وزير الخارجية الإيراني يزور المملكة العربية السعودية مع استمرار ذوبان الجليد الدبلوماسي
بعد قطيعة 7 سنوات.. ماذا تعني زيارة "عبد اللهيان" للرياض
زار وزير الخارجية الإيراني المملكة العربية السعودية، وهي أول رحلة من نوعها منذ سنوات، مما يعد استمرار ذوبان الجليد في العلاقات بين البلدين.
وتأتي زيارة حسين أمير عبد اللهيان وسط مساعي لتخفيف التوترات بما في ذلك البرنامج النووي الإيراني والحرب التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن وبحث أمن الممرات المائية في المنطقة.
ووصف "أمير عبد اللهيان" اجتماع، اليوم الخميس، بوزارة الخارجية السعودية بأنه مقدمة لاجتماع قيادة البلدين، دون تحديد موعد زيارة الرئيس الإيراني "إبراهيم رئيسي" السعودية بدعوة من الملك "سلمان بن عبدالعزيز" .
وقال "عبد اللهيان" في تصريحات صحفية :"نحن على يقين من أن هذه اللقاءات وهذا التعاون سيساعدان على وحدة العالم الإسلامي"، مقترحا حوارا إقليميا دون تقديم تفاصيل.
أول زيارة لوزير إيراني منذ 2015
وفي وصفه للتقدم في الانفراجة التي تم التوصل إليها في مارس الماضي بوساطة صينية بين الرياض وطهران خلال زيارته للعاصمة السعودية، قال وزير الخارجية الإيراني في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان: “العلاقات بين طهران والسعودية تسير على المسار الصحيح، نحن نشهد تقدماً والمحادثات كانت ناجحة”.
وعلق الأمير "فيصل" قائلًا: "لقائنا اليوم هو استمرار للخطوات المتخذة نحو تنفيذ اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية الذي يمثل منصة محورية في تاريخ البلدين ومسار الأمن الإقليمي"، مضيفًا أن المملكة حريصة على متابعة جميع النقاط الرئيسية للاتفاق الذي توسطت فيه الصين، سواء كانت اقتصادية أو سياسية، وسيبدأ سفراء الدول في مناصبهم في سفاراتهم بعد إعادة فتحها.
وبموجب الاتفاق، تعدت طهران والرياض على إنهاء الخلاف الدبلوماسي وإعادة العلاقات بعد سنوات من العداء الذي عرّض الاستقرار الإقليمي في الخليج العربي للخطر، وكان آخر وزير خارجية إيراني زار السعودية في رحلة عامة هو "محمد جواد ظريف" والذي سافر إلى المملكة عام 2015 لتقديم التعازي في وفاة الملك "عبد الله".
وقطعت الدولتان العلاقات في عام 2016 بعد تعرض البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران لهجوم خلال الاحتجاجات على إعدام الرياض لرجل الدين الشيعي نمر النمر.
إعادة فتح السفارات خطوة لبناء الثقة بين البلدين
وقالت" آنا جاكوبس" محللة شؤون الخليج البارزة في مجموعة الأزمات الدولية، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أمريكية، أن الزيارات وإعادة فتح السفارات تمثل إجراءات مهمة لبناء الثقة بين البلدين، مشيرة إلي أن التقارب السعودي الإيراني لا يزال في مراحله الأولى، ولا يزال من غير الواضح كيف سيعالج الجانبان نقاط الاحتكاك العديدة بينهما.
جدير بالذكر تعدد نقاط الخلاف بين البلدين أبرزهم التدخل في اليمن ودعم طرفي الصراع في الدولة المجاورة للمملكة وذلك على الرغم من جهود الرياض السياسية لإحلال السلام في اليمن منذ اتفاق مارس وإجراء محادثات مباشرة مع قادة ميلشيا الحوثي الموالية لإيران في أبريل الماضي بالعاصمة صنعاء، كما أيدت عودة سوريا الحليف الرئيسي لإيران، إلى الجامعة العربية في قمة عقدت في مايو الماضي.