عاجل.. ما هو تجمع الـ "بريكس" وما هي مكاسب واستفادة مصر من الانضمام له ؟
مجموعة ال "بريكس 2023".. كيف نشأ تحالف دول "بريكس" وما أهدافه ومن المشاركون؟.. تسعى مصر للانضمام إلى مجموعة بريكس، التي تضم "الهند والبرازيل والصين وروسيا وجنوب إفريقيا"، وتهدف إلى التخلص من هيمنة الدولار وخلق عالم متعدد الأقطاب، وانضمام مصر لـ بريكس، له عدة ميزات، ومكاسب اقتصادية يمكن أن تحققها مصر، في وقت يتعرض فيه الجنيه المصري لضغوطات كبيرة بسبب الدولار.
عام 2009
مجموعة الـ "بريكس 2023".. تسعى المجموعة التي تشكلت في عام 2009، جاهدة لكسب المزيد من النفوذ عالميًا كوسيلة لموازنة هيمنة الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين في المؤسسات المالية متعددة الأطراف مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومع ذلك، قال ماسدورب إن الرنمينبي (اليوان) الصيني "ما يزال بعيدًا جدًا أن يصبح عملة احتياطية".
مجموعة الـ "بريكس 2023".. من المشاركون؟
مجموعة ال "بريكس 2023".. وتم دعوة قادة 67 دولة، و20 ممثلا لمنظمات دولية، وحتى الآن أكدت 34 دولة مشاركتها، حسب وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدى باندور. كما يشارك قادة الدول (الصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا)، وسيمثل روسيا وزير الخارجية سيرجى لافروف، بينما يشارك الرئيس فلاديمير بوتين عبر تقنية "الفيديو كونفرانس".
نشأة تحالف دول "البريكس"
مجموعة ال "بريكس 2023".. أول من صاغ فكرة مجموعة بريكس كبير الاقتصاديين فى بنك جولدمان ساكس، جيم أونيل، فى دراسة أجريت عام 2001 بعنوان "بناء اقتصادات عالمية أفضل لدول بريكس". وبريكس هى منظمة سياسية بدأت المفاوضات لتشكيلها عام 2006، وهى اختصار لأربع دول الأعضاء هى (البرازيل وروسيا والهند والصين) BRIC وانضمت جنوب إفريقيا إلى المجموعة لاحقًا فى عام 2010، لتصبح "BRICS".
ما الدول المتقدمة بطلب للانضمام للحلف وما الملفات المطروحة على جدول الأعمال والقرارات المتوقعة؟
مجموعة ال "بريكس 2023".. واتفقت دول المجموعة على بعض أسس إصلاح النظام المالى والنقدى الدولى، وذلك بإنشاء بنك التنمية الجديد (NDP)، برأسمال قدره 100 مليار دولار مقسمة بالتساوى بين الدول الخمس فى عام 2014، ويقوم البنك بتقديم القروض والمعونات للدول الأكثر احتياجًا.
مجموعة ال "بريكس 2023".. كما قامت المجموعة بإنشاء صندوق احتياطى للطوارئ لدعم الدول الأعضاء التى تكافح من أجل سداد الديون بهدف تجنب ضغوط السيولة وأيضا تمويل البنية التحتية والمشاريع المناخية فى البلدان النامية.
أهداف مجموعة ال "بريكس 2023"
مجموعة ال "بريكس 2023".. يهدف التحالف أن يصبح قوة اقتصادية عالمية قادرة على منافسة "مجموعة السبع G7" التى تستحوذ على 60% من الثروة العالمية وفقا لتقارير صحفية. وتعمل مجموعة بريكس على تحقيق مجموعة من الأهداف والغايات الاقتصادية والسياسية والأمنية عبر تعزيز الأمن والسلام على مستوى العالم والتعاون، لخلق نظام اقتصادى عالمى ثنائى القطبية لكسر هيمنة الغرب بزعامة أميركا بحلول عام 2050.
أهمية كبيرة ل دورتها الـ15 لعام 2023
تحظى قمة هذا العام باهتمام كبير، نظرا لتلقيها طلبات من دول عدة للانضمام إلى المجموعة، على نحو ما قال وزير التجارة والصناعة فى جنوب إفريقيا إبراهيم باتل، أن هناك طلبات من العديد من الدول على الانضمام لتجمع "بريكس" وأيضا للتواصل مع المجموعة، لأنهم يدركون أن العالم يتغير وإن هناك طاقة للنمو وللإنتاج والاستثمار والتكنولوجيا صادرة عن مجموعة "بريكس".
