انهيار ثقافي وجنون المال.. خبراء يحللون الدوافع الخفية في فيديو العريس الخليجي
أثارت واقعة فيديو دولارات العريس الخليجي والعروسة المصرية حلبة من الجدل والانتقاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب محتوى الفيديو الذي اعتبره الكثيرون صادما وغير متوقع.
فيديو العريس الخليجي والعروسة المصرية
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق موسع مقطع فيديو عريس خليجي يشعل حفل زفافه بإلقاء دولارات على العروسة المصرية.
وبين الفيديو ظهور عريسٌ بملابس خليجية وهو يقوم بإلقاء الأموال على عروسته مصرية بحزمة من خلال حفل الزفاف.
وانتقد عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذا الفعل معتبرين أن هذا التصرف غير لائق ومُهين وينم عن استخدام المال بطريقة استعراضية.
وعلق خبراء علم نفس واجتماع على هذه الواقعة التي أصبحت الترند الاعلى تداولا في ساعات قليلة فقط من نشر مقطع الفيديو.
وقال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، إن هذه الواقعة يمكن تفسيرها وفق شقين الأول تزايد حب الأشخاص للأموال مدفوعين بالأوضاع الاقتصادية الراهنة التي يمرون بها والثاني وجود أزمة ثقافة لدى المصريين.
وأضاف فرويز، في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن كثرة خب الاكواب تزايد مؤخرا بسبب الظروف الاقتصادية وحالة الغلاء التي يعاني منها المواطنون.
وتابع: الفلوس بتخلي الناس ترمي نفسها على الأرض وهذا يبين مدى العوز وهذا التصرف هو تصرف لا شعوري ولا إرادي ضمن ثقافة تقليد القطيع فبمجرد أن يقوم شخص بفعل ذلك سيتبعه الآخرون لا محالة.
وأشار أستاذ الطب النفسي إلى أن العامل الآخر الذي تبينه هذه الواقعة هو انعدام الثقافة لدى المواطنين والتي معها تتنحى المبادئ والمظاهر العامة وتقود الغريزة الإنسان إلى مثل هذه التصرفات غير المألوفة.
وواصل: في انهيار ثقافي والناس دي بتتكلم بشكل كويس وتظهر بشكل كويس على السوشيال ميديا وبتطلع تصرفاتهم في الحقيقة عكس كلامهم.
وفي سياق متصل، قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، إنه توجد مشكلة عاملة في الثقافة لدى الغالبية في الوقت الحالي.
وأضاف صادق، في تصريحات خاصة لـ "الفجر": “رمي الفلوس بالطريقة دي معروف بيكون فين لكن مافيش جوازة محترمة بيحصل فيها كده شكلها سيء جدا”.
وتابع أستاذ علم الاجتماع: “هذا يحدث في الملاهي الليلة ومع الراقصات لكن حدوثه في حلف زفاف يشير إلى منحنى شديد الخطورة يهدد المجتمع”.
وواصل: "المجتمع المصري في أزمة رهيبة والمعايير منهارة والأخلاق أيضا لدى الغالبية، وسيكولوجية المجتمع أصبحت في وضع سيء".
وذكر الدكتور سعيد صادق أن سلوك الفرد يأتي من الأسرة والمدرسة والإعلام في المركز الثالث، معتبرا أن الرسالة الإعلامية تساهم في زيادة الوضع الحالي سوءا عبر تناول موضوعات لا يجوز تناولها أو التركيز عليها.
وأوضح أن المؤسسة الدينية هي الرابعة في تحديد سلوك الفرد ولكن توجد مشكلات في الخطاب الديني وتظهر الفتاوى الصفراء التي تزيد تفاقم الأمور.