قوة العلاقات مستمرة.. الإمارات وألمانيا تبحثا آفاق التعاون والشراكة الاستراتيجية
تتميز العلاقات بين الإمارات وألمانيا بقوة هائلة تزداد يومًا بعد الآخر، لا سيما على الصعيدين الإقليمي والدولي، منذ أن بدأت قبل نحو 51 عاما، وامتد عمق هذه العلاقات إلى شراكة استراتيجية فريدة من نوعها، وأن ما يعزز نموها هو أن الدولتين يمكنهما التعاون سويًا لتحقيق السلام والاستقرار، والدفع إلى الأمام، ويأتي ذلك في خضم أزمة الطاقة بالقارة الأوروبية بسبب التداعيات الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية.
تعزيز العلاقات بين الإمارات وألمانيا
وفي سياق متصل، بحث عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي خلال اتصال هاتفي مع أنالينا بيربوك، وزيرة خارجية ألمانيا، علاقات الصداقة والشراكة الاستراتيجية، وسبل تعزيزها بما يدعم مسارات التنمية والتقدم الاقتصادى لدى البلدين، حسب سكاي نيوز عربية.
وبحث الطرفين سبل التعاون بين دولة الإمارات وجمهورية ألمانيا الاتحادية في أكثر من مجال، وتأتي في مقدمتها المجالات الاقتصادية والتجارية والطاقة المتجددة، واستعرض الجانبان خلال الاتصال الهاتفي التعاون الثنائي في قطاع البيئة والمناخ.
وتطرق الحديث بين بن زايد ووزيرة الخارجية الألمانية حول استعدادات دولة الأمارات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ "COP28"، ودور هذا الحدث العالمي الأهم في التاريخ، والذي يعقد العام الجاري في مدينة إكسبو دبي في تعزيز الجهود العالمية المبذولة في مواجهة تداعيات تغير المناخ.
واهتم الطرفان بالحديث عن الأوضاع الدولية والإقليمية، وتبادلا وجهات النظر بشأنها، وأكد عبدالله بن زايد آل نهيان على عمق العلاقات بين البلدين.
وشدد على استثمار الفرص المتاحة من أجل تعزيز شراكتهما الاستراتيجية الشاملة، بما يكون في صالحمها ويعود بالخير على شعبيهما.
تاريخ العلاقات الإماراتية الألمانية
وفي السياق ذاته، بنيت العلاقات الأماراتية الألمانية على أسس وطيدة وتقدم نموذجًا للعلاقات المتطورة بينهما، إلى جانب الحرص المشترك من كلا الجانبين على قيادة الدولتين على تعميقها وتطويرها، ودفها إلى الأمام في كافة المجالات.
وتعد العلاقات بين الإمارات وألمانيا علاقات تاريخية في شتى الجوانب، تطورت بمرور الوقت على مدى السنين السابقة، ولم تتوقف عند الاتفاقيات السياسية والدبلوماسية حول مختلف القضايا، بل اتجهت لتشمل المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية والسياحية.
ويرجع تاريخ هذه العلاقات إلى عام 1972، إلى جانب أنها نشأت شراكة استراتيجية بين البلدين في عام 2004، وبعدها بـ أربعة أعوام أي عام 2009 عقدت مشاورات سياسية منتظمة لوزراء الخارجية، مع إعلان حكومتا البلدين في توسيع التعاون السياسي بينهما ليصل إلى أعلى درجاته.
وفي وقت سابق أعلنت السفارة الألمانية في الأمارات أن هناك نحو نصف مليون ألماني يزورون الإمارات قبل تفشي جائحة كورونا، وأن أعداد السياح الآن تشهد زيادة ملحوظة، وفي المقابل هناك عدد كبير من الإماراتيين الذين يزورون ألمانيا كل عام، بالإضافة أنه يقيم نحو 15 ألف ألماني في دولة الأمارات، وذلك حسب الاحصائيات التي أجرتها السفارة.
ووقعت الإمارات وألمانيا اتفاقتي نقل جوي، ومنع ازدواج ضريبي، إلى جانب اتفاقية لترقية وحماية الاستثمارات، ووصلت العلاقات بين البلدين إلى أقصاها.
الإمارات الشريك التجاري الأول لألمانيا
وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، تعد دولة الإمارات الشريك التجاري الأول لألمانيا، لذلك لعبت ألمانيا دورًا عظميًا لإعفاء مواطني الإمارات من تأشيرة "الشنغن" في خطوة غير مسبوقة لزيادة حجم التبادل التجاري والثقافي بين الجانبين.
وتجاوز حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارت وألمانيا في الفترة ما بين 2012-2021 ما يقرب إلى 478 مليار درهم، واستحوذت الوارظا على نسبة 89.5 بالمئة من إجمالي التبادى التجاري، فيما بلغت قيمة الصادرات 3.5 بالمئة وإعادة التصدير 7 بالمئة، حسب مركز الاتحاد للتنافسية والإحصاء.
وكشفت البيانات أن التبادل التجاري بين الجانبان يوزع بين 427.4 مليار درهم للواردات، فيما بلغت قيمة الصادرات 17.1 مليار درهم، وإعادة التصدير بقيمة 33.4 مليار درهم، إضافة إلى نمو التبادل التجاري بين الإمارات وألمانيا بنسبة 12% ليرتفع إلى 35.3 مليار درهم، مقابل 31.5 مليار درهم بنهاية عام 2020.