الدول التى تقدمت بطلب للانضمام للحلف
مجموعة ال "بريكس 2023".. فى 7 أغسطس الجارى، قالت وزيرة الخارجية فى جنوب إفريقيا ناليدى باندور، فى بيان، "لدينا طلبات رسمية باهتمام قادة 23 دولة بالانضمام إلى بريكس، والعديد من الطلبات غير الرسمية الأخرى بشأن إمكانيات العضوية".
مجموعة ال "بريكس 2023".. والدول التى طلبت الانضمام إلى بريكس رسميا هي: الجزائر والأرجنتين والبحرين وبنجلاديش وبيلاروسيا وبوليفيا وكوبا وإثيوبيا وهندوراس وإندونيسيا وإيران وكازاخستان والكويت والمغرب ونيجيريا، وفلسطين والسعودية والسنغال وتايلاند والإمارات وفنزويلا وفيتنام.
مجموعة ال "بريكس 2023".. الملفات المطروحة على جدول الأعمال والقرارات المتوقعة
مجموعة ال "بريكس 2023".. كشف سفير جنوب إفريقيا لدى مجموعة "بريكس" أنيل سوكلال، أن المجموعة ستناقش تعميق استخدام العملات المحلية فى التجارة بين الدول الأعضاء فى قمة بريكس، وهى خطوة تلقى ترحيبا من المؤسسات الاقتصادية العربية.
وأضاف سوكلال، فى مقابلة بمكتب وكالة بلومبرج فى جوهانسبرج، أن المحادثات ستركز على قضايا من بينها إنشاء نظام مدفوعات مشترك، مؤكدا أنه من المرجح تشكيل لجنة فنية لبدء النظر فى إصدار عملة مشتركة محتملة.
وأكد سوكلال، لا توجد خطط لمناقشة استبدال الدولار كعملة عالمية بحكم الأمر الواقع.وأوضح سوكلال، أن "التداول بالعملات المحلية مطروح على جدول الأعمال".
وتابع سوكلال، "لا يوجد بند فى جدول أعمال بريكس يتعلق بالتخلى عن الدولار، بريكس لا تدعو إلى التخلى عن الدولار، وسيظل الدولار عملة عالمية رئيسية، هذه حقيقة واقعة".
ودعا رئيس جنوب إفريقيا فى مقابلة أجراها مع "القناة الإفريقية المستقلة (إيه.أى.تى)" التى تبث فى العاصمة النيجيرية (أبوجا) - إلى استثمار مناخ التنافس الدولى لتعظيم مكاسب إفريقيا، وذلك من خلال بناء شراكة استثمارية بين دول القارة وبريكس.
وقال إن القمة ستركز على دعم اهتمام دول بريكس بإفريقيا وقضاياها التنموية وكذلك تلك المتعلقة بالاستثمارات وهو ما يحتاج إلى مناخ مستقر على المستوى الوطنى فى بلدان القارة.
موقف مصر من البريكس
تسعى مصر حاليا للانضمام إلى تكتل بريكس للاقتصادات الناشئة الرئيسية، التي يسيطر أعضاؤها على ربع الاقتصاد العالمي.
وتكتل بريكس أو مجموعة بريكس (BRICS) هو تكتل اقتصادي عالمي، بدأت فكرة تأسيسه في سبتمبر 2006، حينما عُقد أول اجتماع وزاري لوزراء خارجية البرازيل وروسيا والهند والصين على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
ويضم هذا التكتل 5 دول تعد صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.
وكلمة بريكس (BRICS) بالإنجليزية، عبارة عن اختصار يضم الحروف الأولى لأسماء هذه الدول.
وأصبحت مجموعة بريكس أحد أهم التكتلات الاقتصادية في العالم، نظرا لأرقام النمو التي باتت تحققها دول هذا التكتل مع توالي السنوات، مما جعلها محط اهتمام عديد من الدول الأخرى للانضمام إلى هذا التكتل.
كيف تستفيد مصر من عضوية بريكس؟
مجموعة ال "بريكس 2023".. ويرى العديد من الخبراء والمراقبين أن دول البريكس تمتلك قدرات اقتصادية كبيرة، بما يعود على مصر بالعديد من المزايا الاقتصادية كما أن مصر باتت عضوًا في بنك التنمية التابع لبريكس، وهذه خطوة تؤكد إصرار الدولة المصرية للانضمام إلى المجموعة.
