رغم إعلانها طهران كمصدر تهديد.. خبير بالشؤون الدولية يكشف لـ "الفجر" سر الصفقة بين أمريكا وإيران

عربي ودولي

أمريكا وإيران - أرشيفية
أمريكا وإيران - أرشيفية

أظهرت المعطيات الأخيرة بشأن الصفقة الأمريكية الإيرانية تناقضًا أمريكيًا ملحوظًا، معادلة غريبة تحمل في طياتها الغموض؛ فلا منطق يعادل أن تعقد واشنطن مع إيران صفقة لتبادل السجناء، وفي الوقت نفسه ترسل قطع بحرية ومشاة إلى منطقة الخليج لردع إيران؟! فإذا كان النظام الإيراني مصدر قلق يستدعي إرسال بوارج وصورايخ وقاذفات؛ فلماذا ترسل لها واشنطن ستة مليارات دولار تعزز من قدراتها الدفاعية، هل يأتي ذلك في إطار انغماسها في انتخابات الرئاسة المقبلة أم أن هناك اعتبارات أخرى؟.

 

الصفقة ستارًا لتفاهمات أخرى

 

وفي السياق ذاته، علق الدكتور محمد عبادي الخبير في الشؤون الدولية والمحلل السياسي على التجاذبات الإيرانية الأمريكية في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، قائلًا":"باعتقادي أنّ قضية تبادل السجناء، يمكن اعتبارها ستارًا لتفاهمات أخرى تدور في الكواليس، أبرز هذه التفاهمات، هو توقف إيران عن تكديس اليورانيوم المخزن، والتراجع عن تخصيب اليورانيوم فوق 60% وهي النسبة التي تُمكن إيران من الانطلاق إلى تخصيب أعلى يساعدها في الحصول على القنبلة النووية".

وتابع "عبادي":" أنه من المتوقع لهذه الصفقة  أن تسفر عن توجيه إيران لميليشياتها في الإقليم بالتوقف عن التحرش العسكري بالمصالح والقوات الأمريكية سواء في المياه الإقليمية أو في العراق أو في شرق سوريا".

وأكمل الخبير في الشؤون الدولية":"أن السبب الثالث منع إيران من إرسال الطائرات المسيىرة والأسلحة إلى روسيا التي تستخدمها في حربها مع أوكرانيا، مشددًا على أنّ صفقة تبادل السجناء ما هي إلا غطاء لهذه التفاهمات.

 

إيران مضطرة لقبول الصفقة

 

وأضاف "عبادي":" أما عن إيران فهي مضطرة لقبول هذه الصفقة وتقديم هذه التنازلات نظرا للأوضاع الاقتصادية الصعبة  التي تعاني منها البلاد، والتي تسببت موجات كبيرة من الاحتجاجات، تطعن في شرعية النظام القائم منذ 44 عامًا"

وأكد أن هذه المليارات تمثل قبلة الحياة للنظام الإيراني الذي يعاني على كافة الصعد، ما اضطره إلى التهدئة مع الممكلة العربية السعودية في مارس الماضي، وهو يبحث الآن عن مفاوضات مماثلة مع بلدان عربية أخرى.

 

الصفقة تجميد مؤقت للأزمات

 

واستطرد":" ومع هذا تأمل الإدارة الديموقراطية أن تساهم صفقة  تبادل الأسرى وأي اتفاقيات غير رسمية إضافية أن يمثل أول اختراق بشأن إيران بعد أكثر من عامين من المحادثات المتقطعة وغير المباشرة سعيا لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي وقعته طهران مع دول 5+1 وتخفيف التوترات في الشرق الأوسط".

واختتم عبادي تصريحاته قائلًا":" إنه لا يمكن التغافل عن هذه الخطوة الديموقراطية باتجاه إيران، التي تثير غضب الجمهوريين، فقد وصفها ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو، بأنها كمثل "دفع الفدية" واتهم إدارة بايدن بتشجيع إيران على مواصلة احتجاز السجناء، وأن هذه الصفقة جاءت لمنع الأوضاع من التدهور وتجنب حدوث تصعيد كبير بين الطرفين، ما يمكن وصفها بفترة هدوء مؤقت أو تجميد لأزمات، يمكن أن تنفجر في أي وقت".