د.حماد عبدالله يكتب: دول " الإستعباد " للمصريين !!
مازلت لا اصدق ما أسمعه عن بعض الممارسات التي تتم مع مواطنين أكفاء أعيروا إلي بلاد شقيقة، أو تعاقدوا علي العمل في تلك الدول والتي تعمل بنظام (الكفيل ) أي أن كل مقيم غير مواطن فى هذه الدول يجب أن يكون له ( كفيل ) من أهل البلد،يحَجَزِ جواز سفره ويمتنع المقيم عن أية أعمال أو إتفاقات أو أية رغبة في الإنتقال أو السفر سواء إلي بلده الأصل أو بلاد أخري مجاورة إلا بإذن من هذا
( الكفيل )، ونسمع عن قصص "تشيب لها الولدان" حول الخلافات الإنسانية البسيطة التي يمكن وقوعها حياتيًا بين الناس وتحَكُمْ هذا ( الكفيل ) في مستقبل بل وفي أسرة ( المقيم ) المتعاقد علي عمل ما !! ولعل هناك ميثاقًا للأمم المتحدة، وإتفاقيات دولية تُحِرمْ هذه الممارسات الغير إنسانية، والغير حضارية علي الاطلاق إلا أن كل هذه الأمور مستبعدة بحكم ( العقد شريعة المتعاقدين ) فالقادم لمثل هذه الدول يعلم مسبقًا بشروط ( الكفالة ) ويقبلها ويجب أن يمتثل لها، ولعل من المثير للعجب وللدهشة أن دولة مثل دولة قطر، والتي تبث من عاصمتها الدوحة أكبر شبكة إعلامية عربية ودولية وهي قناة الجزيرة والتي تتدعي الليبراليه والحرية وتفتح نوافذ وشبابيك نظم دول أخري وتستدعي لنبش المجتمعات العربية والغير عربية، شخصيات تَّدعِي علي نفسها نفس إدعاءات هذه المحطة بأنها تحررية وليبرالية وقومية وأشياء لا أنزل الله بها من سلطان سواها !!
ومع ذلك تمارس في هذه الدوله "الصغيرة قدرًا وعددًا ومساحة" والكبيرة بمحطتها الفضائية يُمَارسْ فيها كل أنواع الإضطهاد لكل مغترب فيها يعمل علي نموها ورفع إقتصادياتها، ونقلها من الجهل إلي النور والعلم، ويتضمن ذلك هؤلاء العاملون في محطة تَشُدقْهُمْ بالحرية والليبرالية ولعل إحتجاز جواز سفر إنسان لدي الغير، هو بمثابة إحتجاز قانوني وقيد للحرية حتي وأن كان قد تم الأتفاق علية قبل القدوم.
إن "دول العبيد" الباقية في العالم وعلي رأسهم "دولة قناة الجزيرة"، يجب أن تراجع قوانينها وأن تعمل مثلما فعلت دولة الكويت، التي كانت تعمل بنظام "الكفيل" وأقرت إلغاء هذه السمة التي تعود بالبشرية لعصر "سوق النخاسة"، في بغداد أو في دول جنوب غرب إفريقيا (فى العصور الوسطى) الموردة للعبيد للقارة الجديدة في الجانب الغربي من المحيط الأطلنطي ( الولايات المتحدة الامريكية )، ولعل من حسن الطالع أن نري بأن أحد أحفاد هؤلاء العبيد أصبح مع التقدم والليبرالية(رئيسًا)، حيث إستطاع شاب ذو أصول كينية مسلمة أن يقود أكبر حمله إنتخابات في أمريكا، لكي يفوز بمقعد سيد البيت الأبيض والعالم للولايات المتحدة الأمريكية (باراك حسين أوباما) مع إختلافنا على تقييمه من الناحية السياسية، وحتى الأخلاقية حيث ما كنا قد شعرنا به أثناء إلقائه خطابه الشهير من تحت قبة جامعة القاهرة عكس ما تم تنفيذه وعكس ما قام به، ورعايته لدولة الإخوان أثبتت حتى هذا الإبن البار لنا فى يوم "جامعة القاهرة" هو "إبن حرام !!" بالقول البلدى (قولًا واحدًا)!، فهل ما يحدث في الدوحة وغيرها من (دول العبيد)، هي خطوة علي الطريق لما حدث فى الولايات المتحدة الأمريكية ؟