مجموعة ال "بريكس 2023".. وأشار الخبراء إلى أن أهم تلك المزايا تتمثل في خلق فرصة لتنشيط الصادرات المصرية، بما يخفف الضغط على النقد الأجنبي بالبلاد، وتعزيز حركة التبادل التجاري مع دول المجموعة، والانفتاح على الاستثمارات المشتركة يحقق رواجا استثماريا في مصر، فضلًا عن الحصول على منتجات ومواد خام بأسعار منخفضة.
مجموعة ال "بريكس 2023".. ويشدد المراقبون على أن مصر ستستفيد من اتجاه البريكس للتعامل بالعملات المحلية أو بعملات غير الدولار الأمريكي، وهذا جزء تحتاج إليه القاهرة نظرًا لمشكلة النقد الأجنبي، وبالتالي تنويع سلة العملات الأجنبية.
كما أن انضمام مصر إلى البريكس يعزز من العلاقات السياسية الجيدة، التي تربط مصر بباقي دول المجموعة وعلى رأسها روسيا والصين والهند.
كذلك فإن الانضمام للبريكس يحمل فرصة كبيرة لمصر لزيادة معدلات التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة بين مصر والدول الأعضاء، فضلا عن أهمية الوجود وسط تكتل يحمي المصالح السياسية والاقتصادية للدولة المصرية ويضيف مزيدًا من التعاون وتبادل الخبرات.
مجموعة ال "بريكس 2023".. ضم أعضاء جدد
يمثل بنك التنمية الجديد، جزء رئيسيا من استراتيجية "بريكس" ومقره شنغهاي، ويبلغ رأسماله المكتتب فيه 50 مليار دولار ويخطط لإضافة العديد من الدول الأعضاء الجديدة من الأسواق الناشئة هذا العام في محاولة لتوسيع قدرته على الإقراض، حسب ماسدورب.
الإضافة إلى دول "بريكس" الأساسية، يضم البنك بنجلاديش والإمارات العربية المتحدة بين أعضائه. كما أن أوروغواي في طريقها للانضمام؛ فيما تقدمت المملكة العربية السعودية بطلب لذلك.
وقال ماسدورب إن "الهدف يتمثل دائمًا في إنشاء بنك عالمي يركز على الأسواق الناشئة"، كما يهدف البنك إلى توجيه 40% من القروض لمشاريع متعلقة بالمناخ.
مجموعة ال "بريكس 2023".. مكاسب مصر من الانضمام لـ بريكس
مكاسب مصر من الانضمام لبريكس، تشمل
- الاستفادة من المزايا والفوائد التي توفرها الأطر المؤسسية لبريكس، وخاصة بنك التنمية التابع للمجموعة، والمسمى "بنك التنمية الجديد(New Development Bank) واختصاره(NDB)، إلى جانب الصندوق الاحتياطي في شنجهاي، إذ وصل رأس مال البنك، حينها 50 مليار دولار مع احتمال بلوغه 100 مليار دولار في غضون عامين.
- ويتمثل الدولار الأساسي لبنك التنمية الجديد، في منح قروض بمليارات الدولارات لتمويل مشاريع البنيات الأساسية والصحة والتعليم، وما إلى ذلك، في البلدان الأعضاء بالمجموعة، وكذلك البلدان الناشئة الأخرى، وانضمت إلى هذا البنك مؤخرًا كل من أوروجواي والإمارات العربية المتحدة وبنجلاديش ومصر.
- وتتمثل استفادة مصر من بنك التنمية الجديد فى تمويل المشروعات التنموية والبنية التحتية التي تجرى في مصر
ثانيا حل مشكلة النقد الأجنبي
يمكن أن تستفيد مصر من الانضمام للمجموعة، في حل مشكلة النقد الأجنبي، ما يسهم في تخفيف والآثار الاقتصادية والاجتماعية التي أرهقت كاهل الدولة المصرية خاصة في الفترة التي أعقبت الأزمة الروسية الأوكرانية، فانضمام مصر لمجموعة بريكس يساعدها في التغلب على هذه المشكلة.
