الاتحاد الأفريقي يرفض بوضوح أي تدخل عسكري من خارج القارة ولكنه لم يحسم القرار بشأن "إيكواس"
تعليق أنشطة النيجر في الاتحاد الأفريقي ومخاوف الجزائر
يري العديد من المحللين أن الاتحاد الأفريقي ترك المجال مفتوحا للتدخل العسكري من قبل المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا المعروفة بـ "إيكواس" في النيجر، بالتزامن مع تصريحات تداولتها الإذاعة الجزائرية الرسمية بشأن رفض الرئيس "تبون" طل فرنسي بالتحليق في المجال الجوي الجزائري للقيام بعملية عسكرية في النيجر، ولكن هيئة الدفاع الفرنسية المشتركة نفت أن تكون فرنسا قد تقدمت بأي طلب للجزائر لاستخدام مجالها الجوي في عملية عسكرية في النيجر.
وفي حين أصدر الاتحاد الأفريقي بيانا يعارض بقوة أي عمل عسكري من دول خارج القارة، فقد قدم حل أخر أكثر غموضا بشأن أي تدخل من قبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، التي قالت إنها مستعدة لإرسال قوات إلى النيجر إذا فشلت الجهود الدبلوماسية لاستعادة الديمقراطية، كما طالب بيان الإتحاد مفوضية الاتحاد الأفريقي لدراسة تداعيات تصريحات المجموعة الاقتصادية بشأن تدخلها في النيجر .
تأتي هذه التصريحات في أعقاب اجتماع لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي وتعكس موقفا أكثر دقة بشأن التدخل المحتمل للإيكواس مما كان متوقعا من البيانات والدراسات السابقة للاتحاد، وقد أثارت التقارير التي تداولها الإعلام الفرنسي معارضة الاتحاد الأفريقي بشكل واضح أي تدخل عسكري بما في ذلك من جانب "إيكواس".
تعليق أنشطة النيجر في الاتحاد الأفريقي
وعلق الاتحاد الأفريقي أنشطة النيجر، اليوم الثلاثاء، بعد الانقلاب العسكري في 26 يوليو الماضي ، وكرر دعواته لقادة الانقلاب إلى إطلاق سراح الرئيس المنتخب "محمد بازوم" والعودة إلى ثكناتهم العسكرية.
كما دعا الاتحاد الأفريقي جميع الدول الأعضاء فيه والمجتمع الدولي إلى الامتناع عن أي عمل من شأنه إضفاء الشرعية على المجلس العسكري في النيجر، وقال إنه يرفض بشدة تدخل أي جهة أو دولة من خارج أفريقيا.
الجزائر ومخاوف الحل العسكري في النيجر
وتأتي تصريحات الإذاعة الجزائرية التقرير في أعقاب تصريحات للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون هذا الشهر قال فيها إن التدخل العسكري يمكن أن يشعل منطقة الساحل الغربي بأكملها وأن الجزائر لن تستخدم القوة مع جيرانها.
وقال مصدر حكومي جزائري مطلع على الوضع لرويترز طلب عدم الكشف عن هويته، "نحن ضد الانقلاب لكننا ضد العمل العسكري الذي من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع في النيجر وخارجها في منطقة الساحل”.
وجاء اجتماع الاتحاد الأفريقي بعد يوم من رفض إيكواس جدولا زمنيا مدته ثلاث سنوات اقترحه الجنرال "عبد الرحمن تشياني" رئيس المجلس العسكري في النيجر للعودة إلى الحكم المدني، حيث اتهام الجنرال "تشياني" إيكواس دون أن يذكر الأسم بالتحضير لمهاجمة النيجر بالتعاون مع جيش أجنبي، وذلك بعد زيارة قام بها وفد من إيكواس إلى النيجر في خطوة دبلوماسية أخيرة.
فيما رفض "عبد الفتاح موسي" مفوض "إيكواس" للشؤون السياسية والأمنية مقترح جنرال النيجر ، قائلا:" المرحلة الإنتقالي لمدة ثلاث سنوات غير مقبولة، الجميع يرغب في استعادة النظام الدستوري في أسرع وقت ممكن".
وتزامنت اتهامات المجلس العسكري مع تقرير في صحيفة لوموند يفيد بأن "بازوم" طلب من فرنسا في الأيام الأولى للانقلاب تقديم مساعدة عسكرية في جهود الانقلاب وإطلاق سراحه.