إغلاق الحدود مع السودان وإعلان حالة الطوارئ.. آخر تطورات الأوضاع في إثيوبيا
تشهد الساحة الإثيوبية حالة من عدم الاستقرار خلال تلك الفترة خصوصًا منذ تمرد ميليشيا "فانو" على الحكومة المركزية الإثيوبية التي دفعت الحكومة لإعلان حالة الطوارئ.
تمرد فانو
وكانت ميليشيا "فانو"، التي تعمل بشكل متقطع دون هيكل قيادة محدد، قد ناصرت القوات الاتحادية في حرب أهلية استمرت لعامين بمنطقة تيغراي المجاورة وانتهت في نوفمبر.
لكن العلاقات توترت بسبب ما يقول البعض في المنطقة إنه تجاهل من الحكومة الإثيوبية للأمن في أمهرة.
اندلاع الحرب
وشهد إقليم أمهرة ثاني أكبر أقاليم إثيوبيا اشتباكات في وقت سابق بعد رفض وحدات قوات الأمهرة الخاصة تسليم الأسلحة في إطار عملية الاندماج بالجيش الرسمي.
اشتباكات اندلعت منذ يوم الأربعاء بين الجيش الإثيوبي، ومسلحين من ميليشيا " نوفا" في إقليم أمهرة ثاني أكبر أقاليم إثيوبيا وذلك بعد رفض وحدات قوات الأمهرة الخاصة تسليم الأسلحة في إطار عملية الاندماج بالجيش الرسمي.
وتعهد رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، بتفكيك القوات التي أنشأتها بعض الولايات، محذرا من أنه سيتم اتخاذ إجراءات إنفاذ القانون ضد أي معارضة "هدامة".
وسرعان ما تحول القتال الذي اندلع إلى أزمة أمنية كبيرة في إثيوبيا.
قوات إضافية
وطلبت حكومة أمهرة، في الخميس الماضي، مساعدة إضافية من السلطات الاتحادية لإعادة فرض النظام.
فرض الطوارئ
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في البيان الذي أصدره لإعلان حالة الطوارئ وفرض قيود على الحركة، وحظر حمل الأسلحة والأدوات الحادة، ومنع التجمعات العامة، وتنفيذ اعتقالات وحملات تفتيش دون أوامر قضائية.
ولكن لم يذكر مكتب رئيس الوزراء أبي أحمد في البيان الذي أصدره لإعلان حالة الطوارئ ما إذا كانت ستفرض فقط في أمهرة أم في جميع أنحاء البلاد.
الاستيلاء على بعض البلدات والمناطق
وأقر تمسغن طرونة، المدير العام لجهاز المخابرات الوطني الإثيوبي، الذي عين للإشراف على تطبيق حالة الطوارئ، بأن مقاتلي الميليشيا تمكنوا من الاستيلاء على بعض البلدات والمناطق.
وقال في تصريحات لهيئة البث الإثيوبية «فانا» التابعة للدولة في وقت متأخر من يوم أمس الأحد، إن «قوة السطو هذه تعمل بنية الإطاحة بالحكومة المحلية بالقوة ثم التقدم إلى النظام الاتحادي».
الحوار السلمي
وفي تعليق علني نادر لمسؤول رفيع في الحكومة الاتحادية على مسألة تتعلق بالأمن الداخلي، قال نائب رئيس الوزراء، دمقي مكونن: "المشكلات الأمنية في مناطق مختلفة من أمهرة صارت مقلقة".
وأضاف عبر صفحته على فيسبوك "نحن في لحظة تاريخية يجب فيها أن نأخذ في الاعتبار حقيقة أنه إذا لم يكن لديك سلام فستفقد كل شيء"، داعيا إلى الحوار السلمي.
اعتقال من يشعلون الاضطرابات
وقال المتحدث باسم الحكومة ليجيسي تولو يوم السبت إن السلطات بدأت بالفعل في اعتقال من يشعلون الاضطرابات.