نظام المقايضة والاتفاقيات المباشرة
- وبين أبرز الطرق التي قد تمكن مصر من الاستفادة إلى مجموعة بريكس، هو نظام المقايضة والاتفاقيات المباشرة مع الدول المصدرة لمصر لتقليل الطلب على العملات الأجنبية، حيث يبلغ سوق اتفاقيات المقايضة نحو 6 تريليونات دولار بين مختلف دول العالم؛ وبذلك يمكن تقليل الطلب على الدولار في السوق المحلية باتفاقيات المقايضة مع الدول المختلفة، واتفاقيات الدفع بالعملة المحلية لهذه الدول، وهو ما يسهم في تخفيف الضغط وتخفيف الطلب على الدولار.
- وتعزز عضوية مصر في "بريكس"، الاستفادة من خبرات دول المجموعة فى تطوير وزيادة معدلات التصنيع، حيث تستورد مصر من دول التحالف الحبوب واللحوم والسيارات والأجهزة الإلكترونية وقطع الغيار، وتصدر مصر جلودا وأثاثًا وخضراوات وفاكهة وقطن خام وكيماويات وأسمدة نيتروجينية، وبينها الهند التي استوردت من مصر عام 2021 بنحو 312 مليون دولار أسمدة كيماوية ونشادر.
فيما يتعلق بنقاط القوة التي تضفيها عضوية مصر في مجموعة "بريكس"
فيما يتعلق بدورها على الساحتين الإقليمية والدولية، يمكن تحديدها فيما يلي:
نقاط القوة:
- سوف تستفيد مصر بانضمامها للمجموعة بزيادة دورها على الساحة الدولية، وذلك نتيجة رغبة أعضاء المجموعة من القوى الخمس الناشئة في تعزيز مكانتها على مستوى العالم من خلال التعاون النشط فيما بينها، وذلك من خلال العمل على تحقيق العديد من الأهداف التي يأتي في مقدمتها، السعي إلى زيادة المشاركة والتعاون مع البلدان غير الأعضاء في مجموعة "بريكس". وتعزيز الأمن والسلام من أجل نمو اقتصادي واستقرار سياسي.
- كذلك الالتزام بإصلاح المؤسسات المالية الدولية، حتى يكون للاقتصادات الناشئة والنامية صوت أكبر من أجل تمثيل أفضل لها داخل المؤسسات المالية. والعمل مع المجتمع الدولي للحفاظ على استقرار النظم التجارية متعددة الأطراف وتحسين التجارة الدولية وبيئة الاستثمار. بالإضافة إلى السعي إلى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية المتعلقة بالتنمية المستدامة، وكذا الاتفاقات البيئية متعددة الأطراف.
- وفي حالة نجاح مصر في الانضمام لهذه المجموعة، سوف يتزايد دورها على الساحة العالمية خاصة في القضايا والموضوعات المرتبطة بالأهداف سالفة الذكر، وذلك كنتيجة طبيعية لتمتعها بقوى إضافية داعمة لها تكتسبها الدولة المصرية عبر عضويتها في "بريكس". ومن الجدير بالذكر هنا أن بعض صناع القرار السياسي في أوروبا والولايات المتحدة يشعرون بالقلق من أن تصبح مجموعة "بريكس" بمثابة كيان اقتصادي للقوى الصاعدة التي تسعى للتأثير على النمو والتنمية في العالم.
- ويرتبط بما سبق تعزيز دور مصر الإقليمي، حيث يري خبراء أن عضوية مصر في "بريكس" يخدمها على جميع المستويات وفي عدد من الملفات والقضايا مثل ملف المياه وأزمة سد النهضة فغالبية أعضاء المجموعة خاصة "الصين وروسيا وجنوب إفريقيا" لهم تأثير على صناعة القرار في إثيوبيا، ويملكون من وسائل الضغط ما قد يجبر أديس بابا، على موقف أكثر مرونة في التفاوض مصر والسودان لإنهاء هذه الأزمة.
- يتبين بوضوح أن هناك العديد من المكاسب الاقتصادية التي تنتظر مصر حال انضمامها لمجموعة "بريكس"، ويرتبط بذلك أيضا تعزيز مكانة مصر على الساحتين الإقليمية والدولية، وأنه تتوفر في الوقت الراهن العديد من العوامل المساعدة على تحقيق الهدف المصري بالانضمام لهذه المجموعة الواعدة اقتصاديًا وسياسيًا.