواء " سمير فرج" قائلا، " ليس صحيحا أن مستشار الرئيس السادات للأمن القومي محمد حافظ إبراهيم قد بعث برساله سرية لوزير الخارجية الأمريكي آنذاك هنري كسنجر حدد فيها شروط مصر لوقف الحرب في يومها الثاني وفقا لتقرير الموقع العربري،. وكان من الأولي أن يذكر كسنجر تلك الواقعة في مذكراته إذا كانت حقيقة بالفعل، وإنما هي مغالطات يذكرها المؤرخين الإسرائيلين لتهوين الهزيمة التي لحقت بجيشهم.
وأشار مستشار أكاديمية ناصر العسكرية للدراسات العليا، إلي أن مستشار الرئاسة المصرية للأمن القومي محمد حافظ إسماعيل لم يقابل وزير الخارجية الأمريكية آنذاك هنري كسينجر إلا قبل الحرب بشهرين ونقل له رسالة خداعيه مفادها أن مصر طردت الخبراء الروس بسبب عدم إلتزامهم بتوريد الأسلحة اللازمة للجيش المصري وأن القيادة المصري لا تنوي الدخول في حرب مع إسرائيل وهو ما ترجم علي أرض الواقع بمفاجأه مدوية بعد عبور القوات المصرية في ال ٦ من أكتوبر كأكبر خطة خداع استراتيجي علي مستوي العالم في ذلك الوقت.
وأضاف اللواء " سمير فرج" للفجر أن اجتماع " جولدا مائير" مع وزير الدفاع الإسرائيلى في ذلك الوقت " موشيه ديان" في يوم ال ٩ من أكتوبر تم الإعلان فيه خسراتهم للحرب واستغاثتهم بالولايات المتحدة الأمريكية ويالتالي ليس من المنطقي في ظل تحقيق القوات المسلحة المصرية نجاحات عسكرية فس ذلك الوقت أن تبعث بتلك الرسالة لوزير الخارجية الأمريكية آنذاك هنري كسينجر وإنما هي محاولات من المؤرخين الإسرائيلين لعرض صورة مغلطة عما دار في ذلك الوقت.