وتتألف ميليشيا «فانو» من عناصر غير متفرغة من المتطوعين من السكان المحليين وكانت حليفة لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية خلال حرب تيغراي.
والجدير بالذكر أنه قد زادت احتجاجات عنيفة في أنحاء الإقليم في أبريل الماضي بعدما أمر رئيس الوزراء أبي أحمد بدمج قوات الأمن في 11 منطقة بالبلاد في صفوف الشرطة أو الجيش الوطني.
واتهم المتظاهرون الحكومة بمحاولة تقويض أمن إقليم أمهرة، ونفت الحكومة الاتحادية ذلك وقالت إن الهدف هو ضمان الوحدة الوطنية.
تعليق المساعدات
أكدت منظمة الصحة العالمية، أن أعمال العنف المستمرة في إقليم أمهرة شمالي إثيوبيا تعوق ايصال المساعدات الإنسانية إلى هذه المنطقة، داعية إلى إرساء السلام في الإقليم.
وأشار تيدروس أدهانوم جيبريسوس مدير عام المنظمة، عبر منصة إكس (تويتر سابقا)، إلى "صعوبة ايصال المساعدة الإنسانية بسبب قطع الطرق"، داعيا إلى تسهيل ايصال المساعدات بشكل دائم وإلى حماية النظام الصحي في أمهرة، بحيث تتمكن منظمة الصحة العالمية وشركائها من مواصلة العمل هناك.
زيادة الاعتقالات
واصل الأمن الإثيوبي، حملة الاعتقالات ضد عرقية الأمهرة، التي بدأت مع إعلان الحكومة حالة الطوارئ في إقليم أمهرة الجمعة قبل الماضية.
وذكرت وسائل إعلام إثيوبية، أن الآلاف اعتقلوا من عرقية الأمهرة خلال الأيام القليلة الماضية، وقال شهود عيان أن الاعتقال لا يستند إلى أدلة.
وبعد يوم من إعلان حالة الطوارئ، ورد أنه تم اعتقال أكثر من أربعة آلاف من عرقية الأمهرة في العاصمة أديس أبابا، وألقي القبض على آلاف آخرين في منطقة أورومو.
وأكد مركز القيادة - الجهة المشرفة على تنفيذ حالة الطوارئ – مساء أمس الجمعة، أنه قام باعتقالات لكنه أعلن فقط عن هويات نحو 25 منهم، وأحدهم عضو في البرلمان - كريستيان تاديلي - اقتيد من منزله نحو الساعة العاشرة مساء، بالإضافة إلى كاسا تيشاجر عضو مجلس مدينة أديس أبابا، الذي اعتقل في نفس اليوم ولم ترفع الحصانات البرلمانية عند اعتقالهم.
إغلاق الحدود الإثيوبية السودانية
أعلنت السلطات السودانية بولاية القضارف إغلاق معبر القلابات الحدودي مع إثيوبيا على خلفية استمرار المواجهات في إقليم بحر دار المحازي بين فانو الأمهرية وقوات ليوهايلي الخاصة.
ويمثل قرار إغلاق الحدود الإثيوبية خيبة أمل للآلاف من الأسر السودانية التي كانت تنتظر بفارغ الصبر تجديد جوازات سفرها، بعد أن أغلقت الأبواب أمامهم للوصول إلى مصر بسبب تشديد السلطات المصرية إجراءات السفر.
وقال مدير شرطة ولاية القضارف، اللواء مدثر حسب الرسول، آنذاك، أن توقف عمل إجراءات السفر عبر البر بمعبر القلابات جاءت حفاظا على سلامة وأرواح المواطنين السودانيين والأجانب العابرين إلى إثيوبيا.
وأوضح أنه تم إخطار القنصلية الإثيوبية والسلطات بهذا القرار حتى تتم إتاحة الفرصة للسلطات الإثيوبية في احتواء حالة الأضطراب التي يشهدها إقليم بحر دار المجاور لولاية القضارف.